انتَزَعَ الرُّمحَ فَطَعَنَهُ في بَواني ۱ صَدرِهِ ، فَخَرَّ الحُسَينُ عليه السلام صَريعاً ، ثُمَّ نَزَلَ إلَيهِ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ ، ونَزَلَ مَعَهُ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ثُمَّ أتى بِهِ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زيادٍ فَقالَ :
أوقِر رِكابي فِضَّةً وذَهَباأنَا قَتَلتُ المَلِكَ المُحَجَّبَا
قَتَلتُ خَيرَ النّاسِ اُمّاً وأباًوخَيرَهُم إذ يُنْسَبُونَ نَسَباً
قالَ : فَلَم يُعطِهِ عُبَيدُ اللَّهِ شَيئاً . ۲
۱۱۹۰.الأخبار الطوال : بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام مَلِيّاً جالِساً ، ولَو شاؤوا أن يَقتُلوهُ قَتَلوهُ ، غَيرَ أنَّ كُلَّ قَبيلَةٍ كانَت تَتَّكِلُ عَلى غَيرِها ، وتَكرَهُ الإِقدامَ عَلى قَتلِهِ .
وعَطِشَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَدَعا بِقَدَحٍ مِن ماءٍ ، فَلَمّا وَضَعَهُ في فيهِ رَماهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ ، فَدَخَلَ فَمَهُ ، وحالَ بَينَهُ وبَينَ شُربِ الماءِ، فَوَضَعَ القَدَحَ مِن يَدِهِ . ولَمّا رَأَى القَومَ قَد أحجَموا عَنهُ ، قامَ يَتَمَشّى عَلَى المُسَنّاةِ نَحوَ الفُراتِ ، فَحالوا بَينَهُ وبَينَ الماءِ ، فَانصَرَفَ إلى مَوضِعِهِ الَّذي كانَ فيهِ .
فَانتَزَعَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ بِسَهمٍ فَأَثبَتَهُ في عاتِقِهِ ، فَنَزَعَ عليه السلام السَّهمَ . وضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شُريكٍ التَّميمِيُّ بِالسَّيفِ ، وَاتَّقاهُ الحُسَينُ عليه السلام بِيَدِهِ ، فَأَسرَعَ السَّيفُ في يَدِهِ . وحَمَلَ عَلَيهِ سِنانُ بنُ أوسٍ النَّخَعِيُّ فَطَعَنَهُ ، فَسَقَطَ . ونَزَلَ إلَيهِ حَولِيُّ ۳ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ لِيَحُزَّ رَأسَهُ ، فَاُرعِدَت يَداهُ . فَنَزَلَ أخوهُ شِبلُ بنُ يَزيدَ فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، فَدَفَعَهُ إلى أخيهِ حَولِيٍّ . ۴
۱۱۹۱.المنتظم : بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام زَماناً مَا انتَهى إلَيهِ رَجُلٌ مِنهُم ، إلَّا انصَرَفَ عَنهُ وكَرِهَ أن يَتَوَلّى قَتلَهُ، وَاشتَدَّ بِهِ العَطَشُ فَتَقَدَّمَ لِيَشرَبَ ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ تَميمٍ بِسَهمٍ فَوَقَعَ في فَمِهِ ،
1.البَوَاني : عظام الصدر (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۹۶ «بني») .
2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۷۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۲ وص ۲۹۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۳ كلّها نحوه وليس فيها ذيله من «ثُمّ أتى» .
3.هكذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : «خوليّ» كما هو المعروف والموجود في أغلب النقول .
4.الأخبار الطوال : ص ۲۵۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۹ .