جَماعَةٍ مِن أصحابِهِ فَأَحاطَ بِهِ ، فَأَسرَعَ مِنهُم رَجُلٌ يُقالُ لَهُ مالِكُ بنُ النَّسرِ الكِندِيُّ ، فَشَتَمَ الحُسَينَ عليه السلام وضَرَبَهُ عَلى رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وكانَ عَلَيهِ قَلَنسُوَةٌ فَقَطَعَها حَتّى وَصَلَ إلى رَأسِهِ فَأَدماهُ ، فَامتَلَأَتِ القَلَنسُوَةُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا أكَلتَ بِيَمينِكَ ، ولا شَرِبتَ بِها ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ . ثُمَّ ألقَى القَلَنسُوَةَ ، ودَعا بِخِرقَةٍ فَشَدَّ بِها رَأسَهُ ، وَاستَدعى قَلَنسُوَةً اُخرى فَلَبِسَها وَاعتَمَّ عَلَيها . ۱
۱۱۸۶.الإرشاد : نادى شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الفُرسانَ وَالرَّجّالَةَ ، فَقالَ : وَيحَكُم ما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ ، ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ؟ فَحُمِلَ عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ عَلى كَفِّهِ اليُسرى فَقَطَعَها ، وضَرَبَهُ آخَرُ مِنهُم عَلى عاتِقِهِ فَكَبا مِنها لِوَجهِهِ ، وطَعَنَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ بِالرُّمحِ فَصَرَعَهُ ، وبَدَرَ إلَيهِ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ فَنَزَلَ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ فَاُرعِدَ ، فَقالَ لَهُ شِمرٌ : فَتَّ اللَّهُ في عَضُدِكَ ، ما لَكَ تُرعِدُ ؟
ونَزَلَ شِمرٌ إلَيهِ فَذَبَحَهُ ، ثُمَّ دَفَعَ رَأسَهُ إلى خَولِيِّ بنِ يَزيدَ ، فَقالَ : اِحمِلهُ إلَى الأَميرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ . ۲
۱۱۸۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : أقدَمَ [شِمرٌ] عَلَيهِ [أي عَلَى الحُسَينِ عليه السلام] بِالرَّجّالَةِ ، مِنهُم : أبُو الجَنوبِ وَاسمُهُ عَبدُ الرَّحمنِ الجُعفِيُّ ، وَالقَشعَمُ بنُ عَمرِو بنِ يَزيدَ الجُعفِيُّ ، وصالِحُ بنُ وَهبٍ اليَزَنِيُّ ، وسِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ ، وخَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ .
فَجَعَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ يُحَرِّضُهُم ، فَمَرَّ بِأَبِي الجَنوبِ وهُوَ شاكٍ فِي السِّلاحِ ، فَقالَ لَهُ : أقدِم عَلَيهِ ، قالَ : وما يَمنَعُكَ أن تُقدِمَ عَلَيهِ أنتَ ؟ فَقالَ لَهُ شِمرٌ : إلَيَّ تَقولُ ذا ! قالَ وأنتَ لي تَقولُ ذا ! فَاستَبّا ، فَقالَ لَهُ أبُو الجَنوبِ - وكانَ شُجاعاً - : وَاللَّهِ لَهَمَمتُ أن