257
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

اُخَضخِضَ ۱ السِّنانَ في عَينِكَ ، قالَ : فَانصَرَفَ عَنهُ شِمرٌ وقالَ : وَاللَّهِ لَئِن قَدَرتُ عَلى‏ أن أضُرَّكَ لَأَضُرَّنَّكَ . ۲

۱۱۸۸.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : لَقَد مَكَثَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] طَويلاً مِنَ النَّهارِ ، ولَو شاءَ النّاسُ أن يَقتُلوهُ لَفَعَلوا ، ولكِنَّهُم كانَ يَتَّقي بَعضُهُم بِبَعضٍ ، ويُحِبُّ هؤُلاءِ أن يَكفِيَهُم هؤُلاءِ .
قالَ : فَنادى‏ شِمرٌ فِي النّاسِ : وَيحَكُم ، ماذا تَنظُرونَ بِالرَّجُلِ ؟ اُقتُلوهُ ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ! قالَ : فَحُمِلَ عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضُرِبَت كَفُّهُ اليُسرى‏ ضَربَةً ضَرَبَها زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ ، وضُرِبَ عَلى‏ عاتِقِهِ ، ثُمَّ انصَرَفوا وهُوَ يَنوءُ ويَكبو .
قالَ : وحَمَلَ عَلَيهِ في تِلكَ الحالِ سِنانُ بنُ أنَسِ بنِ عَمرٍو النَّخَعِيُّ ، فَطَعَنَهُ بِالرُّمحِ فَوَقَعَ ، ثُمَّ قالَ لِخَولِيِّ بنِ يَزيدَ الأَصبَحِيِّ : اِحتَزَّ رَأسَهُ ! فَأَرادَ أن يَفعَلَ فَضَعُفَ فَاُرعِدَ ، فَقالَ لَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ : فَتَّ اللَّهُ عَضُدَيكَ وأبانَ يَدَيكَ ، فَنَزَلَ إلَيهِ فَذَبَحَُه وَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ثُمَّ دُفِعَ إلى‏ خَولِيِّ بنِ يَزيدَ ، وقَد ضُرِبَ قَبلَ ذلِكَ بِالسُّيوفِ . ۳

۱۱۸۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : مَكَثَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] مَلِيّاً مِنَ النَّهارِ وَالنّاسُ يَتَدافَعونَهُ ويَكرَهونَ الإِقدامَ عَلَيهِ ، فَصاحَ بِهِم شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ! ماذا تَنتَظِرونَ بِهِ ؟ أقدِموا عَلَيهِ .
فَكانَ أوَّلَ مَنِ انتَهى‏ إلَيهِ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ اليُسرى‏ ، وضَرَبَهُ حُسَينٌ عليه السلام عَلى‏ عاتِقِهِ فَصَرَعَهُ . وبَرَزَ لَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ فَطَعَنَهُ في تَرقُوَتِهِ ۴ ، ثُمَّ

1.الخَضْخَضَةُ : التحريك (لسان العرب : ج ۷ ص ۱۴۵ «خضض») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۱ وليس فيه ذيله من «فمرّ» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۷ وليس فيه صدره إلى «خولي بن يزيد الأصبحي» وكلّها نحوه .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۹ وليس فيه صدره إلى «هؤلاء» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۲ وليس فيه ذيله ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۰ نحوه .

4.الترقُوَة : هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق (النهاية : ج ۱ ص ۱۸۷ «ترق») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
256

جَماعَةٍ مِن أصحابِهِ فَأَحاطَ بِهِ ، فَأَسرَعَ مِنهُم رَجُلٌ يُقالُ لَهُ مالِكُ بنُ النَّسرِ الكِندِيُّ ، فَشَتَمَ الحُسَينَ عليه السلام وضَرَبَهُ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وكانَ عَلَيهِ قَلَنسُوَةٌ فَقَطَعَها حَتّى‏ وَصَلَ إلى‏ رَأسِهِ فَأَدماهُ ، فَامتَلَأَتِ القَلَنسُوَةُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا أكَلتَ بِيَمينِكَ ، ولا شَرِبتَ بِها ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ . ثُمَّ ألقَى القَلَنسُوَةَ ، ودَعا بِخِرقَةٍ فَشَدَّ بِها رَأسَهُ ، وَاستَدعى‏ قَلَنسُوَةً اُخرى‏ فَلَبِسَها وَاعتَمَّ عَلَيها . ۱

۱۱۸۶.الإرشاد : نادى‏ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الفُرسانَ وَالرَّجّالَةَ ، فَقالَ : وَيحَكُم ما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ ، ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ؟ فَحُمِلَ عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ عَلى‏ كَفِّهِ اليُسرى‏ فَقَطَعَها ، وضَرَبَهُ آخَرُ مِنهُم عَلى‏ عاتِقِهِ فَكَبا مِنها لِوَجهِهِ ، وطَعَنَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ بِالرُّمحِ فَصَرَعَهُ ، وبَدَرَ إلَيهِ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ فَنَزَلَ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ فَاُرعِدَ ، فَقالَ لَهُ شِمرٌ : فَتَّ اللَّهُ في عَضُدِكَ ، ما لَكَ تُرعِدُ ؟
ونَزَلَ شِمرٌ إلَيهِ فَذَبَحَهُ ، ثُمَّ دَفَعَ رَأسَهُ إلى‏ خَولِيِّ بنِ يَزيدَ ، فَقالَ : اِحمِلهُ إلَى الأَميرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ . ۲

۱۱۸۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : أقدَمَ [شِمرٌ] عَلَيهِ [أي عَلَى الحُسَينِ عليه السلام‏] بِالرَّجّالَةِ ، مِنهُم : أبُو الجَنوبِ وَاسمُهُ عَبدُ الرَّحمنِ الجُعفِيُّ ، وَالقَشعَمُ بنُ عَمرِو بنِ يَزيدَ الجُعفِيُّ ، وصالِحُ بنُ وَهبٍ اليَزَنِيُّ ، وسِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ ، وخَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ .
فَجَعَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ يُحَرِّضُهُم ، فَمَرَّ بِأَبِي الجَنوبِ وهُوَ شاكٍ فِي السِّلاحِ ، فَقالَ لَهُ : أقدِم عَلَيهِ ، قالَ : وما يَمنَعُكَ أن تُقدِمَ عَلَيهِ أنتَ ؟ فَقالَ لَهُ شِمرٌ : إلَيَّ تَقولُ ذا ! قالَ وأنتَ لي تَقولُ ذا ! فَاستَبّا ، فَقالَ لَهُ أبُو الجَنوبِ - وكانَ شُجاعاً - : وَاللَّهِ لَهَمَمتُ أن

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۰ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ وفيه «مالك بن أنس» ، الملهوف : ص ۱۷۲ نحوه .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ ، إعلام الورى‏ : ج ۱ ص ۴۶۹ وليس فيه من «ضربه» إلى «لوجهه» وفيهما «كتفه» بدل «كفّه» وراجع : مجموعة نفيسة : ص ۱۰۷ (تاج المواليد).

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19166
صفحه از 952
پرینت  ارسال به