237
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

قَد قَتَلتُموني ، لَقَد ألقَى اللَّهُ بَأسَكُم بَينَكُم ، وسَفَكَ دِماءَكُم ، ثُمَّ لا يَرضى‏ لَكُم حَتّى‏ يُضاعِفَ لَكُمُ العَذابَ الأَليمَ . ۱

۱۱۳۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : لَمّا قُتِلَ أصحابُهُ وأهلُ بَيتِهِ ، بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام عامَّةَ النَّهارِ لا يُقدِمُ عَلَيهِ أحَدٌ إلَّا انصَرَفَ ، حَتّى‏ أحاطَت بِهِ الرَّجّالَةُ ، فَما رَأَينا مَكثوراً قَطُّ أربَطَ جَأشاً مِنهُ ، إن كانَ لَيُقاتِلُهُم قِتالَ الفارِسِ الشُّجاعِ ، وإن كانَ لَيَشُدُّ عَلَيهِم فَيَنكَشِفونَ عَنهُ انكِشافَ المِعزى‏ شَدَّ فيهَا الأَسَدُ . ۲

۱۱۳۵.مطالب السؤول : ثُمَّ دَعَا [الحُسَينُ عليه السلام‏] النّاسَ إلَى البِرازِ ، فَلَم يَزَل يُقاتِلُ ويَقتُلُ كُلَّ مَن بَرَزَ إلَيهِ مِنهُم مِن عُيونِ الرِّجالِ ، حَتّى‏ قَتَلَ مِنهُم مَقتَلَةً كَبيرَةً... هذا وهُوَ كَاللَّيثِ المُغضَبِ ، لا يَحمِلُ عَلى‏ أحَدٍ مِنهُم إلّا نَفَحَهُ ۳ بِسَيفِهِ فَأَلحَقَهُ بِالحَضيضِ ۴ . ۵

۱۱۳۶.الفتوح : ثُمَّ إنَّهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] دَعا إلَى البِرازِ ، فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلَّ مَن خَرَجَ إلَيهِ مِن عُيونِ الرِّجالِ ، حَتّى‏ قَتَلَ مِنهُم مَقتَلَةً عَظيمَةً .
قالَ : وتَقَدَّمَ الشِّمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ لَعَنَهُ اللَّهُ في قَبيلَةٍ عَظيمَةٍ ، فَقاتَلَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام بِأَجمَعِهِم وقاتَلوهُ ... ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِمُ [الحُسَينُ عليه السلام ]كَاللَّيثِ المُغضَبِ ، فَجَعَلَ لا يَلحَقُ أحَداً إلّا لَفَحَهُ ۶ بِسَيفِهِ لَفحَةً ألحَقَهُ بِالأَرضِ ، وَالسِّهامُ تَقصِدُهُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، وهُوَ يَتَلَقّاها بِصَدرِهِ ونَحرِهِ وهُوَ يَقولُ : يا اُمَّةَ السَّوءِ ! فَبِئسَ ما أخلَفتُم مُحَمَّداً في اُمَّتِهِ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۲ نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۸ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۸ .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۷۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۲ نحوه .

3.النَّفْحُ : الضربُ والرمي (النهاية : ج ۵ ص ۸۹ «نفح») .

4.اُطلِقَ الحضيضُ على كلّ سافل في الأرض (تاج العروس : ج ۱۰ ص ۳۶ «حضض») .

5.مطالب السؤول : ص ۷۲ ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۳۲ وفيه «كثيرة» بدل «كبيرة» وراجع : نزهة الناظر : ص ۴۴ .

6.لَفَحَهُ بالسيف : ضربه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۴۷ «لفح») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
236

فَيُهزَمونَ بَينَ يَدَيهِ كَأَنَّهُمُ الجَرادُ المُنتَشِرُ ، ثُمَّ يَرجِعُ إلى‏ مَركَزِهِ وهُوَ يَقولُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۱

۱۱۳۳.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحجّاج عن عبد اللَّه بن عمّار بن عبد يغوث البارقي : عُتِبَ عَلى‏ عَبدِ اللَّهِ ابنِ عَمّارٍ بَعدَ ذلِكَ مَشهَدُهُ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَمّارٍ : إنَّ لي عِندَ بَني هاشِمٍ لَيَداً ، قُلنا لَهُ : وما يَدُكَ عِندَهُم ؟ قالَ : حَمَلتُ عَلى‏ حُسَينٍ بِالرُّمحِ فَانتَهَيتُ إلَيهِ ، فَوَاللَّهِ لَو شِئتُ لَطَعَنتُهُ ، ثُمَّ انصَرَفتُ عَنهُ غَيرَ بَعيدٍ ، وقُلتُ : ما أصنَعُ بِأَن أتَوَلّى‏ قَتلَهُ ؟ يَقتُلُهُ غَيري .
قالَ : فَشَدَّ عَلَيهِ رَجّالَةٌ مِمَّن عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ، فَحَمَلَ عَلى‏ مَن عَن يَمينِهِ حَتَّى ابذَعَرّوا ۲ ، وعَلى‏ مَن عَن شِمالِهِ حَتَّى ابذَعَرّوا ، وعَلَيهِ قَميصٌ لَهُ مِن خَزٍّ وهُوَ مُعتَمٌّ .
قالَ : فَوَاللَّهِ ما رَأَيتُ مَكسوراً قَطُّ ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ ، أربَطَ جَأشاً ولا أمضى‏ جَناناً ولا أجرَأَ مَقدَماً مِنهُ ، وَاللَّهِ ما رَأَيتُ قَبلَهُ ولا بَعدَهُ مِثلَهُ ، إن كانَتِ الرَّجّالَةُ لَتَنكَشِفُ مَن عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ انكِشافَ المِعزى‏ إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ... .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الصَّقعَبُ بنُ زُهَيرٍ ، عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ ، قالَ : كانَت عَلَيهِ جُبَّةٌ مِن خَزٍّ ، وكانَ مُعتَمّاً ، وكانَ مَخضوباً بِالوَسمَةِ .
قالَ : وسَمِعتُهُ يَقولُ قَبلَ أن يُقتَلَ ، وهُوَ يُقاتِلُ عَلى‏ رِجلَيهِ قِتالَ الفارِسِ الشُّجاعِ ، يَتَّقِي الرَّمِيَّةَ ، ويَفتَرِصُ ۳ العَورَةَ ، ويَشُدُّ عَلَى الخَيلِ وهُوَ يَقولُ : أعَلى‏ قَتلي تَحاثّونَ ۴ ؟ أما وَاللَّهِ لا تَقتُلونَ بَعدي عَبداً مِن عِبادِ اللَّهِ ، اللَّهُ أسخَطُ عَلَيكُم لِقَتلِهِ مِنّي ، وَايمُ اللَّهِ ، إنّي لَأَرجو أن يُكرِمَنِيَ اللَّهُ بِهَوانِكُم ، ثُمَّ يَنتَقِمُ لي مِنكُم مِن حَيثُ لا تَشعُرونَ ، أما وَاللَّهِ أن لَو

1.الملهوف : ص ۱۷۰ ، مثير الأحزان : ص ۷۲ نحوه وفيه «عبد اللَّه بن عمّار بن عبد يغوث» بدل «بعض الرواة» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۰ وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۱۰۹۱ .

2.اِبْذَعَرُّوا : أي تفرّقوا (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۸ «بذعر») .

3.فَرَصَ : انتهز فلان الفُرصة ، أي اغتنمها وفاز بها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۴۸ «فرص») .

4.الحَثُّ : الإعجال في اتّصال (لسان العرب : ج ۲ ص ۱۲۹ «حثث») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13982
صفحه از 952
پرینت  ارسال به