235
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

اللَّهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا اُمَّ كُلثومٍ ، خُذيهِ ورُدّيهِ ، لِئَلّا تَبقى‏ ۱
الأَرضُ خالِيَةً مِن نَسلِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله . ۲

۹ / ۶

قِتالُ الإِمامِ عليه السلام أعداءَهُ وَحيداً

۱۱۳۱.الإرشاد : لَمّا لَم يَبقَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام أحَدٌ إلّا ثَلاثَةُ رَهطٍ مِن أهلِهِ ، أقبَلَ عَلَى القَومِ يَدفَعُهُم عَن نَفسِهِ وَالثَّلاثَةُ يَحمونَهُ ، حَتّى‏ قُتِلَ الثَّلاثَةُ وبَقِيَ وَحدَهُ ، وقَد اُثخِنَ بِالجِراحِ في رَأسِهِ وبَدَنِهِ ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ ، وهُم يَتَفَرَّقونَ عَنهُ يَميناً وشِمالاً .
فَقالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : فَوَاللَّهِ ما رَأَيتُ مَكثوراً ۳ قَطُّ ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ ، أربَطَ جَأشاً ولا أمضى‏ جَناناً مِنهُ عليه السلام ، إن كانَتِ الرَّجّالَةُ لَتَشُدُّ عَلَيهِ فَيَشُدُّ عَلَيها بِسَيفِهِ ، فَتَنكَشِفُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ انكِشافَ المِعزى‏ إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ . ۴

۱۱۳۲.الملهوف : قالَ الرّاوي : ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه السلام دَعَا النّاسَ إلَى البِرازِ ، فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلَّ مَن بَرَزَ إلَيهِ ، حَتّى‏ قَتَلَ مَقتَلَةً عَظيمَةً ، وهُوَ في ذلِكَ يَقولُ :

القَتلُ أولى‏ مِن رُكوبِ العارِوَالعارُ أولى‏ مِن دُخولِ النّارِ
قالَ بَعضُ الرُّواةِ : وَاللَّهِ ما رَأَيتُ مَكثوراً قَطُّ ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ ، أربَطَ جأشاً مِنهُ ، وإنَّ الرِّجالَ كانَت لَتَشُدُّ عَلَيهِ فَيَشُدُّ عَلَيها بِسَيفِهِ ، فَتَنكَشِفُ عَنهُ انكِشافَ المِعزى‏ إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ ، ولَقَد كانَ يَحمِلُ فيهِم وقَد تَكَمَّلوا ثَلاثينَ ألفاً ،

1.في المصدر : «لا تبق» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۲ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۶ .

3.المكثور : المغلوب ، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه (النهاية : ج ۴ ص ۱۵۳ «كثر») .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۱ ، إعلام الورى‏ : ج ۱ ص ۴۶۸ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ وليس فيه صدره إلى «شمالاً» وراجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۱ ص ۳۷۶ (القسم الثاني / الفصل الرابع / مكارم أخلاقه / الشجاعة) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
234

۱۱۲۷.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الريّان بن شبيب عن الرضا عليه السلام : لَقَد نَزَلَ إلَى الأَرضِ مِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةُ آلافٍ لِنَصرِهِ ، فَلَم يُؤذَن لَهُم ، فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إلى‏ أن يَقومَ القائِمُ عليه السلام ، فَيَكونونَ مِن أنصارِهِ ، وشِعارُهُم : يا لَثاراتِ الحُسَينِ عليه السلام . ۱

۹ / ۵

اِستِنصارُ الإِمامِ عليه السلام الأَخيرُ إتماماً لِلحُجَّةِ

۱۱۲۸.الملهوف : لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام مَصارِعَ فِتيانِهِ وأحِبَّتِهِ ، عَزَمَ لِقاءَ القَومِ بِمُهجَتِهِ ۲ ونادى‏ : هَل مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ ؟ هَل مِن مُوَحِّدٍ يَخافُ اللَّهَ فينا ؟ هَل مِن مُغيثٍ يَرجُو اللَّهَ بِإِغاثَتِنا ؟ هَل مِن مُعينٍ يَرجو ما عِندَ اللَّهِ في إعانَتِنا ؟ فَارتَفَعَت أصواتُ النِّساءِ بِالعَويلِ . ۳

۱۱۲۹.مثير الأحزان عن حميد بن مسلم : فَلَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام أنَّهُ لَم يَبقَ مِن عَشيرَتِهِ وأصحابِهِ إلَّا القَليلُ ، فَقامَ ونادى‏ : هَل مِن ذابٍّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ ؟ هَل مِن مُوَحِّدٍ ؟ هَل مِن مُغيثٍ ؟ هَل مِن مُعينٍ ؟ فَضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ . ۴

۱۱۳۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :ثُمَّ التَفَتَ الحُسَينُ عليه السلام عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ، فَلَم يَرَ أحَداً مِنَ الرِّجالِ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ زَينُ العابِدينَ عليه السلام - وهُوَ أصغَرُ مِن أخيهِ عَلِيٍّ القَتيلِ - وكانَ مَريضاً ، وهُوَ الَّذي نَسلُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ۵ ، فَكانَ لا يَقدِرُ عَلى‏ حَملِ سَيفِهِ ، واُمُّ كُلثومٍ تُنادي خَلفَهُ : يا بُنَيَّ ارجِع! فَقالَ : يا عَمَّتاه ، ذَريني اُقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ رَسولِ

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۵۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۲ ح ۲۰۲ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۹ وفيهما «فوجدوه قد قتل» بدل «فلم يؤذن لهم» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۶ ح ۲۳ .

2.المُهجة : الدم ، أو دم القلب والروح (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۰۸ «مهج») .

3.الملهوف : ص ۱۶۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۶ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۲ نحوه .

4.مثير الأحزان : ص ۷۰ .

5.يعني أنّ نسل الحسين عليه السلام منه ، فإنّ أولاده لم يبق منهم سواه (هامش المصدر) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10008
صفحه از 952
پرینت  ارسال به