231
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۹ / ۲

وَداعُ الإِمامِ عليه السلام النِّساءَ

۱۱۱۹.المناقب لابن شهرآشوب : ثُمَّ وَدَّعَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] النِّساءَ، وكانَت سُكَينَةُ تَصيحُ ، فَضَمَّها إلى‏ صَدرِهِ وقالَ :

سَيَطولُ بَعدي يا سُكَينَةُ فَاعلَمي‏مِنكِ البُكاءُ إذَا الحِمامُ ۱ دَهاني‏
لا تُحرِقي قَلبي بِدَمعِكِ حَسرَةًما دامَ مِنِّي الرّوحُ فِي جُثماني‏
وإذا قُتِلتُ فَأَنتِ أولى‏ بِالَّذي‏تَأتينَهُ يا خَيرَةَ النِّسوانِ ۲

۹ / ۳

وَصايَا الإِمامِ عليه السلام‏

۱۱۲۰.إثبات الوصيّة : ثُمَّ أحضَرَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَ عَليلاً ، فَأَوصى‏ إلَيهِ بِالاِسمِ الأَعظَمِ ومَواريثِ الأَنبِياءِ عليهم السلام ، وعَرَّفَهُ أنَّهُ قَد دَفَعَ العُلومَ وَالصُّحُفَ وَالمَصاحِفَ وَالسِّلاحَ إلى‏ اُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنها ، وأمَرَها أن تَدفَعَ جَميعَ ذلِكَ إلَيهِ . ۳

۱۱۲۱.الكافي عن أبي الجارود عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام لَمّا حَضَرَهُ الَّذي حَضَرَهُ ، دَعَا ابنَتَهُ الكُبرى‏ فاطِمَةَ بِنتَ الحُسَينِ ، فَدَفَعَ إلَيها كِتاباً مَلفوفاً ووَصِيَّةً ظاهِرَةً ، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام مَبطوناً ۴ مَعَهُم لا يَرَونَ إلّا أنَّهُ لِما بِهِ ، فَدَفَعَت فاطِمَةُ الكِتابَ إلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ صارَ وَاللَّهِ ذلِكَ الكِتابُ إلَينا يا زِيادُ .
قالَ : قُلتُ : ما في ذلِكَ الكِتابِ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِداكَ ؟

1.الحِمَامُ : الموت (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۶ «حمم») .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۹ .

3.إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .

4.المَبْطُون : العليل البطن (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۸۰ «بطن») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
230

ثِيابي ؛ لا اُجَرَّدُ ، فَإِنّي مَقتولٌ مَسلوبٌ . فَأَتَوهُ بِتُبّانٍ فَأَبى‏ أن يَلبَسَهُ وقالَ : هذا لِباسُ أهلِ الذِّمَّةِ ۱ ، ثُمَّ أتَوهُ بِشَي‏ءٍ أوسَعَ مِنهُ - دونَ السَّراويلِ وفَوقَ التُّبّانِ - فَلَبِسَهُ . ۲

۱۱۱۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم : لَمّا بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام في ثَلاثَةِ رَهطٍ ۳ أو أربَعَةٍ ، دَعا بِسَراويلَ مُحَقَّقَةٍ يُلمَعُ فيهَا البَصَرُ ، يَمانِيٍّ مُحَقَّقٍ ۴ ، فَفَزَرَهُ ونَكَثَهُ لِكَيلا يُسلَبَهُ ، فَقالَ لَهُ بَعضُ أصحابِهِ : لَو لَبِستَ تَحتَهُ تُبّاناً .
قالَ : ذلِكَ ثَوبُ مَذَلَّةٍ ولا يَنبَغي لي أن ألبَسَهُ .
قالَ : فَلَمّا قُتِلَ ، أقبَلَ بَحرُ بنُ كَعبٍ فَسَلَبَهُ إيّاهُ ، فَتَرَكَهُ مُجَرَّداً .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني عَمرُو بنُ شُعَيبٍ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ ، أنَّ يَدَي بَحرِ بنِ كَعبٍ كانَتا فِي الشِّتاءِ تَنضَحانِ الماءَ ، وفِي الصَّيفِ تَيبَسانِ كَأَنَّهُما عودٌ . ۵

۱۱۱۸.الإرشاد : حَمَلَتِ الرَّجّالَةُ يَميناً وشِمالاً عَلى‏ مَن كانَ بَقِيَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام فَقَتَلوهُم ، حَتّى‏ لَم يَبقَ مَعَهُ إلّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ أو أربَعَةٌ ، فَلَمّا رَأى‏ ذلِكَ الحُسَينُ عليه السلام دَعا بِسَراويلَ يَمانِيَّةٍ يُلمَعُ فيهَا البَصَرُ ، فَفَزَرَها ثُمَّ لَبِسَها ، وإنَّما فَزَرَها لِكَي لا يُسلَبَها بَعدَ قَتلِهِ . فَلَمّا قُتِلَ ، عَمَدَ أبجَرُ بنُ كَعبٍ إلَيهِ فَسَلَبَهُ السَّراويلَ وتَرَكَهُ مُجَرَّداً . فَكانَت يَدا أبجَرَ بنِ كَعبٍ بَعدَ ذلِكَ تَيبَسانِ فِي الصَّيفِ حَتّى‏ كَأَنَّهُما عودانِ ، وتَتَرَطَّبانِ فِي الشِّتاءِ فَتَنضَحانِ دَماً وقَيحاً ، إلى‏ أن أهلَكَهُ اللَّهُ . ۶

1.أهل الذمّة : هم الكفّار الذين يعيشون في ظلّ الدولة الإسلامية وفي كنفها وحمايتها ولكنّ الظاهر أنّ الصواب في هذه الكلمة - مع أخذ المصادر الاُخرى بنظر الاعتبار - هو «الذلّة» لا «الذمّة» .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۹ .

3.الرَّهْطُ : هم عشيرة الرجل وأهله ، والرهط من الرجال ما دون العشرة (النهاية : ج‏۲ ص‏۲۸۳ «رهط»).

4.ثوب مُحقّق : عليه وشي على صورة الحقق... ، وثوب مُحقّق : إذا كان محكم النسج (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۵۵ «حقق») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ وليس فيه من «مُحقّقة» إلى «ألبسه» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۲ كلاهما نحوه ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۳ عن هشام بن محمّد .

6.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۸ وليس فيه «يمانيّة» ، مثير الأحزان : ص ۷۴ نحوه وفيه «بحر بن كعب» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9961
صفحه از 952
پرینت  ارسال به