203
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

وَالحُسَينُ يَقولُ: عَزَّ وَاللَّهِ عَلى‏ عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ، أو يُجيبَكَ فَلا يُعينَكَ، أو يُعينَكَ فَلا يُغنِيَ عَنكَ، بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ، الوَيلُ لِقاتِلِكَ!
ثُمَّ احتَمَلَهُ ، فَكَأَنّي‏أنظُرُ إلى‏ رِجلَيِ الغُلامِ تَخُطّانِ الأَرضَ، وقَد وَضَعَ صَدرَهُ إلى‏ صَدرِهِ، فَقُلتُ في نَفسي، ماذا يَصنَعُ بِهِ؟ فَجاءَ بِهِ حَتّى‏ ألقاهُ مَعَ القَتلى‏ مِن أهلِ بَيتِهِ، ثُمَّ رَفَعَ طَرفَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ: اللَّهُمَّ أحصِهِم عَدَداً، ولا تُغادِر مِنهُم أحَداً، ولا تَغفِر لَهُم أبَداً! صَبراً يا بَني عُمومَتي صَبراً يا أهلَ بَيتي، لا رَأَيتُم هَواناً بَعدَ هذَا اليَومِ أبَداً . ۱

۱۰۶۹.المحن عن أبي معشر عن بعض مشيخته: رَأى‏ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ عَبدَ اللَّهِ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ عَلى‏ فَرَسٍ، وكانَ عَبدُ اللَّهِ أجمَلَ خَلقِ اللَّهِ، فَقالَ الكوفِيُّ: لَأَقتُلَنَّ هذَا الفَتى‏، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: وَيحَكَ ما تَصنَعُ بِهذا؟ دَعهُ، فَأَبى‏ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ. قالَ: ولَمّا أصابَتهُ الضَّربَةُ قالَ: يا عَمّاه ! فَأَجابَهُ الحُسَينُ عليه السلام قالَ: لَبَّيكَ، صَوتٌ قَلَّ ناصِرُهُ ، وكَثُرَ واتِرُهُ! وحَمَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ قاتِلِهِ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَ يَدَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى‏ فَقَتَلَهُ . ۲

۱۰۷۰.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن على بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : بَرَزَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ‏] القاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي‏طالِبٍ وهُوَ يَقولُ:

لا تَجزَعي نَفسي فَكُلٌّ فانِ‏اليَومَ تَلقَينَ ذُرَى الجِنانِ‏
فَقَتَلَ مِنهُم ثَلاثَةً ، ثُمَّ رُمِيَ عَن فَرَسِهِ . ۳

۱۰۷۱.الأخبار الطوال: ثُمَّ قُتِلَ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، ضَرَبَهُ عَمرُو بنُ سَعدِ بنِ

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :ج ۲ ص ۲۷؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۴ وراجع : الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۲ والمناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۰۶ و ۱۰۷ .

2.المحن: ص ۱۴۷ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۹ عن أبي عبيدة وفيه «الشام» بدل «الكوفة» وراجع : الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۲ .

3.الأمالي للصدوق: ص ۲۲۶ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين: ص ۲۰۸ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۲۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
202

۱۰۶۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: خَرَجَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَونِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ ]عَبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ في بَعضِ الرِّواياتِ، وفي بَعضِ الرِّواياتِ ۱ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ - وهُوَ غُلامٌ صَغيرٌ لَم يَبلُغِ الحُلمَ - فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام اعتَنَقَهُ، وجَعَلا يَبكِيانِ حَتّى‏ غُشِيَ عَلَيهِما، ثُمَّ استَأذَنَ الغُلامُ لِلحَربِ فَأَبى‏ عَمُّهُ الحُسَينُ عليه السلام أن يَأذَنَ لَهُ، فَلَم يَزَلِ الغُلامُ يُقَبِّلُ يَدَيهِ ورِجلَيهِ ويَسأَلُهُ الإِذنَ حَتّى‏ أذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ ودُموعُهُ عَلى‏ خَدَّيهِ وهُوَ يَقولُ:

إن تُنكِروني فَأَنَا فَرعُ الحَسَنْ‏سِبطُ النَّبِيِّ المُصطَفى‏ وَالمُؤتَمَنْ‏
هذا حُسَينٌ كَالأَسيرِ المُرتَهَنْ‏بَينَ اُناسٍ لا سُقوا صَوبَ المُزَنْ ۲
وحَمَلَ وكَأَنَّ وَجهَهُ فِلقَةُ قَمَرٍ، وقاتَلَ فَقَتَلَ - عَلى‏ صِغَرِ سِنِّهِ - خَمسَةً وثَلاثينَ رَجُلاً.
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ: كُنتُ في عَسكَرِ ابنِ سَعدٍ، فَكُنتُ أنظُرُ إلَى الغُلامِ وعَلَيهِ قَميصٌ وإزارٌ ونَعلانِ قَدِ انقَطَعَ شِسعُ إحداهُما - ما أنسى‏ أنَّهُ كانَ شِسعَ اليُسرى‏ - فَقالَ عَمرُو بنُ سَعدٍ الأَزدِيُّ : وَاللَّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ! فَقُلتُ: سُبحانَ اللَّهِ! ما تُريدُ بِذلِكَ؟ فَوَاللَّهِ لَو ضَرَبَني ما بَسَطتُ لَهُ يَدي، يَكفيكَ هؤُلاءِ الَّذينَ تَراهُم قَدِ احتَوَشوهُ. قالَ: وَاللَّهِ لَأَفعَلَنَّ! وشَدَّ عَلَيهِ، فَما وَلّى‏ حَتّى‏ ضَرَبَ رَأسَهُ بِالسَّيفِ، فَوَقَعَ الغُلامُ لِوَجهِهِ وصاحَ: يا عَمّاه!
فَانقَضَّ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام كالصَّقرِ، وتَخَلَّلَ الصُّفوفَ، وشَدَّ شِدَّةَ اللَّيثِ الحَرِبِ ، ۳ فَضَرَبَ عَمراً بِالسَّيفِ فَاتَّقاهُ بِيَدِهِ، فَأَطَنَّها مِنَ المِرفَقِ فَصاحَ، ثُمَّ تَنَحّى‏ عَنهُ، فَحَمَلَت خَيلُ أهلِ الكوفَةِ لِيَستَنقِذوهُ، فَاستَقبَلَتهُ بِصُدورِها ووَطِئَتهُ بِحَوافِرِها، فَماتَ .
وَانجَلَتِ الغَبرَةُ فَإِذا بِالحُسَينِ عليه السلام قائِمٌ عَلى‏ رَأسِ الغُلامِ وهُوَ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ،

1.وهو المشهور المعتمد .

2.المُزنُ : السحاب ، الواحدة مُزنة (المصباح المنير : ص ۵۷۱ «مزن») .

3.حَرِبَ الرّجلُ : اشتدّ غضبه (لسان العرب : ج ۱ ص ۳۰۴ «حرب») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10299
صفحه از 952
پرینت  ارسال به