193
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فَاستَنقَذَهُم، فَجاؤوا قَد جُرِّحوا، فَلَمّا دَنا مِنهُم عَدُوُّهُم ، شَدّوا بِأَسيافِهِم فَقاتَلوا في أوَّلِ الأَمرِ، حَتّى‏ قُتِلوا في مَكانٍ واحِدٍ . ۱

۱۰۶۲.كامل الزيارات عن أبي حمزة الثّمالي : قالَ الصّادِقُ عليه السلام: إذا أرَدتَ زِيارَةَ قَبرِ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام - وهُوَ عَلى‏ شَطِّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائِرِ - فَقِف عَلى‏ بابِ السَّقيفَةِ... ثُمَّ ادخُل، وَانكَبَّ عَلَى القَبرِ، وقُل:
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ ، المُطيعُ للَّهِ‏ِ ولِرَسولِهِ ولِأَميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ، ومَغفِرَتُهُ ورِضوانُهُ ، عَلى‏ روحِكَ وبَدَنِكَ.
أشهَدُ واُشهِدُ اللَّهَ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى‏ ما مَضى‏ عَلَيهِ البَدرِيّونَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ، المُناصِحونَ لَهُ في جِهادِ أعدائِهِ، المُبالِغونَ في نُصرَةِ أولِيائِهِ، الذّابّونَ عَن أحِبّائِهِ، فَجَزاكَ اللَّهُ أفضَلَ الجَزاءِ وأكثَرَ الجَزاءِ، وأوفَرَ الجَزاءِ وأوفَى‏ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفى‏ بِبَيعَتِهِ، وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ، وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ.
وأشهَدُ أنَّكَ قَد بالَغتَ فِي النَّصيحَةِ، وأعطَيتَ غايَةَ المَجهودِ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَداءِ، وجَعَلَ روحَكَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ، وأعطاكَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً، وأفضَلَها غُرَفاً، ورَفَعَ ذِكرَكَ في عِلِّيّينَ ۲ ، وحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ، وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً .
أشهَدُ أنَّكَ لَم تَهِن ولَم تَنكُل ۳ ، وأنَّكَ مَضَيتَ عَلى‏ بَصيرَةٍ مِن أمرِكَ، مُقتَدِياً بِالصّالِحينَ، ومُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، جَمَعَ اللَّهُ بَينَنا وبَينَكَ ، وبَينَ رَسولِهِ وأولِيائِهِ في مَنازِلِ

1.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۶، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۶۹ وفيه «جبّار بن الحارث السلماني» و«مجمع عبيداللَّه العائذي» .

2.العليّون: تعني المنزلة الرفيعة، وتطلق على‏المكان‏السامي الذي يحضره‏المقرّبون عند اللَّه عزّ وجلّ في‏الجنّة.

3.نكل : جبن (الصحاح: ج ۵ ص ۱۸۳۵ «نكل»).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
192

أمانِكَ؟ وقُتِلَ هُوَ وإخوَتُهُ الثَّلاثَةُ في ذلِكَ اليَومِ، وما أحَقَّهُم بِقَولِ القائِلِ:

قَومٌ إذا نودوا لِدَفعِ مُلِمَّةٍوَالخَيلُ بَينَ مُدَعَّسٍ ۱ ومُكَردَسِ ۲
لَبِسُوا القُلوبَ عَلَى الدُّروعِ وأقبَلوايَتَهافَتونَ عَلى‏ ذَهابِ الأَنفُسِ‏
وَاختُلِفَ فِي العَبّاسِ عليه السلام وأخيهِ عُمَرَ أيُّهُما أكبَرُ، وكانَ ابنُ شِهابٍ العُكبَرِيُّ وأبُو الحَسَنِ الاُشنانِيُّ وَابنُ خِداعٍ يَروونَ أنَّ عُمَرَ أكبَرُ.
وشَيخُ الشَّرَفِ العُبيدِلي وَالبَغدادِيّونَ وأبُو الغَنائِمِ العَمرِيُّ يَروونَ أنَّ عُمَرَ أصغَرُ مِنَ العَبّاسِ عليه السلام، ويُقَدِّمونَ وُلدَ العَبّاسِ عَلى‏ وُلدِهِ.
وعَقِبُ العَبّاسِ عليه السلام قَليلٌ، وأعقَبَ مِنِ ابنِهِ عُبَيدِ اللَّهِ . ۳

۱۰۶۰.المنمق : قالت أم البنين الوحيدية تَزفِنُ ۴ ابنها العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام (الرجز) :

أعيذه بالواحدمن عين كل حاسد
قائمهم ۵ والقاعدمسلمهم والجاهد
صادرهم والواردمولودهم والوالد. ۶

۱۰۶۱.تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج الكندي: فَأَمَّا الصَّيداوِيُّ عُمَرُ بنُ خالِدٍ، وجابِرُ بنُ الحارِثِ السَّلمانِيُّ، وسَعدٌ مَولى‏ عُمَرَ بنِ خالِدٍ، ومُجَمَّعُ بنُ عَبدِ اللَّهِ العائِذِيُّ، فَإِنَّهُم قاتَلوا في أوَّلِ القِتالِ، فَشَدّوا مُقدِمينَ بِأَسيافِهِم عَلَى النّاسِ، فَلَمّا وَغَلوا عَطَفَ عَلَيهِمُ النّاسُ فَأَخَذوا يَحوزونَهُم ۷ ، وقَطَعوهُم مِن أصحابِهِم غَيرَ بَعيدٍ، فَحَمَلَ عَلَيهِمُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام

1.الدّعس: الطعن، والمِدعَس: الرمح يُدعَس به (الصحاح: ج ۳ ص ۹۲۹ «دعس») .

2.رجلٌ مُكَردَس: شدّت يداه ورجلاه وصُرِعَ (لسان العرب: ج ۶ ص ۱۹۵ «كردس») .

3.عمدة الطالب: ص ۳۵۶ .

4.تَزفِنُ : تَرَقَّص . وأصل الزَّفن : اللعب والدفع (النهاية : ج ۲ ص ۳۰۵ «زفن») .

5.في المصدر : «قائم» والتصويب ما أثبتناه .

6.كتاب المنمق : ص ۳۵۱ .

7.حازه يحوزه: إذا قبضه وملكه واستبدّ به (النهاية: ج ۱ ص ۴۵۹ «حوز») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10347
صفحه از 952
پرینت  ارسال به