187
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۱۰۵۱.المناقب والمثالب لأبي حنيفة النعمان المغربي: كانَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لَمّا مُنِعَ الحُسَينُ عليه السلام الماءَ، جَعَلَ يَحمِلُ عَلَى النّاسِ فَيُفرِجونَ حَتّى‏ يَأتِي الفُراتَ ويَأتي بِالماءِ، فَيَسقِي الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ، فَسُمِّيَ «السَّقّاءَ» يَومَئِذٍ . وقُتِلَ بَينَ الفُراتِ ومَصرَعِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَثَمَّ قَبرُهُ، وقَطَعوا يَومَئِذٍ يَدَيهِ ورِجلَيهِ . ۱

۱۰۵۲.المناقب لابن شهرآشوب: كانَ عَبّاسٌ السَّقّاءُ قَمَرُ بَني هاشِمٍ، صاحِبَ لِواءِ الحُسَينِ عليه السلام، وهُوَ أكبَرُ الإِخوانِ . مَضى‏ بِطَلَبِ الماءِ فَحَمَلوا عَلَيهِ وحَمَلَ هُوَ عَلَيهِم، وجَعَلَ يَقولُ:

لا أرهَبُ المَوتَ إذِ المَوتُ رَقى‏حَتّى‏ اُوارى‏ فِي المَصاليتِ ۲ لِقا
نَفسي‏لِنَفسِ المُصطَفَى الطُّهرِ وَقاإنّي أنَا العَبّاسُ أغدو بِالسَّقا
ولا أخافُ الشَّرَّ يَومَ المُلتَقى‏
فَفَرَّقَهُم، فَكَمَنَ لَهُ زَيدُ بنُ وَرقاءَ الجُهَنِيُّ مِن وَراءِ نَخلَةٍ، وعاوَنَهُ حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ السِّنبِسِيُّ، فَضَرَبَهُ عَلى‏ يَمينِهِ، فَأَخَذَ السَّيفَ بِشِمالِهِ، وحَمَلَ عَلَيهِم وهُوَ يَرتَجِزُ:

وَاللَّهِ إن قَطَعتُمُ يَميني‏إنّي اُحامي أبَداً عَن ديني‏
وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقينِ‏نَجلِ النَّبِيِّ الطّاهِرِ الأَمينِ‏
فَقاتَلَ حَتّى‏ ضَعُفَ، فَكَمَنَ لَهُ الحَكيمُ بنُ الطُّفَيلِ الطّائِيُّ مِن وَراءِ نَخلَةٍ، فَضَرَبَهُ عَلى‏ شِمالِهِ، فَقالَ :

يا نَفسُ لا تَخشَي مِنَ الكُفّارِوأبشِري بِرَحمَةِ الجَبّارِ
مَعَ النَّبِيِّ السَّيِّدِ المُختارِقَد قَطَعوا بِبَغيِهِم يَساري‏
فَأَصلِهِم يا رَبِّ حَرَّ النّارِ
فَقَتَلَهُ المَلعونُ بِعَمودٍ مِن حَديدٍ.

1.المناقب والمثالب لأبي حنيفة النعمان المغربي: ص ۳۰۹ ، كتاب المعقبين : ص ۱۱۱ نحوه وفيه من «جعل» إلى «يومئذٍ» .

2.الصلت: السيف الصقيل الماضي (القاموس المحيط: ج ۱ ص ۱۵۲ «صلت»).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
186

الماءَ ، فَقالَ : سَمعاً وَطاعَةً ، فَضَمَّ إِلَيهِ الرِّجالَ ، فَمَنَعَهُم جَيشُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَحَمَلَ عَلَيهِم العَبّاسُ فَقَتَلَ رِجالاً مِنَ الأَعداءِ حَتّى كَشَفَهم عَنِ المَشرَعَةِ ، وَدَفَعَهُم عَنها ، وَنَزَلَ فَمَلأَ القِربَةَ ، وَأَخَذَ غُرفَةً مِنَ الماءِ لِيَشرَبَ ، فَذَكَرَ عَطَشَ الحُسَينِ وَأَهلِ بَيتِهِ ، فَنَفَضَ الماءَ مِن يَدِهِ ، وَقالَ : وَاللَّهِ لا أَذوقُ المَاءَ وَأطفالُهُ عُطاشُ وَالحُسَينُ . ۱

تنبيه :

النصّ المذكور وإن لم يرد إلّا في المصادر المتأخّرة ، إلّا أنّه يمكن الحصول على مؤيّد نوعاً ما في المصادر القديمة ؛ كما في أشعار محمّد بن الفضل في القرن الثالث الهجري - وهو من ذريّة أبي الفضل العبّاس عليه السلام - حيث يقول :
«وَجَاءَ لَهُ عَلى‏ عَطَشٍ بِماءِ» و
«يَحمِي الحُسَينَ ويَسقيهِ عَلى ظماً» .

۱۰۵۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ثُمَّ خَرَجَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَلِيٍ‏] العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام، واُمُّهُ اُمُّ البَنينَ أيضاً ، وهُوَ السَّقّاءُ، فَحَمَلَ وهُوَ يَقولُ:

أقسَمتُ بِاللَّهِ الأَعَزِّ الأَعظَمِ‏وبِالحَجونِ ۲ صادِقاً وزَمزَمِ‏
وبِالحَطيمِ ۳ وَالفَنَا المُحَرَّمِ‏لَيُخضَبَنَّ اليَومَ جِسمي بِدَمي‏
دونَ الحُسَينِ ذِي الفَخارِ الأَقدَمِ‏إمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّكَرُّمِ‏
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً مِنَ القَومِ، ثُمَّ قُتِلَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: الآنَ انكَسَرَ ظَهري، وقَلَّت حيلَتي . ۴

1.ينابيع المودّة : ج ۳ ص ۶۷ .

2.الحجون: الجبل المشرف ممّا يلي شعب الجزّارين بمكّة (النهاية: ج ۱ ص ۳۴۸ «حجن») .

3.الحطيم: وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الباب (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۴۲۳ «حطم») .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۲۹، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه «فقال الحسين عليه السلام : الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10017
صفحه از 952
پرینت  ارسال به