الماءَ ، فَقالَ : سَمعاً وَطاعَةً ، فَضَمَّ إِلَيهِ الرِّجالَ ، فَمَنَعَهُم جَيشُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَحَمَلَ عَلَيهِم العَبّاسُ فَقَتَلَ رِجالاً مِنَ الأَعداءِ حَتّى كَشَفَهم عَنِ المَشرَعَةِ ، وَدَفَعَهُم عَنها ، وَنَزَلَ فَمَلأَ القِربَةَ ، وَأَخَذَ غُرفَةً مِنَ الماءِ لِيَشرَبَ ، فَذَكَرَ عَطَشَ الحُسَينِ وَأَهلِ بَيتِهِ ، فَنَفَضَ الماءَ مِن يَدِهِ ، وَقالَ : وَاللَّهِ لا أَذوقُ المَاءَ وَأطفالُهُ عُطاشُ وَالحُسَينُ . ۱
تنبيه :
النصّ المذكور وإن لم يرد إلّا في المصادر المتأخّرة ، إلّا أنّه يمكن الحصول على مؤيّد نوعاً ما في المصادر القديمة ؛ كما في أشعار محمّد بن الفضل في القرن الثالث الهجري - وهو من ذريّة أبي الفضل العبّاس عليه السلام - حيث يقول :
«وَجَاءَ لَهُ عَلى عَطَشٍ بِماءِ» و
«يَحمِي الحُسَينَ ويَسقيهِ عَلى ظماً» .
۱۰۵۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ثُمَّ خَرَجَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَلِيٍ] العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام، واُمُّهُ اُمُّ البَنينَ أيضاً ، وهُوَ السَّقّاءُ، فَحَمَلَ وهُوَ يَقولُ:
أقسَمتُ بِاللَّهِ الأَعَزِّ الأَعظَمِوبِالحَجونِ ۲ صادِقاً وزَمزَمِ
وبِالحَطيمِ ۳ وَالفَنَا المُحَرَّمِلَيُخضَبَنَّ اليَومَ جِسمي بِدَمي
دونَ الحُسَينِ ذِي الفَخارِ الأَقدَمِإمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّكَرُّمِ
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ جَماعَةً مِنَ القَومِ، ثُمَّ قُتِلَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: الآنَ انكَسَرَ ظَهري، وقَلَّت حيلَتي . ۴
1.ينابيع المودّة : ج ۳ ص ۶۷ .
2.الحجون: الجبل المشرف ممّا يلي شعب الجزّارين بمكّة (النهاية: ج ۱ ص ۳۴۸ «حجن») .
3.الحطيم: وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الباب (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۴۲۳ «حطم») .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۲۹، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه «فقال الحسين عليه السلام : الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي» .