181
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

وللأسف، فإنّنا لا نرى في المصادر المعتبرة أيّ كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السلام يخاطب به العبّاس أو يدور حوله!
أو ما نُقل في تذكرة الشهداء :
ذكر البعض أنّ العبّاس قال وهو على تلك الحال: اُريد أن أنظر إلى وجهك مرّةً اُخرى، ولكنّ حرملة ضرب عينيّ بالسهم ! ۱
وقد جاء الكثير من الروايات الاُخرى بشأنه أيضاً في كتب مثل: معالي السبطين، ۲ شعشعة الحسينيّ ، ۳ أسرار الشهادة ، ۴ ناسخ التواريخ ، ۵ عنوان الكلام ، ۶ تذكرة الشهداء ۷ ، سوگنامه ۸ آل محمّد صلى اللَّه عليه وآله ۹ ، والمنتخب للطريحي ۱۰
وأمثالها، ولكنّها لا توجد في الكتب المعتبرة.
وأمّا ما روي في المصادر المعتبرة فهو:

۱۰۳۸.الأمالي للصدوق عن ثابت بن أبي صفيّة: نَظَرَ سَيِّدُ العابِدينَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، فَاستَعبَرَ ثُمَّ قالَ: ما مِن يَومٍ أشَدَّ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِن يَومِ اُحُدٍ، قُتِلَ فيهِ عَمُّهُ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ أسدُ اللَّهِ وأسَدُ رَسولِهِ، وبَعدَهُ يَومَ مُؤتَةَ، قُتِلَ فيهِ ابنُ عَمِّهِ جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ.

1.تذكرة الشهدا (بالفارسية) : ص ۲۷۲ . و ردّ الملّا حبيب اللَّه الكاشاني هذه الرواية نفسها قائلاً: «في غاية الضعف ولم تُذكر في الكتب المشهورة» .

2.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۵ و ۲۷۰ و ۲۷۱.

3.شعشعة الحسيني (بالفارسيّة) : ج ۲ ص ۱۸۴.

4.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۴۰۲ و ۴۱۲.

5.ناسخ التواريخ (تاريخ الإمام الحسين عليه السلام) : ص ۴۴۱ و ۴۳۸.

6.عنوان الكلام : ص ۱۹۴ و ۱۶۲ و ۲۸۰.

7.تذكرة الشهداء: ص ۲۷۰ و ۴۴۳ .

8.كلمة فارسيّة تعني : كتاب رثاء أو عزاء .

9.سوگنامه آل محمّد صلى اللَّه عليه وآله (بالفارسيّة) : ص ۳۰۰.

10.المنتخب للطريحي: ص ۳۰۵.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
180

اختلى‏ أميرُ المؤمنين عليه السلام ودعا الحسنين وزينب واُمّ كلثوم ومسح بيده المباركة على رؤوسهم ووجوههم ، وكان يبكي بشدّة وكانوا يبكون هم أيضاً، بحيث دخل سائر أولاده عليه السلام البيتَ دون إرادة منهم بعد أن كانوا خارجه. فأخذ أمير المؤمنين بيد الإمام الحسن عليه السلام وأوكل أولاده إليه. ثمّ نظر إلى العبّاس، فرأى أنّ بكاءه أشدّ من الآخرين، فدعاه إليه وصاح صياحاً عالياً وبكى بكاءً طويلاً ، ثمّ قال: يا ولدي ومهجتي! عليك بالحسين؛ فإنّه أمانة اللَّه وأمانة رسوله وأمانة فاطمة وأمانتي عندك ، كن عضداً وترساً له ، وَافِد نفسك له . ثمّ صاح وغشي عليه من كثرة البكاء والصراخ . ۱
أو ماجاء في كتاب أسرار الشهادة وهو:
إنّه قيل: أتى زهيرٌ إلى عبد اللَّه‏بن جعفر بن عقيل قبل أن يقتل، فقال له: يا أخي! ناولني الراية، فقال له عبد اللَّه : أوَ فِيَّ قصورٌ عن حملها؟ قال: لا ، ولكن لي بها حاجة. قال: فدفعها إليه، وأخذها زهيرٌ وأتى بها فجأة للعبّاس بن عليّ عليه السلام وقال: يابن أمير المؤمنين عليه السلام! اُريد أن أُحدّثك بحديثٍ وعيته، فقال: حدّث، فقد حلا وقت الحديث! حدّث ولا حرج عليك ، فإنّك تروي لنا خبراً يقينيّاً . فقال له: اِعلم يا أبا الفضل أنّ أباك أمير المؤمنين عليه السلام لمّا أراد أن يتزوّج بأُمّك اُمِّ البنين بعث إلى أخيه عقيل - وكان عارفاً بأنساب العرب - فقال عليه السلام: يا أخي! اُريد منك أن تخطب لي امرأةً من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة؛ لكي اُصيبَ منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً ينصر ولدي هذا - وأشار إلى الحسين عليه السلام - ليواسيه في طفّ كربلاء .
وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن حلائل أخيك وعن إخوانك .
قال: فارتعد العبّاس وتمطّى في ركابه حتّى قطعه ، قال: يا زهير! تشجّعني في مثل هذا اليوم؟ واللَّه لاُرينّك شيئاً ما رأيته قطّ ! ۲

1.شعشعة الحسيني: ج ۲ ص ۶۰ .

2.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۳۹۵.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14290
صفحه از 952
پرینت  ارسال به