استُشهد هذا البطل المهيب، والعضد الصامد لأبي عبداللَّه عليه السلام، وهو يحاول إيصال الماء إلى الأفواه اليابسة والقلوب الظامئة، حينها بقي الإمام عليه السلام وحيداً فريداً، فعزّ مصرعه على الحسين عليه السلام، ورثاه بحرقة وألم قائلاً :
الآن انكسَرَ ظَهري، وقلَّت حيلَتي . ۱
عمره الشريف حين استشهد ۳۴ سنة ۲ ، وعلى هذا يكون قد وُلدَ حوالي سنة ۲۶ للهجرة.
وجاء في زيارة الناحية:
السَّلامُ عَلَى أبي الفَضلِ العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ، المُواسي أخاهُ بِنَفسِهِ، الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ، الفادي لَهُ الواقي، السّاعي إلَيهِ بِمائِهِ، المَقطوعَةِ يَداهُ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَيهِ يَزيدَ بنَ الرُّقادِ الحيتي ۳ وحَكيمَ بنَ الطُّفيلِ الطّائِيَّ . ۴
الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخّرة روت معلومات حول أبي الفضل عليه السلام لا نراها في المصادر المعتبرة، مثلما جاء في معالي السبطين:
لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان و أشرف عليّ عليه السلام على الموت ، أخذ العبّاسَ وضمّه إلى صدره الشريف وقال: ولدي! ستقرّ عيني بك يوم القيامة. ولدي! إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إيّاك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عطشان . ۵
أو ما روي في كتاب شعشعة الحسيني وهو:
1.راجع: ص ۱۸۶ ح ۱۰۵۰ .
2.المجدي : ص ۱۵ ، شرح الأخبار : ج۳ ص ۱۹۴ وراجع : هذا الكتاب : ص۸۶۰ ح۱۰۳۷ و ص ۸۶۱ ح۱۰۳۸ .
3.في مصباح الزائر : «الجنبي» وليس في المزار الكبير .
4.ليس في رواية المزار الكبير : ص ۴۸۹ و مصباح الزائر : ص ۲۷۹ : «أبي الفضل» وراجع : هذا الكتاب : ص ۸۶۷ ح ۲۱۴۹ .
5.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۷.