179
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

استُشهد هذا البطل المهيب، والعضد الصامد لأبي عبداللَّه عليه السلام، وهو يحاول إيصال الماء إلى الأفواه اليابسة والقلوب الظامئة، حينها بقي الإمام عليه السلام وحيداً فريداً، فعزّ مصرعه على الحسين عليه السلام، ورثاه بحرقة وألم قائلاً :
الآن انكسَرَ ظَهري، وقلَّت حيلَتي . ۱
عمره الشريف حين استشهد ۳۴ سنة ۲ ، وعلى هذا يكون قد وُلدَ حوالي سنة ۲۶ للهجرة.
وجاء في زيارة الناحية:
السَّلامُ عَلَى أبي الفَضلِ العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ، المُواسي أخاهُ بِنَفسِهِ، الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ، الفادي لَهُ الواقي، السّاعي إلَيهِ بِمائِهِ، المَقطوعَةِ يَداهُ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَيهِ يَزيدَ بنَ الرُّقادِ الحيتي ۳ وحَكيمَ بنَ الطُّفيلِ الطّائِيَّ . ۴
الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخّرة روت معلومات حول أبي الفضل عليه السلام لا نراها في المصادر المعتبرة، مثلما جاء في معالي السبطين:
لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان و أشرف عليّ عليه السلام على الموت ، أخذ العبّاسَ وضمّه إلى صدره الشريف وقال: ولدي! ستقرّ عيني بك يوم القيامة. ولدي! إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إيّاك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عطشان . ۵
أو ما روي في كتاب شعشعة الحسيني وهو:

1.راجع: ص ۱۸۶ ح ۱۰۵۰ .

2.المجدي : ص ۱۵ ، شرح الأخبار : ج‏۳ ص ۱۹۴ وراجع : هذا الكتاب : ص‏۸۶۰ ح‏۱۰۳۷ و ص ۸۶۱ ح‏۱۰۳۸ .

3.في مصباح الزائر : «الجنبي» وليس في المزار الكبير .

4.ليس في رواية المزار الكبير : ص ۴۸۹ و مصباح الزائر : ص ۲۷۹ : «أبي الفضل» وراجع : هذا الكتاب : ص ۸۶۷ ح ۲۱۴۹ .

5.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۷.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
178

كانت كناه: أبا الفضل، ۱ وأبا القربة . ۲ وألقابه : السقّاء ، ۳ وقمر بني هاشم. ۴
وأمّا صفته: فقد كان ممشوق القامة، عريض الصدر، عبل الذراعين، جميل المحيا، حتّى سمّي: قمر بني هاشم.
كان مع أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام منذ بداية الثورة. وهو صاحب لوائه في كربلاء ، ۵ وتولّى سقاية العطاشى في ساعة العسرة التي كان فيها الإمام وأصحابه محاصرين . ۶
وعندما طلب الإمام عليه السلام من أصحابه وأهل بيته أن يذهبوا ويتركوه وحده في ليلة العاشر من المحرّم، كان أبو الفضل أوّل من هبّ ليخبره بملازمته إيّاه، وتفانيه من أجله، عبر كلمات طافحة بالمحبّة والإيمان والإيثار . ۷
أتاه - واُخوتَه الثلاثة - شمرُ بن ذي الجوشن ومعه كتاب أمان من عبيد اللَّه بن زياد ، فامتعض منه وكره لقاءه، وقال في ردّ اقتراحه السفيه :
لَعَنَكَ اللَّهُ ولَعَنَ أمانَكَ!.. أتُؤَمِّنُنا وابنُ رَسولِ اللَّهِ لا أمانَ لَهُ؟! ۸
أثنى عليه المعصومون عليهم السلام ووصفوه بالإيثار، والبصيرة النافذة، والثبات على الإيمان، والجهاد العظيم، والبلاء الحسن، ۹ والمنزلة التى يغبط عليها يوم القيامة. ۱۰

1.تهذيب الكمال : ج ۲۰ ص ۴۷۹ ؛ المجديّ : ص ۱۵، الفخريّ: ص ۳۹ وراجع : هذا الكتاب : ص ۱۸۹ ح ۱۰۵۴ و ص ۱۹۱ ح ۱۰۵۹ .

2.مقاتل‏الطالبيين : ص ۸۹ و راجع: هذا الكتاب : ص ۱۸۲ ح ۱۰۴۰ و ص ۱۸۳ ح ۱۰۴۵ .

3.مقاتل الطالبيين: ص ۸۹ ؛ المجدي : ص ۱۵ و راجع : هذا الكتاب : ص ۱۸۳ ح ۱۰۴۳ - ۱۰۴۵ وص ۱۸۶ ح ۱۰۵۰ وص ۱۸۷ ح ۱۰۵۱ - ۱۰۵۲ .

4.راجع: ص ۱۸۷ ح ۱۰۵۲ و ص ۱۸۹ ح ۱۰۵۴ .

5.الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۵ ، المجدي : ص ۱۵ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۸۲ الرقم ۱۱۲۵ وراجع : هذا الكتاب : ص ۱۸۷ ح ۱۰۵۲ وص ۱۸۹ ح ۱۰۵۴ .

6.راجع : ج ۱ ص ۷۳۳ (الفصل الأوّل / دور العباس عليه السلام في إيصال الماء إلى عسكر الإمام عليه السلام).

7.راجع : ج ۱ ص ۷۴۸ (الفصل الأوّل / جواب أهل بيته وأصحابه).

8.راجع: ج ۱ ص ۷۴۰ ح ۷۹۹ .

9.راجع : ص ۱۸۲ ح ۱۰۳۹.

10.راجع : ص ۱۸۱ ح ۱۰۳۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14357
صفحه از 952
پرینت  ارسال به