163
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

ثُمَّ نَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرَسِهِ ، وحَفَرَ لِلصَّبِيِّ بِجَفنِ سَيفِهِ، وزَمَّلَهُ ۱ بِدَمِهِ ، وصَلّى‏ عَلَيهِ . ۲

۱۰۱۵.تاريخ اليعقوبي: تَقَدَّموا رَجُلاً رَجُلاً، حَتّى‏ بَقِيَ وَحدَهُ ما مَعَهُ أحَدٌ مِن أهلِهِ ، ولا وُلدِهِ ولا أقارِبِهِ، فَإِنَّهُ لَواقِفٌ عَلى‏ فَرَسِهِ، إذ اُتِيَ بِمَولودٍ قَد وُلِدَ لَهُ في تِلكَ السّاعَةِ، فَأَذَّنَ في اُذُنِهِ، وجَعَلَ يُحَنِّكُهُ إذ أتاهُ سَهمٌ فَوَقَعَ في حَلقِ الصَّبِيِّ فَذَبَحَهُ، فَنَزَعَ الحُسَينُ عليه السلام السَّهمَ مِن حَلقِهِ، وجَعَلَ يُلَطِّخُهُ بِدَمِهِ ويَقولُ: وَاللَّهِ لَأَنتَ أكرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنَ النّاقَةِ، ولَمُحَمَّدٌ أكرَمُ عَلَى اللَّهِ مِن صالِحٍ! ثُمَّ أتى‏ فَوَضَعَهُ مَعَ وُلدِهِ وبَني أخيهِ . ۳

۱۰۱۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : الحُسَينُ عليه السلام جالِسٌ ، عَلَيهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكناءُ ، وقَد وَقَعَتِ النِّبالُ عَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَابنٌ لَهُ - ابنُ ثَلاثِ سِنينَ - بَينَ يَدَيهِ ، فَرَماهُ عُقبَةُ بنُ بِشرٍ الأَسَدِيُّ فَقَتَلَهُ ...
وجاءَ صَبِيٌّ مِن صِبيانِ الحُسَينِ عليه السلام يَشتَدُّ حَتّى‏ جَلَسَ في حِجرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَماهُ رَجَلٌ بِسَهمٍ ، فَأَصابَ ثُغرَةَ نَحرِهِ فَقَتَلَهُ . ۴

۱۰۱۷.مطالب السؤول: كانَ لَهُ [أي لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام‏] وَلَدٌ صَغيرٌ ، فَجاءَهُ مِنهُم سَهمٌ فَقَتَلَهُ، فَرَمَّلَهُ عليه السلام ، وحَفَرَ لَهُ بِسَيفِهِ ، وصَلّى‏ عَلَيهِ ودَفَنَهُ ، وقالَ هذِهِ الأَبياتَ:

غَدَرَ القَومُ وقِدماً رَغِبواعَن ثَوابِ اللَّهِ رَبِّ الثَّقَلَينِ ... .

1.زمّلوهم بثيابهم ودمائهم: أي لفّوهم فيها. يقال: تزمّل بثوبه: إذا التفّ فيه (النهاية: ج ۲ ص ۳۱۳ «زمل») .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۵ نحوه ؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۶ .

3.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۴۵ .

4.الطبقات الكبرى(الطبقة الخامسة من الصحابة): ج‏۱ ص‏۴۷۰، سير أعلام‏النبلاء : ج‏۳ ص‏۳۰۲ وفيه «فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين» وليس فيه «فرماه عقبة بن بشر الأسدي» وراجع : الردّ على المتعصّب العنيد : ص‏۳۹.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
162

قَطرَةٌ لَنَزَلَ العَذابُ. وهُوَ الَّذي يَقولُ الشّاعِرُ فيهِ:

وعِندَ غَنِيٍّ قَطرَةٌ مِن دِمائِناوفي أسَدٍ اُخرى‏ تُعَدُّ وَتُذكَرُ . ۱

۱۰۱۳.الاحتجاج: قيلَ: إنَّهُ لَمّا قُتِلَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام وأقارِبُهُ ، وبَقِيَ وَحيداً فَريداً لَيسَ مَعَهُ إلَّا ابنُهُ عَلِيٌّ زَينُ العابِدينَ عليه السلام، وَابنٌ آخَرُ فِي الرِّضاعِ اسمُهُ عَبدُ اللَّهِ، فَتَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ بابِ الخَيمَةِ فَقالَ: ناوِلوني ذلِكَ الطِّفلَ حَتّى‏ اُوَدِّعَهُ! فَناوَلوهُ الصَّبِيَّ، فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ وهُوَ يَقولُ: يا بُنَيَّ، وَيلٌ لِهؤُلاءِ القَومِ إذا كانَ خَصمَهُم مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله .
قيلَ : فَإِذا بِسَهمٍ قَد أقبَلَ حَتّى‏ وَقَعَ في لَبَّةِ الصَّبِيِّ فَقَتَلَهُ، فَنَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرسِهِ ، وحَفَرَ لِلصَّبِيِّ بِجَفنِ سَيفِهِ، ورَمَّلَهُ ۲ بِدَمِهِ ودَفَنَهُ . ۳

۱۰۱۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: لَمّا فُجِعَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] بِأَهلِ بَيتِهِ ووَلَدِهِ، ولَم يَبقِ غَيرُهُ وغَيرُ النِّساءِ وَالأَطفالِ وغَيرُ وَلَدِهِ المَريضِ، نادى‏: هَل مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ؟ هَل مِن مُوَحِّدٍ يَخافُ اللَّهَ فينا؟ هَل مِن مُغيثٍ يَرجُو اللَّهَ في إغاثَتِنا؟ هَل مِن مُعينٍ يَرجو ما عِندَ اللَّهِ في إعانَتِنا؟ فَارتَفَعَت أصواتُ النِّساءِ بِالعَويلِ .
فَتَقَدَّمَ عليه السلام إلى‏ بابِ الخَيمَةِ وقالَ: ناوِلوني عَلِيّاً الطِّفلَ حَتّى‏ اُوَدِّعَهُ، فَناوَلوهُ الصَّبِيَّ، فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ ويَقولُ: وَيلٌ لِهؤُلاءِ القَومِ إذا كانَ خَصمَهُم جَدُّكَ، فَبَينَا الصَّبِيُّ في حِجرِهِ، إذ رَماهُ حَرمَلَةُ بنُ الكاهِلِ الأَسَدِيُّ فَذَبَحَهُ في حِجرِهِ، فَتَلَقَّى الحُسَينُ عليه السلام دَمَهُ حَتَّى امتَلَأَت كَفُّهُ، ثُمَّ رَمى‏ بِهِ نَحوَ السَّماءِ، وقالَ: اللَّهُمَّ إن حَبَستَ عَنَّا النَّصرَ ، فَاجعَل ذلِكَ لِما هُوَ خَيرٌ لَنا .

1.الأمالي للشجري: ج ۱ ص ۱۷۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۰ نحوه .

2.رمّله بالدّم فترمَّل : أي تلطّخ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۱۳ «رمل») .

3.الاحتجاج: ج ۲ ص ۱۰۱ ح ۱۶۸، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14204
صفحه از 952
پرینت  ارسال به