ثُمَّ نَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرَسِهِ ، وحَفَرَ لِلصَّبِيِّ بِجَفنِ سَيفِهِ، وزَمَّلَهُ ۱ بِدَمِهِ ، وصَلّى عَلَيهِ . ۲
۱۰۱۵.تاريخ اليعقوبي: تَقَدَّموا رَجُلاً رَجُلاً، حَتّى بَقِيَ وَحدَهُ ما مَعَهُ أحَدٌ مِن أهلِهِ ، ولا وُلدِهِ ولا أقارِبِهِ، فَإِنَّهُ لَواقِفٌ عَلى فَرَسِهِ، إذ اُتِيَ بِمَولودٍ قَد وُلِدَ لَهُ في تِلكَ السّاعَةِ، فَأَذَّنَ في اُذُنِهِ، وجَعَلَ يُحَنِّكُهُ إذ أتاهُ سَهمٌ فَوَقَعَ في حَلقِ الصَّبِيِّ فَذَبَحَهُ، فَنَزَعَ الحُسَينُ عليه السلام السَّهمَ مِن حَلقِهِ، وجَعَلَ يُلَطِّخُهُ بِدَمِهِ ويَقولُ: وَاللَّهِ لَأَنتَ أكرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنَ النّاقَةِ، ولَمُحَمَّدٌ أكرَمُ عَلَى اللَّهِ مِن صالِحٍ! ثُمَّ أتى فَوَضَعَهُ مَعَ وُلدِهِ وبَني أخيهِ . ۳
۱۰۱۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : الحُسَينُ عليه السلام جالِسٌ ، عَلَيهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكناءُ ، وقَد وَقَعَتِ النِّبالُ عَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَابنٌ لَهُ - ابنُ ثَلاثِ سِنينَ - بَينَ يَدَيهِ ، فَرَماهُ عُقبَةُ بنُ بِشرٍ الأَسَدِيُّ فَقَتَلَهُ ...
وجاءَ صَبِيٌّ مِن صِبيانِ الحُسَينِ عليه السلام يَشتَدُّ حَتّى جَلَسَ في حِجرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَماهُ رَجَلٌ بِسَهمٍ ، فَأَصابَ ثُغرَةَ نَحرِهِ فَقَتَلَهُ . ۴
۱۰۱۷.مطالب السؤول: كانَ لَهُ [أي لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام] وَلَدٌ صَغيرٌ ، فَجاءَهُ مِنهُم سَهمٌ فَقَتَلَهُ، فَرَمَّلَهُ عليه السلام ، وحَفَرَ لَهُ بِسَيفِهِ ، وصَلّى عَلَيهِ ودَفَنَهُ ، وقالَ هذِهِ الأَبياتَ:
غَدَرَ القَومُ وقِدماً رَغِبواعَن ثَوابِ اللَّهِ رَبِّ الثَّقَلَينِ ... .
1.زمّلوهم بثيابهم ودمائهم: أي لفّوهم فيها. يقال: تزمّل بثوبه: إذا التفّ فيه (النهاية: ج ۲ ص ۳۱۳ «زمل») .
2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۵ نحوه ؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۶ .
3.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۴۵ .
4.الطبقات الكبرى(الطبقة الخامسة من الصحابة): ج۱ ص۴۷۰، سير أعلامالنبلاء : ج۳ ص۳۰۲ وفيه «فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين» وليس فيه «فرماه عقبة بن بشر الأسدي» وراجع : الردّ على المتعصّب العنيد : ص۳۹.