155
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۴ / ۲

الطِّفلُ الصَّغيرُ

أشرنا سابقاً في تبيين أولاد الإمام الحسين عليه السلام ، بأنّه واستناداً لبعض الروايات كان للحسين عليه السلام ستّة أبناء ذكور ، واسم اثنين منهما هو عبد اللَّه وعليّ الأصغر . ۱
ويحتمل - كما قال ابن طلحة ۲ - أنّ ابني الإمام هذين استشهدا في يوم عاشوراء ۳ ، وأنّ أحدهما كان رضيعاً والآخر له عدّة أعوام .
أمّا الروايات التي جاءت فيها كلمة «الرضيع» ۴ ، أو تصرّح بأنّه وُلد للإمام ابن في يوم عاشوراء اُصيب بسهم وهو على يدي أبيه واستشهد ۵ ، فإنّها تشير إلى شهادة ابن واحد . وبطبيعة الحال ينبغي الالتفات إلى أنّ ما سُمع كراراً بأنّ الطفل كان له ستّة أشهر، ليس له سند معتبر ۶ .
وأمّا الروايات التي تشير إلى استشهاد ابنٍ للإمام له ثلاث سنوات ، أو تعابير مشابهة

1.راجع : ج ۱ ص ۲۱۱ (القسم الثاني / الفصل السادس : الأولاد) و ص ۲۱۶ (الفصل السادس / علي الأصغر) .

2.راجع : ص ۱۶۳ ح ۱۰۱۷ .

3.راجع:ص‏۱۶۳ ح‏۱۰۱۶ وص‏۱۶۳ ح‏۱۰۱۷ وج‏۱ ص‏۲۱۱ (القسم الثاني/الفصل السادس: الأولاد).

4.راجع : ص ۱۶۱ ح ۱۰۱۱ .

5.الحدائق‏الورديّة: ج‏۱ ص‏۱۲۰، الأمالي للشجري: ج‏۱ ص‏۱۷۱ وراجع : هذا الكتاب : ص ۸۴۴ ح ۱۰۱۳ .

6.منشأ هذا الكلام هو ما ورد في النسخة الضعيفة والمطبوعة من كتاب مقتل الحسين عليه السلام المنسوب لأبي مخنف (طبعة مكتبة الشريف الرضي) : ص ۱۲۹ حيث ورد فيه : «وله العمر ستّة أشهر» ، وهذا لم يرد في أيّ مصدر معتبر ، بل لم يرد في النسخة المخطوطة من هذا الكتاب والموجودة في مكتبة دار الحديث . نعم «خمسة أشهر» جاء في قصيدة بالفارسيّة للكسائي المروزي (م ۳۹۱ ق) (راجع : دانش نامه امام حسين عليه السلام: ج ۱۰ ص ۳۲۳) وجاء في تاريخ البلعمي (بالفارسيّة) (تأليف القرن ۴ ق) (ج‏۴ ص‏۷۱۰) أنّ «الرضيع» كان «ابن سَنة» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
154

رَأسِهِ ضَربَةً صَرَعَهُ فيها، وضَرَبَهُ النّاسُ بِأَسيافِهِم، فَاعتَنَقَ الفَرَسُ فَحَمَلَهُ الفَرَسُ إلى‏ عَسكَرِ عَدُوِّهِ، فَقَطَّعوهُ بِأَسيافِهِم إرباً إرباً، فَلَمّا بَلَغَت روحُهُ التَّراقِيَ ، نادى‏ بِأَعلى‏ صَوتِهِ: يا أبَتاه! هذا جَدّي رَسولُ اللَّهِ، قَد سَقاني بِكَأسِهِ الأَوفى‏ شَربَةً لا أظمَأُ بَعدَها أبَداً، وهُوَ يَقولُ لَكَ: العَجَلَ! فَإِنَّ لَكَ كَأساً مَذخورَةً.
فَصاحَ الحُسَينُ عليه السلام: قَتَلَ اللَّهُ قَوماً قَتَلوكَ! يا بُنَيَّ، ما أجرَأَهُم عَلَى اللَّهِ ، وعَلَى‏انتِهاكِ حُرمَةِ رَسولِ اللَّهِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفا.
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ: لَكَأَنّي أنظُرُ إلَى امرَأَةٍ خَرَجَت مُسرِعَةً كَأَنَّهَا الشَّمسُ طالِعَةً، تُنادي بِالوَيلِ وَالثُّبورِ، تَصيحُ: وَاحَبيباه! وَاثَمَرَةَ فُؤاداه! وانورَ عَيناه! فَسَأَلتُ عَنها فَقيلَ: هِيَ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ.
ثُمَّ جاءَت حَتَّى انكَبَّت عَلَيهِ، فَجاءَ إلَيهَا الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ أخَذَ بِيَدِها ورَدَّها إلَى الفُسطاطِ . ثُمَّ أقبَلَ مَعَ فِتيانِهِ إلَى ابنِهِ، فَقالَ: اِحمِلوا أخاكُم ، فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ حَتّى‏ وَضَعوهُ عِندَ الفُسطاطِ الَّذي يُقاتِلونَ أمامَهُ . ۱

۱۰۰۰.تاريخ الطبري عن هشام : قُتِلَ عَلِىُّ بنُ الحُسَينِ - واُمُّهُ لَيلى‏ ابنَةُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةً بنِ مَسعودِ بنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيِّ، واُمُّها مَيمونَةُ ابنَةُ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ - قَتَلَهُ مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيُّ . ۲

راجع : ج ۱ ص ۲۰۷ (القسم الثاني / الفصل الخامس / ليلى)
و ص ۲۱۳ (القسم الثاني / الفصل السادس / عليّ الأكبر) .

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۰، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه ذيله من «وجعل يقاتل» وفيه «من عصبة جدّ أبيهم النبيّ» بدل «نحن وبيت اللَّه أولى‏ بالنبيّ»؛ بحار الأنوار: ج‏۴۵ ص‏۴۲.

2.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۶۸، تاريخ خليفة بن خيّاط: ص ۱۷۹ عن أبي عبيدة وأبي الحسن وفيه «اُمّه ليلى‏ أو لُبنى‏ بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي»، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۸۱ وفيه «اُمّه ليلى‏ ، ابنة أبي مُرّة ابن عروة الثقفي»، تذكرة الخواصّ: ص ۲۵۴ عن هشام بن محمّد وفيه «قُتل عليّ بن الحسين بن عليّ، وهو عليّ الأكبر ، واُمّه ليلى‏ بنت مُرّة الثقفيّة ، قتله مُرّة بن سعد العبديّ» فقط؛ الاختصاص: ص ۸۲ وليس فيه ذيله من «ابن معتب» وراجع : تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۴ وأنساب الأشراف: ج ۳ ص ۴۰۶ والأخبار الطوال: ص ۲۵۶ .

تعداد بازدید : 10913
صفحه از 952
پرینت  ارسال به