147
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۹۹۴.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي : كانَ آخِرَ مَن بَقِيَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام مِن أصحابِهِ سُوَيدُ بنُ عَمرِو بنِ أبِي المُطاعِ الخَثعَمِيُّ، قالَ : وكانَ أوَّلَ قَتيلٍ مِن بَني أبي طالِبٍ يَومَئِذٍ عَلِيٌّ الأَكبَرُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، واُمُّهُ لَيلَى ابنَةُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ، وذلِكَ أنَّهُ أخَذَ يَشُدُّ عَلَى النّاسِ وهُوَ يَقولُ :

أنَا عَلِيُّ بنُ حُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وَرَبِّ البَيتِ أولى‏ بِالنَبِيّ‏
تَاللَّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّ‏
قالَ : فَفَعَلَ ذلِكَ مِراراً، فَبَصُرَ بِهِ مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيُّ ثُمَّ اللَّيثِيُّ، فَقالَ: عَلَيَّ آثامُ العَرَبِ ، إن مَرَّ بي يَفعَلُ مِثلَ ما كانَ يَفعَلُ إن لَم اُثكِلهُ ۱ أباهُ، فَمَرَّ يَشُدُّ عَلَى النّاسِ بِسَيفِهِ، فَاعتَرَضَهُ مُرَّةُ بنُ مُنقِذٍ فَطَعَنَهُ فَصُرِعَ، وَاحتَوَلَهُ ۲ النّاسُ فَقَطَّعوهُ بِأَسيافِهِم .
قالَ أبو مِخنَفٍ: حَدَّثَني سُلَيمانُ بنُ أبي راشِدٍ، عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ الأَزدِيِّ، قالَ: سَماعُ اُذني يَومَئِذٍ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ : قَتَلَ اللَّهُ قَوماً قَتَلوكَ يا بُنَيَّ! ما أجرَأَهُم عَلَى الرَّحمنِ، وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ الرَّسولِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ.
قالَ: وكَأَنّي أنظُرُ إلَى امرَأَةٍ خَرَجَت مُسرِعَةً كَأَنَّهَا الشَّمسُ الطّالِعَةُ تُنادي: يا اُخَيّاه!

1.الثُّكْل: الموت والهلاك، وفقدان الحبيب أو الولد (القاموس المحيط: ج ۳ ص ۳۴۳ «ثكل») .

2.احتولَهُ القومُ: احتوشوا حواليه (لسان العرب: ج ۱۱ ص ۱۸۷ «حول» ) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
146

۹۹۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : دَعا رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَكبَرَ - واُمُّهُ آمِنَةُ بِنتُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ واُمُّها بِنتُ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ - فَقالَ: إنَّ لَكَ بِأَميرِ المُؤمِنينَ قَرابَةً ورَحِماً، فَإِن شِئتَ آمَنّاكَ، وَامضِ حَيثُما أحبَبتَ!
فَقالَ: أما وَاللَّهِ لَقَرابَةُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كانَت أولى‏ أن تُرعى‏ مِن قَرابَةِ أبي سُفيانَ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيهِ وهُوَ يَقولُ :

أنَا عَلِيُّ بنُ حُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيِ‏
مِن شَمِرٍ وعُمَرٍ وَابنِ الدَّعِيّ‏
قالَ : وأقبَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن عَبدِ القَيسِ، يُقالُ لَهُ: مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ فَطَعَنَهُ، فَحُمِلَ فَوُضِعَ قَريباً مِن أبيهِ .
فَقالَ لَهُ : قَتَلوكَ يا بُنَيَّ ، عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ، وضَمَّهُ أبوهُ إلَيهِ حَتّى‏ ماتَ . فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَقولُ: اللَّهُمَّ دَعَونا لِيَنصُرونا فَخَذَلونا وقَتَلونا، اللَّهُمَّ فَاحبِس عَنهُم قَطرَ السَّماءِ، وَامنَعهُم بَرَكاتِ الأَرضِ، فَإِن مَتَّعتَهُم إلى‏ حينٍ فَفَرِّقهُم شِيَعاً، وَاجعَلهُم طَرائِقَ قِدَداً، ولا تُرضِ الوُلاةَ عَنهُم أبَداً . ۱

۹۹۳.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين‏] عليهم السلام : لَمّا بَرَزَ [عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ]إلَيهِم دَمَعَت عَينُ الحُسَينِ عليه السلام، فَقالَ: اللَّهُمَّ كُن أنتَ الشَّهيدَ عَلَيهِم، فَقَد بَرَزَ إلَيهِمُ ابنُ رَسولِكَ، وأشبَهُ النّاسِ وَجهاً وسَمتاً ۲ بِهِ، فَجَعَلَ يَرتَجِزُ وهُوَ يَقولُ :
أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيّ‏
أما تَرَونَ كَيفَ أحمي عَن أبي‏
فَقَتَلَ مِنهُم عَشَرَةً ثُمَّ رَجَعَ إلى‏ أبيهِ، فَقالَ: يا أبَه العَطَشُ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: صَبراً يا بُنَيَّ ، يَسقيكَ جَدُّكَ بِالكَأسِ الأَوفى‏، فَرَجَعَ فَقاتَلَ حَتّى‏ قَتَلَ مِنهُم أربَعَةً وأربَعينَ رَجُلاً، ثُمَّ قُتِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ . ۳

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج ۱ ص ۴۷۰ ، نسب قريش: ص ۵۷ نحوه وليس فيه ذيله من «وضمّه» وراجع : أنساب الأشراف: ج ۳ ص ۳۶۱ والشجرة المباركة: ص ۷۲ والردّ على المتعصّب العنيد: ص ۳۹ وتذكرة الخواصّ: ص ۲۵۵ والأمالي للشجري: ج ۱ ص ۱۷۱ .

2.سَمْتُه: حُسنُ هيئته ومنظره في الدين (النهاية: ج ۲ ص ۳۹۷ «سمت») .

3.الأمالي للصدوق: ص ۲۲۶ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين: ص ۲۰۷ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۲۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14353
صفحه از 952
پرینت  ارسال به