145
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخّرة روت مواضيع في ذكر مصائب عليّ الأكبر عليه السلام لا نجدها في المصادر المعتبرة؛ بل من المؤكّد أنّ الكثير منها خلاف الحقيقة ، مثل: ماجاء في معالي السبطين من أنّ الإمام الحسين عليه السلام عندما رأى ابنه الشاب عليّاً الأكبر متوجّهاً إلى ساحة القتال، احتضر! ۱ أو أنّ عمّات عليّ الأكبر وأخواته، منعنه من التوجّه إلى ساحة المعركة! ۲ أو أنّ زينب عليها السلام ألقَت بنفسها على جسد عليٍّ الأكبر قبل مجي‏ء الإمام؛ لأنّها كانت تعلم أنّ روحه ستفارق جسمه إن رأى ابنه مقتولاً! ۳
كما وردت في هذا المجال بعض الروايات في كتب مثل: أسرار الشهادة ۴ ، عنوان الكلام ۵ ، ونور العين ۶ ، ولا ضرورة لطرحها هنا .
والروايات القابلة للاعتماد هي كالتالي :

۹۹۱.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد نَزَلَ الرُّهَيمَةَ ۷ ، فَأَسرى‏ [ابنُ زِيادٍ] إلَيهِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ ...
فَرَهِقَهُ عِندَ صَلاةِ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه السلام ابنَهُ فَأَذَّنَ وأقامَ ، وقامَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى‏ بِالفَريقَينِ جَميعاً . ۸

1.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴ (نقلا عن الشيخ جعفر التستري رغم أنّنا لم نجد هذه الرواية في أيٍّ من كتب المرحوم التستري).

2.نفس المصدر.

3.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴، جدير ذكره أنّ أصل مجي‏ء زينب عليها السلام قبل الإمام الحسين عليه السلام ورد في المصادر المعتبرة، ولكن الإشكال يكمن في بيان سبب غير حقيقي للحادثة . يقول المؤلّف: لقد جاءت زينب كي لا تفارق روح الإمام الدنيا!

4.أسرار الشهادة : ج ۲ ص ۵۱۴ .

5.عنوان الكلام : ص ۲۸۲ .

6.نور العين : ص ۴۴ .

7.راجع: الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

8.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
144

النقل المشهور ۱ . وقد خوطب في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أوَّلَ قَتيلٍ مِن نَسلِ خَيرِ سَليلٍ مِن سُلالَةِ إبراهيمَ الخَليلِ ، ۲ صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وعَلى‏ أبيكَ ، إذ قالَ فيكَ : قَتَلَ اللَّهُ قَوماً قَتَلوكَ ، يا بُنَيَّ ما أجرَأَهُم عَلَى الرَّحمنِ وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ الرَّسولِ ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفا ، كَأَنّي بِكَ بَينَ يَدَيهِ ماثِلاً ، ولِلكافِرينَ قائِلاً :

أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيّ‏
أطعَنُكُم بِالرُّمحِ حَتّى‏ يَنثَني‏أضرِبُكُم بِالسَّيفِ أحمي عَن أبي‏
ضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَرَبِيّ‏وَاللَّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّ ۳
حَتّى‏ قَضَيتَ نَحبَكَ ولَقيتَ رَبَّكَ ، أشهَدُ أنَّكَ أولى‏ بِاللَّهِ وبِرَسولِهِ ، وأنَّكَ ابنُ رَسولِهِ ، وحُجَّتُهُ وأمينُهُ ۴ ، وَابنُ حُجَّتِهِ وأمينِهِ . حَكَمَ اللَّهُ عَلى‏ قاتِلِكَ مُرَّةَ بنِ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيِّ - لَعَنَهُ اللَّهُ وأخزاهُ - ومَن شَرِكَهُ في قَتلِكَ ، وكانوا عَلَيكَ ظَهيراً ، أصلاهُمُ اللَّهُ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيراً ، وجَعَلَنَا اللَّهُ مِن مُلاقيكَ ومُرافِقيكَ، ومُرافِقي جَدِّك وأبيكَ وعَمِّكَ وأخيكَ واُمِّكَ المَظلومَةِ ۵ ، وأبرَأُ إلَى اللَّهِ مِن أعدائِكَ اُولِى الجُحودِ ۶ ، والسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ . ۷

1.استناداً إلى نقل غير مشهور فإنّ أوّل شهيد من أهل بيت الإمام عليه السلام كان عبداللَّه بن مسلم بن عقيل (راجع : ص ۲۱۷ «الفصل الثامن / عبد اللَّه بن مسلم بن عقيل») .

2.وقد ورد في تاريخ الطبري : «كان أوّل قتيلٍ من بني أبي طالبٍ يومئذٍ عليٌّ الأكبر بن الحسين بن عليّ عليهما السلام» (راجع: ص ۱۴۷ ح ۹۹۴) .

3.الدَّعيُّ : المنسوب إلى غير أبيه (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۶۱ «دعا») .

4.في المصدر : «دينه» بدل «أمينه» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶۵ نقلاً عن المصدر.

5.زاد في المزار الكبير ومصباح الزائر وبحار الأنوار هنا : «وأبرأ إلى اللَّه من قاتليك وأسأل اللَّه مرافقتك في دار الخلود».

6.الجُحُودُ : الإنكار مع العلم (الصحاح : ج ۲ ص ۴۵۱ «جحد») .

7.راجع : ص ۸۶۶ ح ۲۱۴۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14355
صفحه از 952
پرینت  ارسال به