13
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

كربلاء:
تَنصُرُهُ عِصابَةٌ مِنَ المُسلِمينَ ، اُولئِكَ مِن سادَةِ شُهَداءِ اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ . ۱
وقال الإمام السجّاد عليه السلام :
إنَّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالى‏ مَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِها جَميعُ الشُّهداءِ يَومَ القِيامَةِ . ۲
كما نقل الشيخ الصدوق رحمة اللَّه عليه عن ميثم التمّار، مخاطباً امرأة تدعى جبلة:
اعلَمي أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام سَيِّدُ الشُّهَداءِ يَومَ القِيامَةِ ، ولِأَصحابِهِ عَلى‏ سائِرِ الشُّهَداءِ دَرَجَةٌ . ۳

۶ . يدخلون الجنّة قبل أن يجفّ عرق خيولهم

روى الشيخ الصدوق في الأمالي عن كعب الأحبار أنّه قال : جاء في كتابنا (أي التوراة) :
إنَّ رَجُلاً مِن وُلدِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يُقتَلُ ، ولا يَجِفُّ عَرَقُ دَوابِّ أصحابِهِ حَتّى‏ يَدخُلُوا الجَنَّةَ ، فَيعانِقُوا الحورَ العينَ . ۴
كما روي في بعض مصادر أهل السنّة عن عمّار الدهني ، أنّه قال :
مَرَّ عَلِيٌّ عليه السلام عَلى‏ كَعبٍ ، فَقالَ : يُقتَلُ مِن وُلدِ هذَا الرَّجُلِ رَجُلٌ في عِصابَةٍ لا يَجِفُّ عَرَقُ خُيولِهِم حَتّى‏ يَرِدوا عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَمَرَّ حَسَنٌ عليه السلام فَقالوا : هذا يا أبا إسحاقَ ؟ قالَ : لا ، فَمَرَّ حُسَينٌ عليه السلام فَقالوا : هذا ؟ قالَ : نَعَم ۵ . ۶

1.راجع: ج ۱ ص ۲۶۶ ح‏۹۹ .

2.راجع : ص ۱۸۲ ح ۱۰۳۸.

3.راجع: ج ۱ ص ۳۰۱ ح ۱۵۲ .

4.راجع: ج ۱ ص ۳۰۲ ح ۱۵۵ .

5.جدير بالذكر أنّه وردت في كتاب الدمعة الساكبة حكاية تقول بأنّ زينب عليها السلام خاطبت الإمام الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء : «أخي ، هل استعلمت من أصحابك نياتهم؟ فإنّي أخشى أن يسلمّوك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة! فبكى عليه السلام وقال : أما واللَّه لقد نهرتهم وبلوتهم، وليس فيهم [إلّا ]الأشوس الأقعس ، يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بلبن اُمّه» ، إلّا أنّه كما اعترف مؤلّف هذا الكتاب أنّ هذا الكلام لا يوجد في المصادر المعتبرة (الدمعة الساكبة : ج ۴ ص ۲۷۲ - ۲۷۳) .

6.راجع: ج ۱ ص ۳۰۲ ح ۱۵۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
12

هذا مَنزِلُكَ يا فُلانُ ، وهذا قَصرُكَ يا فُلانُ ، وهذِهِ دَرَجَتُكَ يا فُلانُ .
فَكانَ الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الرِّماحَ وَالسُّيوفَ بِصَدرِهِ ووَجهِهِ لِيَصِلَ إلى‏ مَنزِلِهِ مِنَ الجَنَّةِ . ۱
فكان بلوغ أصحاب الإمام عليه السلام قمّة اليقين يستوجب أن تزداد سكينتهم أكثر كلّما ازدادت الأوضاع تأزّماً وتوتّراً ، خاصّة الذين كانوا يتمتّعون بكمالات أكثر، كما روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام :
وكانَ الحُسَينُ عليه السلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ ، تُشرِقُ ألوانُهُم ، وتَهدَأُ جَوارِحُهُم ، وتَسكُنُ نُفوسُهُم ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اُنظُروا ، لا يُبالي بِالمَوتِ ! . ۲

۴ . مثلهم مثل من استشهد مع الأنبياء عليهم السلام

روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ الإمام الحسين عليه السلام حينما كان يجعل الشهداء من أصحابه إلى جانب بعضهم البعض يقول :
قَتلانا قَتلَى النَّبِييّنَ . ۳
وهذا الكلام يعني ، أنّ شهداء كربلاء كانوا يتمتّعون بفضائل كفضائل من استشهد في ركاب الأنبياء الإلهيين .

۵ . هم سادة الشهداء

كما لُقّب الإمام الحسين عليه السلام بسيّد الشهداء ۴ ، فإنّ أصحابه أيضاً عُدّوا من سادة الشهداء ، كما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في رواية في معرض إشارته لمستقبل الإمام الحسين عليه السلام وقضيّة

1.راجع : ج ۱ ص ۷۵۵ ح ۸۲۱.

2.راجع : ج ۱ ص ۸۲۱ ح ۸۹۴.

3.الغيبة للنعماني : ص‏۲۱۱ ح ۱۹ عن الفضل بن أبي قرّة التفليسي عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۰ ح ۵.

4.راجع : ج ۱ ص ۲۳۵ (القسم الثالث / الفصل الأوّل / سيّد الشهداء من الأوّلين والآخرين) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9977
صفحه از 952
پرینت  ارسال به