111
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

واستناداً إلى ما ورد في بعض المصادر فإنّه كان بصحبة الإمام الحسين عليه السلام ، وفي طريق كربلاء حينما جاء رسول ابن زياد بكتابٍ للحرّ يطلب منه التضييق على الإمام عليه السلام ، ردّ عليه بشدّة وقال :
عَصَيتَ رَبَّكَ ، وأطَعتَ إمامَكَ في هَلاكِ نَفسِكَ ، كَسَبتَ العارَ وَالنّارَ ، قالَ اللَّهُ عزّ وجلّ : (وَ جَعَلْنَهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ لَا يُنصَرُونَ )۱ فَهُو إمامُكُ . ۲
كان مقاتلاً ورامياً ماهراً ، قتل بسهامه في يوم عاشوراء عدداً من عسكر العدوّ ، فدعا له الإمام وقال:
اللَّهُمَّ سَدِّد رَميَتَهُ ، وَاجعَل ثَوابَهُ الجَنَّةَ . ۳
جدير بالذكر أنّ الطبري عدّه ضمن عسكر عمر بن سعد، حيث التحق بعسكر الإمام عليه السلام كالحرّ ۴ ، إلّا أنّ هذا الكلام يتنافى مع محاججته مع رسول ابن زياد والتي رواها الطبري نفسه . ۵ لذا يبدو أنّ رواية الشيخ المفيد الذي اعتبره من مصاحبي الإمام

1.القصص : ۴۱ .

2.راجع : ج ۱ ص ۶۹۲ (القسم الرابع / الفصل السابع / كتاب ابن زياد إلى الحرّ يأمره بتضييق الأمر على الإمام عليه السلام) .

3.راجع: ص ۱۱۲ ح ۹۸۵ .

4.نفس المصدر .

5.ذكر العلّامة التستري ضمن ردّه على قول الطبري : ج ۵ ص ۴۰۸ : «وكان - يزيد بن زياد بن المهاصر - ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام» بأنّ هذا الكلام ينافي محاججة يزيد بن زياد مع رسول ابن زياد ، وقال : ويمكن أن يكون قوله : «مع عمر بن سعد» محرّف «مع الحرّ بن يزيد»؛ فهما متقاربان خطّاً . ولو لا أنّ كامل الجزري (ج‏۲ ص ۵۶۹) أيضاً ذكر فقرة «وكان ممّن خرج مع عمر بن سعد» آخذاً من الطبري ، لقلنا: إنّه حاشية اجتهاديّة خلطت بالمتن ، مع أنّه يمكن أن يكون وقع ذلك قديماً . وكيف كان ، فقوله : «ولابن سعد تارِكٌ وهاجِرٌ» لا ينافي ما قلنا . هذا ، وخلط المجلسي فجعله نفرين ، فنقل أوّلاً عن محمّد بن أبي طالب أنّه قال : ثمّ رماهم يزيد بن زياد الشعثاء بثمانية أسهم ، ما أخطأ منهم بخمسة أسهم ، وكان كلّما رمى قال الحسين عليه السلام : اللَّهُمَّ سَدّد رَمَيتَهُ وَاجعَل ثَوابَهُ الجَنَّةَ ، فحملوا عليه فقتلوه (تسلية المجالس : ج ۲ ص ۳۰۰) ونقل ثانياً عن ابن نما أنّه قال - بعد نقل قتل أبي عمرو النهشلي - : وخرج يزيد بن مهاجر فقتل خمسة من أصحاب عمر بالنشّاب ، وصار مع الحسين عليه السلام وهو يقول : «أنا يزيد وأبي المهاجر - كأنّني ليث بغيل خادر» (مثير الأحزان : ص ۶۱ ، بحارالأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰) . ووجه توهّمه أنّ الأوّل نقله نسبة إلى أبيه والثاني إلى جدّه ، وممّا نقلنا من الطبري ظهر أنّ قوله : «الشعثاء» في الأوّل محرّف «أبو الشعثاء» وقوله : «بثمانية» محرّف «بمئة» وقوله : «مهاجر» في الثاني محرّف : «مهاصر» . هذا ، وعنونه المناقب لابن شهرآشوب : (ج ۴ ص ۱۰۳) : «يزيد بن المهاصر الجعفي»، وقد عرفت أنّه كندي لا جعفي (قاموس الرّجال : ج ۱۱ ص ۱۰۲) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
110

ذَكَرَ مَجدُ الأَئِمَّةِ السرخسكيُّ عَن أبي عَبدِ اللَّهِ الحَدّادِ أنَّ وَهبَ بنَ عَبدِ اللَّهِ هذا كانَ نَصرانِيّاً ، فَأَسلَمَ هُوَ واُمُّهُ عَلى‏ يَدِ الحُسَينِ عليه السلام ، وأنَّهُ قَتَلَ فِي المُبارَزَةِ أربَعَةً وعِشرينَ رَجُلاً ۱ وَاثنَي عَشَرَ فارِساً ، فَاُخِذَ أسيراً واُتِيَ بِهِ عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : ما أشَدَّ صَولَتَكَ ؟ ثُمَّ أمَرَ فَضُرِبَ عُنُقُهُ ورُمِيَ بِرَأسِهِ إلى‏ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَت اُمُّهُ الرَّأسَ فَقَبَّلَتهُ ؛ ثُمَّ شَدَّت بِعَمودِ الفُسطاطِ ، فَقَتَلَت بِهِ رَجُلَينِ .
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : اِرجِعي اُمَّ وَهبٍ ، فَإِنَّ الجِهادَ مَرفوعٌ عَنِ النِّساءِ ، فَرَجَعَت وهِيَ تَقولُ : إلهي لا تَقطَع رَجائي ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : لا يَقطَعُ اللَّهُ رَجاءَكَ يا اُمَّ وَهبٍ ، أنتِ ووَلَدُكِ مَعَ رَسولِ اللَّه وذُرِّيَّتِهِ فِي الجَنَّةِ . ۲

۳ / ۳۲

يُزيدُ بنُ زِيادِ بنِ المُهاصِرِ

ذُكر يزيد بن زياد بن المهاصر أبوالشعثاء الكندي ، ۳ في المصادر الحديثيّة والتأريخيّة بأشكال مختلفة . ۴

1.هكذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «راجلاً» .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۴ نحوه وفيه «وهب بن عبد اللَّه بن عمير الكلبي» وليس فيه ذيله من «فجاءت» .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۸ .

4.يزيد بن زياد بن المهاصر بن النعمان الكندي، يزيد بن زياد أبو الشعثاء، يزيد بن زياد بن مظاهر الكندي ، يزيد بن زياد بن مهاجر الكندي، يزيد بن زيد بن المهاصر، يزيد بن مهاصر أبو الشعثاء الكندي، يزيد بن المهاجر، يزيد بن مهاصر الجعفي، زائدة بن مهاجر، زياد بن مهاصر الكندي، أبو الشعثاء الكندي و... (راجع: التاريخ الكبير : ج ۸ ص ۳۶۳ الرقم ۳۳۴۲ ونسب معد : ج ۱ ص ۱۵۹ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۹ والفتوح : ج ۵ ص ۷۷ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹ و ۲۵ و ۲۳۱ والإرشاد : ج ۲ ص ۸۳ والمناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ وروضة الواعظين : ص ۲۰۶ والأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ والحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲ وراجع أيضاً : الزيارة الرجبية وزيارة الناحية وهذا الكتاب : ص ۱۱۲ - ۱۱۴ ح ۹۸۵ - ۹۸۹) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9773
صفحه از 952
پرینت  ارسال به