فَقالَت : لا ما رَضيتُ حَتّى تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَتِ امرَأَتُهُ : بِاللَّهِ عَلَيكَ لا تَفجَعني في نَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : يا بُنَيَّ! اعزُب عَن قَولِها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ تَنَل شَفاعَةَ جَدِّهِ يَومَ القِيامَةِ . فَرَجَعَ ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قُطِعَت يَداهُ ، فَأَخَذَتِ امرَأَتُهُ عَموداً فَأَقبَلَت نَحوَهُ وهِيَ تَقولُ : فِداكَ أبي واُمّي قاتِل دونَ الطَّيِّبينَ حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَقبَلَ لِيَرُدَّها إلَى النِّساءِ فَأَخَذَت بِثَوبِهِ وقالَت : لَن أعودَ دونَ أن أموتَ مَعَكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جُزِيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيراً ، ارجِعي إلَى النِّساءِ يَرحَمُكِ اللَّهِ ، فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ، ولَم يَزَلِ الكَلبِيُّ يُقاتِلُ حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللَّه عَلَيهِ . ۱
۹۸۳.المناقب لابن شهرآشوب : بَرَزَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الكَلبِيُّ وهُوَ يَرتَجِزُ .
إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِسَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِاُدرِكُ ثَأري بَعدَ ثَأرِ ۲ صَحبي
وأدفَعُ الكَربَ أمامَ الكَربِلَيسَ جِهادي فِي الوَغى ۳ بِاللَّعبِ
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ قالَ لِاُمِّهِ : يا اُمّاه أرَضيتِ أم لا ؟
فَقالَت : ما أرضى أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَرَجَعَ قائِلاً :
إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِبِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ
ضَربِ غُلامٍ موقِنٍ بِالرَّبِحَتّى يَذوقَ القَومُ مُرَّ الحَربِ
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وغَضبِحَسبي إلهي مِن عُلَيمٍ حَسبي
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ تِسعَةَ عَشَرَ فارِساً وَاثنَي عَشَرَ راجِلاً ، ثُمَّ قُطِعَت يَمينُهُ