109
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

واُخِذَ أسيراً . ۱

۹۸۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : خَرَجَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَنابٍ الكَلبِيُّ ، وكانَت مَعَهُ اُمُّهُ ، فَقالَت لَهُ : قُم يا بُنَيَّ فَانصُرِ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، فَقالَ : أفعَلُ يا اُمّاه ، ولا اُقَصِّرُ إن شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ بَرَزَ وهُوَ يَقولُ :

إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِي‏سَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي‏
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِ‏اُدرِكُ ثاري بَعدَ ثارِ صَحبي‏
وأدفَعُ الكَربَ بِيَومِ الكَربِ‏فَما جِلادي فِي الوَغى‏ بِاللَّعبِ‏
ثُمَّ حَمَلَ ، فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً ، فَرَجَعَ إلى‏ اُمِّهِ وَامرَأَتِهِ فَوَقَفَ عَلَيهِما ، فَقالَ : يا اُمّاه ! أرَضيتِ عَنّي ؟ فَقالَت : ما رَضيتُ ، أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسأَلُكَ بِاللَّهِ أن لا تُفجِعَني بِنَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : لا تَسمَع قَولَها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ لِيَكونَ غَداً شَفيعَكَ عِندَ رَبِّكَ . فَتَقَدَّمَ وهُوَ يَقولُ :

إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏بِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ‏
فِعلَ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِ‏حَتّى‏ يُذيقَ القَومَ مُرَّ الحَربِ‏
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِ‏ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ‏
حَسبي بِنَفسي مِن عُلَيمٍ حَسبي‏إذَا انتَمَيتُ فِي كِرامِ العُربِ‏
ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قُطِعَت يَمينُهُ ، فَلَم يُبالِ ، وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى‏ قُطِعَت شِمالُهُ ، ثُمَّ قُتِلَ ؛ فَجاءَت إلَيهِ اُمُّهُ تَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، فَأَبصَرَها شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَأَمَرَ غُلاماً لَهُ فَضَرَبَها بِالعَمودِ حَتّى‏ شَدَخَها وقَتَلَها ، فَهِيَ أوَّلُ امرَأَةٍ قُتِلَت في حَربِ الحُسَينِ عليه السلام .

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
108

فَقالَت : لا ما رَضيتُ حَتّى‏ تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَتِ امرَأَتُهُ : بِاللَّهِ عَلَيكَ لا تَفجَعني في نَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : يا بُنَيَّ! اعزُب عَن قَولِها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ تَنَل شَفاعَةَ جَدِّهِ يَومَ القِيامَةِ . فَرَجَعَ ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قُطِعَت يَداهُ ، فَأَخَذَتِ امرَأَتُهُ عَموداً فَأَقبَلَت نَحوَهُ وهِيَ تَقولُ : فِداكَ أبي واُمّي قاتِل دونَ الطَّيِّبينَ حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَقبَلَ لِيَرُدَّها إلَى النِّساءِ فَأَخَذَت بِثَوبِهِ وقالَت : لَن أعودَ دونَ أن أموتَ مَعَكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جُزِيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيراً ، ارجِعي إلَى النِّساءِ يَرحَمُكِ اللَّهِ ، فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ، ولَم يَزَلِ الكَلبِيُّ يُقاتِلُ حَتّى‏ قُتِلَ رِضوانُ اللَّه عَلَيهِ . ۱

۹۸۳.المناقب لابن شهرآشوب : بَرَزَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الكَلبِيُّ وهُوَ يَرتَجِزُ .

إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِ‏سَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي‏
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِ‏اُدرِكُ ثَأري بَعدَ ثَأرِ ۲ صَحبي‏
وأدفَعُ الكَربَ أمامَ الكَربِ‏لَيسَ جِهادي فِي الوَغى‏ ۳ بِاللَّعبِ‏
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ قالَ لِاُمِّهِ : يا اُمّاه أرَضيتِ أم لا ؟
فَقالَت : ما أرضى‏ أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَرَجَعَ قائِلاً :

إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏بِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ‏
ضَربِ غُلامٍ موقِنٍ بِالرَّبِ‏حَتّى‏ يَذوقَ القَومُ مُرَّ الحَربِ‏
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وغَضبِ‏حَسبي إلهي مِن عُلَيمٍ حَسبي‏
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ تِسعَةَ عَشَرَ فارِساً وَاثنَي عَشَرَ راجِلاً ، ثُمَّ قُطِعَت يَمينُهُ

1.الملهوف : ص ۱۶۱ ، مثير الأحزان : ص ۶۲ نحوه .

2.في المصدر : «ثأري» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.الوغى : الحرب (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۹۸ «وغي») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10923
صفحه از 952
پرینت  ارسال به