103
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

وَاللَّهِ، ما كَرِهنا لِقاءَ رَبِّنا ، وإنّا عَلى‏ نِيّاتِنا وبَصائِرِنا ، نُوالي مَن والاكَ ونُعادي مَن عاداكَ . ۱
كان لنافع بن هلال دور مهمّ في إيصال الماء لأهل بيت الإمام عليه السلام ، وكان صاحبَ اللواء في جماعة تولّوا مهمّة تهيئة الماء في ليلةٍ من ليالي عاشوراء بعد منع الماء عنهم . ۲
وحينما هجم عليّ بن قرظة على الإمام بذريعة الثأر لأخيه، سدّ نافعٌ الطريقَ أمامه وردّه بطعنة رمح وجّهها له . ۳
كان نافع بن هلال من الرماة الماهرين ، وقد أصاب في يوم عاشوراء اثني عشر رجلاً من عسكر العدوّ ، وجرح عدداً منهم أيضاً ، ۴ وبعد نفاد سهامه هجم على صفوف العدوّ بسيفه ، وهو ينشد هذا الرجز :

أنَا الغُلامُ اليَمَنِيُّ الجَمَلِي‏ديني عَلى‏ دينِ حُسَينٍ وعَلِيّ ۵
وأخيراً قاتل إلى أن هشّمت سواعده واُسر على يد العدوّ ، وحينما أخذوه إلى عمر بن سعد والدم يجري على لحيته، خاطبه بكلّ شهامة :
وَاللَّهِ، لَقَد قَتَلتُ مِنكُمُ اثنَي عَشَرَ سِوى‏ مَن جَرَحتُ ، وما ألومُ نَفسي عَلَى الجَهدِ ، ولَو بَقِيَت لي عَضُدٌ وساعِدٌ ما أسَرتُموني .
أمر عمر بن سعد شمراً بأن يقتله ، فقال نافع في آخر لحظات حياته مخاطباً شمراً :
أما وَاللَّهِ، أن لَو كُنتَ مِنَ المُسلِمينَ لَعَظُمَ عَلَيكَ أن تَلقَى اللَّهَ بِدِمائِنا ، فَالحَمدُ لِلَّهِ الّذي جَعَلَ مَنايانا عَلى‏ يَدَي شِرارِ خَلقِهِ . ۶

1.راجع : ج ۱ ص ۶۷۴ ح ۷۱۶ .

2.راجع : ج ۱ ص ۷۳۳ (الفصل الأوّل / دور العبّاس عليه السلام في إيصال الماء إلى عسكر الإمام عليه السلام) .

3.راجع : ص ۹۴ (عمرو بن قرظة الأنصاري) .

4.راجع: ص ۱۰۵ ح ۹۷۸ .

5.راجع : ص ۱۰۶ ح ۹۷۹ .

6.راجع : ص ۱۰۵ ح ۹۷۸ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
102

والمراديّ ، ۱ والبجليّ المراديّ ، ۲ من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ، ۳ وأحد أنشط أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ۴ في معركة كربلاء.
جدير بالذكر أنّ شخصاً آخر كان في معركة كربلاء يدعى هلال بن نافع ، وكان ضمن عسكر عمر بن سعد ومن رواة معركة كربلاء ، ۵ وقد يحدث الاشتباه بينه وبين نافع بن هلال أحياناً . ۶
كان أحد الأفراد الأربعة الذين التحقوا بالإمام عليه السلام في طريق الكوفة في منزل يدعى «عذيب الهجانات» . ۷ وحينما ألقى الإمام خطبته المعروفة مخاطباً فيها أصحابه، حيث قال في آخر الخطبة :
فإِنّي لا أرى‏ المَوتَ إلّا سَعادَةً ، ولا الحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَماً .
نهض نافع من بعد زهير بن القين وقال :

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۲ و ۳۸۹ بزيادة «ثمّ الجملي» في آخره ؛ مثير الأحزان : ص ۶۰.

2.راجع: زيارة الناحية .

3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲.

4.رجال الطوسي : ص ۱۰۶.

5.الملهوف : ص ۱۷۷ وراجع : هذا الكتاب : ص ۹۲۱ (الفصل التاسع / ما جرى على الإمام عليه السلام في آخر لحظة من حياته) .

6.جدير بالذكر أنّ الفتوح ومن تبعه جعل اسمه هلالاً ، فقال : «هلال بن رافع البجلي» (الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ) ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۶ ؛ مثير الأحزان : ص ۴۴ وفيهما «هلال بن نافع الجملي» ، الملهوف : ص ۱۳۸ وفيه «هلال بن نافع البجلي» ، الأمالي للصدوق : ص ۲۲۵ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۱ وفي الثلاثة الأخيرة «هلال بن الحجّاج» و ج ۴۵ ص ۲۷ و ج ۴۴ ص ۳۸۱ وفيهما «هلال بن نافع البجلي» .

7.راجع : ج ۱ ص ۶۷۹ (القسم الرابع / الفصل السابع / إقبال أربعة نفر من الكوفة معهم الطرمّاح بن عدي إلى الإمام عليه السلام) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14342
صفحه از 952
پرینت  ارسال به