بُيوتَ هؤُلاءِ النِّسوَةِ ، ولا تَعَرَّضوا لِهذَا الغُلامِ المَريضِ ، وسَأَلَتهُ النِّسوَةُ لِيَستَرجِعَ ما اُخِذَ مِنهُنَّ لِيَتَسَتَّرنَ بِهِ ، فَقالَ : مَن أخَذَ مِن مَتاعِهِنَّ شَيئاً فَليَرُدَّهُ عَلَيهِنَّ ، فَوَ اللَّهِ ، ما رَدَّ أحَدٌ مِنهُم شَيئاً ، فَوَكَّلَ بِالفُسطاطِ وبُيوتِ النِّساءِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام جَماعَةً مِمَّن كانوا مَعَهُ ، وقالَ : اِحفَظوهُم لِئَلّا يَخرُجَ مِنهُم أحَدٌ ، ولا تُسيؤُنَّ إلَيهِم .۱
۱۲۵۵.المنتظم : أمَرَ [عُمَرُ بنُ سعَدٍ] بِقَتلِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَوَقَعَت عَلَيهِ زَينَبُ عليها السلام ، وقالَت : وَاللَّهِ ، لا يُقتَلُ حَتّى اُقتَلَ ، فَرَقَّ لَها وكَفَّ عَنهُ .۲
۱۲۵۶.أخبار الدول وآثار الاُول : هَمَّ شِمرٌ المَلعونُ - عَلَيهِ ما يَستَحِقُّ مِنَ اللَّهِ - بِقَتلِ عَلِيٍّ الأَصغَرِ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ مَريضٌ ، فَخَرَجَت إلَيهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام وقالَت : وَاللَّهِ ، لا يُقتَلُ حَتّى اُقتَلَ ، فَكَفَّ عَنهُ .۳
۱ / ۴
إضرامُ النّارِ فِي الفُسطاطِ
۱۲۵۷.الملهوف : وجاءَت جارِيَةٌ مِن ناحِيَةِ خِيَمِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لَها رَجُلٌ : يا أمَةَ اللَّهِ ، إنَّ سَيِّدَكِ قُتِلَ .
قالَتِ الجارِيَةُ : فَأَسرَعتُ إلى سَيِّداتي وأنَا أصيحُ ، فَقُمنَ في وَجهي وصِحنَ ... .
قالَ الرّاوي : ثُمَّ أخرَجُوا النِّساءَ مِنَ الخَيمَةِ ، وأشعَلوا فيهَا النّارَ ، فَخَرَجنَ حَواسِرَ مُسَلَّباتٍ حافِياتٍ باكِياتٍ ، يَمشينَ سَبايا في أسرِ الذِّلَّةِ .۴
۱۲۵۸.مثير الأحزان : خَرَجَ بَناتُ سَيِّدِ الأَنبِياءِ وقُرَّةِ عَينِ الزَّهراءِ ، حاسِراتٍ مُبدِياتٍ لِلنِّياحَةِ وَالعَويلِ ، يَندُبنَ عَلَى الشَّبابِ وَالكُهولِ ، واُضرِمَتِ النّارُ فِي الفُسطاطِ فَخَرَجنَ هارِباتٍ ، وهُنَّ كَما قالَ الشّاعِرُ :
فَتَرَى اليَتامى صارِخينَ بِعَولَةٍتَحثُو التُّرابَ لِفَقدِ خَيرِ إمامِ
وتَقُمنَ رَبّاتِ۵ الخُدورِ حَواسِراًيَمسَحنَ عُرضَ ذَوائِبِ۶الأَيتامِ
وتَرَى النِّساءَ أرامِلاً وثَواكِلاًتَبكينَ كُلَّ مُهَذَّبٍ وهُمامِ۷
1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۹ وفيه من «وجاء» إلى «شيئاً» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶۱ .
2.المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۱ .
3.أخبار الدول وآثار الاُول : ج ۱ ص ۳۲۳ .
4.الملهوف : ص ۱۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۸ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۰ وفيه «خرج القوم من الخيمة وأضرموها بالنار» فقط .
5.في المصدر : «رباب» ، والصواب ما أثبتناه .
6.الذوائب : جمع ذؤابة ؛ وهو الشعر المظفور من شعر الرأس (النهاية : ج ۲ ص ۱۵۱ «ذأب») .
7.مثير الأحزان : ص ۷۷ .