يَستَقبِلُ الرّاوِيَةَ فَيَشرَبُها إلى‏ آخِرِها ولا يَروى‏ ، وذلِكَ أنَّهُ نَظَرَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وقَد أهوى‏ إلى‏ فيهِ بِماءٍ وهُوَ يَشرَبُ فَرَماهُ بِسَهمٍ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا أرواكَ اللَّهُ مِنَ الماءِ في دُنياكَ ولا آخِرَتِكَ .^۱

۱۱۶۷.تاريخ الطبري عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة : حَدَّثَني مَن شَهِدَ الحُسَينَ عليه السلام في عَسكَرِهِ ، أنَّ حُسَيناً عليه السلام حينَ غُلِبَ عَلى‏ عَسكَرِهِ رَكِبَ المُسَنّاةَ يُريدُ الفُراتَ ، قالَ : فَقالَ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ : وَيلَكُم ! حولوا بَينَهُ وبَينَ الماءِ لا تَتامَ‏^۲ إلَيهِ شيعَتُهُ .
قالَ : وضَرَبَ فَرَسَهُ ، وأتبَعَهُ النّاسُ حَتّى‏ حالوا بَينَهُ وبَينَ الفُراتِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللَّهُمَّ أظمِهِ ! قالَ : ويَنتَزِعُ الأَبانِيُّ بِسَهمٍ فَأَثبَتَهُ في حَنَكِ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَانتَزَعَ الحُسَينُ عليه السلام السَّهمَ ، ثُمَّ بَسَطَ كَفَّيهِ فَامتَلَأَت دَماً ، ثُمَّ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُفعَلُ بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ . قالَ : فَوَاللَّهِ إن مَكَثَ الرَّجُلُ إلّا يَسيراً حَتّى‏ صَبَّ اللَّهُ عَلَيهِ الظَّمَأَ ، فَجَعَلَ لا يَروى‏ .
قالَ القاسِمُ بنُ الأَصبَغِ : لَقَد رَأَيتُني فيمَن يُرَوِّحُ عَنهُ ، وَالماءُ يُبَرَّدُ لَهُ ، فيهِ السُّكَّرُ ، وعِساسٌ‏^۳فيهَا اللَّبَنُ ، وقِلالٌ‏^۴ فيهَا الماءُ ، وإنَّهُ لَيَقولُ : وَيلَكُم ! اِسقوني قَتَلَنِيَ الظَّمَأُ ! فَيُعطَى القُلَّةُ أوِ العُسُّ كانَ مُروِياً أهلَ البَيتِ فَيَشرَبُهُ ، فَإِذا نَزَعَهُ مِن فيهِ اضطَجَعَ الهُنَيهَةَ ، ثُمَّ يَقولُ : وَيلَكُمُ اسقوني قَتَلَنِيَ الظَّمَأُ !
قالَ : فَوَاللَّهِ ما لَبِثَ إلّا يَسيراً ، حَتَّى انقَدَّ بَطنُهُ انقِدادَ بَطنِ البَعيرِ .^۵

۱۱۶۸.مُجابو الدعوة لابن أبي الدنيا عن محمّد الكوفي : كانَ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ يُقالُ لَهُ زُرعَةُ شَهِدَ قَتلَ

۹ / ۱۳

سَهمٌ فِي الفَمِ‏

۱۱۶۲.الكامل في التاريخ : اِشتَدَّ عَطَشُ الحُسَينِ عليه السلام فَدَنا مِنَ الفُراتِ لِيَشرَبَ ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ فَوَقَعَ في فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ بِيَدِهِ ورَمى‏ بِهِ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُصنَعُ بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ ، اللَّهُمَّ أحصِهِم عَدَداً ، وَاقتُلهُم بَدَداً ، ولا تُبقِ مِنهُم أحَداً .
وقيلَ : الَّذي رَماهُ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ .^۱

۱۱۶۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : عَطِشَ الحُسَينُ عليه السلام فَاستَقى‏ ، ولَيسَ مَعَهُم ماءٌ فَجاءَهُ رَجُلٌ بِماءٍ ، فَتَناوَلَهُ لِيَشرَبَ ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ تَميمٍ بِسَهمٍ ، فَوَقَعَ في فيهِ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ بِيَدِهِ ويَحمَدُ اللَّهَ .^۲

۱۱۶۴.تذكرة الخواصّ عن هشام بن محمّد : رَماهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] حُصَينُ بنُ تَميمٍ بِسَهمٍ فَوَقَعَ في شَفَتَيهِ ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسيلُ مِن شَفَتَيهِ ، وهُوَ يَبكي ويَقولُ : اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُفعَلُ بي وبِإِخوَتي ووُلدي وأهلي ، ثُمَّ اشتَدَّ بِهِ العَطَشُ .^۳

۱۱۶۵.ذخائر العقبى عن رجل من كلب : صاحَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : اِسقونا ماءً ! فَرَمى‏ رَجُلٌ بِسَهمٍ فَشَقَّ شِدقَهُ‏^۴ ، فَقالَ : لا أرواكَ اللَّهُ ! فَعَطِشَ الرَّجُلُ إلى‏ أن رَمى‏ نَفسَهُ فِي الفُراتِ ، فَشَرِبَ حَتّى‏ ماتَ .^۵

۱۱۶۶.المناقب لابن شهرآشوب عن ابن عيينة : أدرَكتُ مِن قَتَلَةِ الحُسَينِ عليه السلام رَجُلَينِ ، أمّا أحَدُهُما ... فَإِنَّهُ كانَ