745
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وقد جاء في الزيارة الرجبيّة .۱ وكذلك في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى‏ سَعدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيِّ ، القائِلِ لِلحُسَينِ وقَد أذِنَ لَهُ فِي الاِنصِرافِ : «لا وَاللَّهِ لا نُخَلّيكَ حَتّى‏ يَعلَمَ اللَّهُ أنّا قَد حَفِظنا غَيبَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ فيكَ ، وَاللَّهِ لَو أعلَمُ أنّي اُقتَلُ ثُمَّ اُحيى‏ ثُمَّ اُحَرُقُ ثُمَّ اُذرى‏ ، ويُفعَلُ بي ذلِكَ سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ ، حَتّى‏ ألقى‏ حِمامي دونَكَ ، وكَيفَ لا أفعَلُ ذلِكَ وإنَّما هِيَ مَوتَةٌ أو قَتلَةٌ واحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ بَعدَهَا الكَرامَةُ الَّتي لَا انقِضاءَ لَها أبَداً» .
فَقَد لَقيتَ حِمامَكَ ، وواسَيتَ إمامَكَ ، ولَقيتَ مِنَ اللَّهِ الكَرامَةَ في دارِ المُقامَةِ ، حَشَرَنَا اللَّهُ مَعَكُم فِي المُستَشهَدينَ ، ورَزَقَنا مُرافَقَتَكُم في أعلى‏ عِلِّيّينَ .۲

۹۴۱.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : صَلُّوا الظُّهرَ [أي في يَومِ عاشوراءَ] ، صَلّى‏ بِهِمُ الحُسَينُ عليه السلام صَلاةَ الخَوفِ ، ثُمَّ اقتَتَلوا بَعدَ الظُّهرِ ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم ووَصَلَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَاستَقدَمَ الحَنَفِيُّ أمامَهُ ، فَاستَهدَفَ لَهُم يَرمونَهُ بِالنَّبلِ يَميناً وشِمالاً قائِماً بَينَ يَدَيهِ ، فَما زالَ يُرمى‏ حَتّى‏ سَقَطَ .۳

۹۴۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : قالَ الحُسَينُ عليه السلام لِزُهيرِ بنِ القَينِ وسَعيدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ : تَقَدَّما أمامي ، فَتَقَدَّما أمامَهُ في نَحوٍ مِن نِصفِ أصحابِهِ ، حَتّى‏ صَلّى‏ بِهِم صَلاةَ الخَوفِ .
ورُوِيَ أنَّ سَعيدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيَّ تَقَدَّمَ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاستَهدَفَ لَهُ يَرمونَهُ بِالنَّبلِ ، فَما أخَذَ الحُسَينُ عليه السلام يَميناً وشِمالاً إلّا قامَ بَينَ يَدَيهِ ، فَما زالَ يُرمى‏ حَتّى‏ سَقَطَ إلَى الأَرضِ وهُوَ يَقولُ : اللَّهُمَّ العَنهُم لَعنَ عادٍ وثَمودَ ، اللَّهُمَّ أبلِغ نَبِيَّكَ عَنِّي السَّلامَ ، وأبلِغهُ ما لَقيتُ مِن ألَمِ الجِراحِ ، فَإِنّي أرَدتُ بِذلِكَ نُصرَةَ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ . ثُمَّ ماتَ فَوُجِدُ بِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ سَهماً سِوى‏ ما بِهِ مِن ضَربِ السُّيوفِ وطَعنِ الرِّماحِ .۴

۹۴۳.مثير الأحزان : لَمّا وَصَلَ القِتالُ إلَيهِ عليه السلام تَقَدَّمَ أمامَهُ رَجُلٌ مِن بَني حَنيفَةَ يَقيهِ بِنَفسِهِ حَتّى‏ سَقَطَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ الحَنَفِيُّ : اللَّهُمَّ لا يُعجِزُكَ شَي‏ءٌ تُريدُهُ ، فَأَبلِغ مُحمَّداً صلى اللَّه عليه وآله نُصرَتي ودَفعي

1.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

2.راجع : ص ۱۴۳۱ ح ۲۱۴۵ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۳ نحوه وبزيادة «يقال : إنّه استهدف دونه رجل من بني حنيفة غير سعيد بن عبد اللَّه» في آخره .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۷ ؛ الملهوف : ص ۱۶۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
744

واستناداً إلى رواية البلاذريّ ، فإنّ سعيد بن عبد اللَّه كان في عهد إمامة الإمام الحسن عليه السلام من مخالفي الصلح مع معاوية، لكن وافق عليه بعد التشاور مع الإمام الحسين عليه السلام .۱
كان سعيد بن عبد اللَّه أحد الذين دعوا الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة۲ والتقى الإمام برفقة المجموعة الثانية التي حملت كتب الكوفييّن إليه ، كما كان عاملَ إيصال جواب الإمام عليه السلام لأهل الكوفة .۳
جاء سعيدٌ إلى دار المختار بعد مجي‏ء مسلم عليه السلام إلى الكوفة وأعلن عن نصرته ووفائه للنهضة الحسينيّة ، من خلال كلمة ألقاها وحرّض فيها الناس على البيعة لمسلم والطاعة له .۴وعندما أذن الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء لأصحابه أن يتركوه ويخرجوا من أرض المعركة ، أظهر محبّته ووفاءه في خطبة ملحميّة ، حيث قال :
وَاللَّهِ ، لَو عَلِمتُ أنّي اُقتَلُ ، ثُمَّ اُحيا ، ثُمَّ اُحرَقُ حَيّاً ، ثُمَّ اُذَرُّ ، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ؛ ما فارَقتُكَ حَتّى‏ ألقى‏ حِمامي دونَكَ .۵
واستناداً إلى بعض الروايات ، كان سعيد بن عبد اللَّه أحد الذين وقفوا ظهر عاشوراء ليشكّلوا حصناً إزاء الإمام الحسين عليه السلام ، كي يستطيع الإمام أداء صلاته .۶
واستناداً إلى رواية الخوارزمي فإنّه عندما سقط سعيد بن عبد اللَّه الحنفي على الأرض كان يتمتم بهذه الكلمات :
اللَّهُمَّ العَنهُم لَعنَ عادٍ وثَمودَ ، اللَّهُمَّ أبلِغ نَبِيَّكَ عَنِّي السَّلامَ ، وأبلِغهُ ما لَقيتُ مِن ألَمِ الجِراحِ ؛ فَإِنّي أرَدتُ ثَوابَكَ في نَصرِ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ .۷

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۳.

2.راجع : ص ۲۸۸ (القسم الرابع / الفصل الثالث / كُتُب أهل الكوفة إلى الإمام عليه السلام يدعونه فيها للقيام) .

3.راجع : ص ۲۹۴ (القسم الرابع / الفصل الثالث / إشخاص الإمام عليه السلام مندوبه الخاصّ إلى الكوفة وكتابه إلى أهلها) .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ وفيه الحنفي ، وراجع : هذا الكتاب : ص ۳۱۲ (القسم الرابع / الفصل الرابع / قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

5.راجع : ص ۶۲۷ ح ۸۰۸ .

6.راجع : ص ۶۸۴ (الفصل الثاني / صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء) .

7.راجع: ص ۶۸۴ ح ۸۸۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18664
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به