709
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۹۱۱.تهذيب الكمال عن الأسود بن قيس : قيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ الحَضرَمِيِّ : قَد اُسِرَ ابنُكَ بِثَغرِ الرَّيِّ ، قالَ : عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي ، ما كُنتُ اُحِبُّ أن يُؤسَرَ ، ولا أن أبقى‏ بَعدَهُ .
فَسَمِعَ الحُسَينُ عليه السلام قَولَهُ ، فَقالَ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ! أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، فَاعمَل في فِكاكِ ابنِكَ ، قالَ : أكَلَتنِي السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ .
قالَ : فَأَعطِ ابنَكَ هذِهِ الأَثوابَ البُرودَ۱ يَستَعينُ بِها في فِداءِ أخيهِ ، فَأَعطاهُ خَمسَةَ أثوابٍ ثَمَنُها ألفُ دينارٍ .۲

۹۱۲.مقاتل الطالبيّين عن حميد بن مسلم : جاءَ رَجُلٌ حَتّى‏ دَخَلَ عَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَجاءَ إلى‏ رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ خَبَرَ ابنِكَ فُلانٍ وافى‏ ؛ إنَّ الدَّيلَمَ أسِروهُ ، فَتَنصَرِفُ مَعي حَتّى‏ نَسعى‏ في فِدائِهِ ، فَقالَ : حَتّى‏ أصنَعَ ماذا ؟ عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي . فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِنصَرِف وأنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، وأنَا اُعطيكَ فِداءَ ابنِكَ ، فَقالُ : هَيهاتَ أن اُفارِقَكَ ، ثُمَّ أسأَلَ الرُّكبانَ عَن خَبَرِكَ ! لا يَكونُ وَاللَّهِ هذا أبَداً ولا اُفارِقُكَ .
ثُمَّ حَمَلَ عَلَى القَومِ ، فَقاتَلَ حَتّى‏ قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ ورِضوانُهُ .۳

۳ / ۶ و ۷

الجابِرِيّانِ ۴

سيف بن الحارث بن سريع ، ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عمّ ، وأخَوَان لاُمٍّ .۵

1.البُرْد : نوع من الثياب معروف ، والبُرْدة : الشملة المخطّطة ، وقيل : كساء أسود مربّع فيه صغر تلبسه الأعراب (النهاية : ج ۱ ص ۱۱۶ «برد») .

2.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۷ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۸ ح ۴۴۳ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۲ ؛ الملهوف : ص ۱۵۳ ، مثير الأحزان : ص ۵۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۴ وفيه «محمّد بن بشر الحضرمي» وراجع : هذا الكتاب : ص ۶۳۱ ح ۸۱۴ .

3.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۶ .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۴ وفيه «بطن من همدان يقال لهم : بنو جابر» ؛ مثير الأحزان : ص ۶۶ و راجع : هذا الكتاب : ص ۶۳۱ ح ۸۱۴ .

5.يرجع نسبهما لاُسرة فائش بن الجابر (جبير) بن عبداللَّه بن قادم بن يزيد (راجع : نسب معد : ج ۲ ص ۵۱۱ ، الاشتقاق : ص ۴۲۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۵).


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
708

سمع النبأ الفادح لأسر ابنه وهو في كربلاء ، وفي حين كان بإمكانه أن يترك ساحة الحرب بذريعة فكاك ابنه من الأسر، إلّا أنّه أثبت فتوّته ولم يترك الإمام عليه السلام . وعندما قال له الإمام عليه السلام :
أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، فَاعمَل في فِكاكِ ابنِكَ .
أجاب :
أكَلَتنِي السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ .۱
وجاء في رواية اُخرى أنّ الإمام عليه السلام قال إنّه سيعطيه فدية فكاك أسر ابنه أيضاً ، لكنّه لم يقبل ذلك ، وقال :
هَيهاتَ أن اُفارِقَكَ ، ثُمَّ أسأَلَ الرُّكبانَ عَن خَبَرِكَ ! لا يَكونُ - وَاللَّهِ - هذا أبَداً ، ولا اُفارِقُكَ .۲
واستناداً لرواية الطبري‏۳فإنّ بشيراً وسويداً كانا آخر أصحاب الإمام الذين التحقوا بموكب شهداء كربلاء .
خرج لقتال الأعداء وهو يرتجز بهذه الأبيات حتّى استشهد :


اليَومَ يا نَفسُ اُلاقِي الرَّحمانَ‏وَاليَومَ تُجزَينَ بِكُلِّ إحسانِ‏
لا تَجزَعي فَكُلُّ شَي‏ءٍ فانٍ‏وَالصَّبرُ أحظى‏ لَكَ عِندَ الدَّيّانِ‏۴
ورد اسمه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا :
السَّلامُ عَلى‏ بِشرِ بنِ عُمَرَ الحَضرَمِيِّ ، شَكَرَ اللَّهُ لَكَ قَولَكَ لِلحُسَينِ وقَد أذِنَ لَكَ فِي الاِنصِرافِ : أكَلَتني إذَن السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ وأسأَلُ عَنكَ الرُّكبانَ ، وأخذُلُكَ مَعَ قِلَّةِ الأَعوانِ ، لا يَكونُ هذا أبَداً .۵
كما جاء اسمه في الزيارة الرجبيّة أيضاً .۶

1.راجع : ص ۷۰۹ ح ۹۱۱ .

2.راجع : ص ۷۰۹ ح ۹۱۲ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۴ وفيه «لم يبق معه عليه السلام غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعميّ وبشير بن عمرو الحضرمي».

4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۴ .

5.راجع: ص ۱۴۳۲ ح ۲۱۴۵ .

6.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۶۵ ح ۳۵۲۴ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18697
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به