سعد اغتيال الإمام عليه السلام والكيد به - أن يدخل على الإمام مسلّحاً بوصفه حاملاً رسالة ابن سعد، حال أبو ثمامة دون ذلك .۱
ومن النقاط البارزة والساطعة لهذا الرجل العظيم ، والتي سجّلت في تاريخ عاشوراء ، هي التذكير بإقامة الصلاة عند الظهر في بحبوحة الحرب في يوم عاشوراء، حيث خاطب أبو ثمامة الإمام في تلك الغوغاء :
يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، نَفسي لَكَ الفِداءُ ! إنّي أرى هؤُلاءِ قَدِ اقتَرَبوا مِنكَ ، ولا وَاللَّهِ ، لا تُقتَلُ حَتّى اُقتَلَ دونَكَ إن شاءَ اللَّهُ ، واُحِبُّ أن ألقى رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها .
وعندما سمع الإمام الحسين عليه السلام كلام أبي ثمامة رفع رأسه وقال :
ذَكَرتَ الصَّلاةَ ، جَعَلَكَ اللَّهُ مِنَ المُصَلّينَ الذّاكِرينَ ! نَعَم ، هذا أوَّلُ وَقتِها . ثُمَّ قالَ : سَلوهُم أن يَكُفُّوا عَنّا حَتّى نُصَلِّيَ .
فتجاسر حصين بن نمير على الإمام وقال : إنّ صلاتكم غير مقبولة! فأجابه حبيب بن مظاهر ، وقاتله واستشهد، كما قُتل ابن عمّ أبي ثمامة الذي كان في عسكر ابن سعد في هذا الاشتباك على يده۲ ، وأخيراً فقد اُقيمت صلاة الظهر في ظهر عاشوراء جماعة وباقتراح أبي ثمامة ، فكانت صلاةً تاريخيّة للإمام الحسين عليه السلام في ساحة الحرب .۳
وقد تجلّى مسرح صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام ، ووجهه ملطّخ بالدماء في ساحة القتال ، أمام النبال التي كانت تتقاطر عليهم .
وبعد استشهاد عدد من أصحاب أبي عبد اللَّه عليه السلام ، دخل أبوثمامة ساحة القتال وهجم على صفوف الأعداء ، وهو يرتجز بهذه الأبيات :
عَزاءٌ لِآلِ المُصطَفى وبَناتِهِعَلى حَبسِ خَيرِ النّاسِ سِبطِ مُحَمَّدِ
عَزاءٌ لِزَهراءِ النَّبِيِّ وزَوجِهاخَزانَةِ عِلمِ اللَّهِ مِن بَعدِ أحمَدِ
عَزاءٌ لِأَهلِ الشَّرقِ وَالغَربِ كُلِّهِمُوحُزناً عَلى حَبسِ الحُسَينِ المُسَدَّدِ
فَمَن مُبلِغٌ عَنِّي النَّبِيَّ وبِنتَهُبِأَنَّ ابنَكُم في مَجهَدٍ۴ أيَّ مَجهَدِ۵
وأخيراً التحق بموكب شهداء كربلاء في اشتباكٍ مع قيس بن عبد اللَّه ؛ وقد ورد اسمه في الزيارتين الرجبيّة۶والناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى أبي ثُمامَةَ عُمَرَ بنِ عَبدِ اللَّهِ الصّائِدِيِّ .۷
1.راجع : ص ۶۰۳ (الفصل الأوّل / وصول عمر بن سعد إلى كربلاء).
2.راجع : ص ۶۸۴ (الفصل الثاني / صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء).
3.نفس المصدر .
4.الجَهْدُ : المشقّة (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۰ «جهد») .
5.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۴ .
6.وفيها «أبي ثمامة الصائدي» وفي رواية مصباح الزائر «أبو تمامة» وفي نسخة «أبو ثمامة» راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ (القسم الثالث عشر / الفصل الثاني عشر / زيارته في أوّل رجب) .
7.راجع: ص ۱۴۲۷ (الزيارة الثانية برواية الإقبال).