فَإِنّي لَأَنظُرُ إلَى السَّهمِ بَينَ كَتِفَيهِ مُتَعَلِّقاً في جُبَّتِهِ ، فَلَمّا أبَوا عَلَيهِ رَجَعَ إلى مَصافِّهِ ، وإنّي لَأَنظُرُ إلَيهِم وإنَّهُم لَقَريبٌ مِن مِئَةِ رَجُلٍ ، فيهِم لِصُلبِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام خَمسَةٌ ، ومِن بَني هاشِمٍ سِتَّةَ عَشَرَ ، ورَجُلٌ مِن بَني سُلَيمٍ حَليفٌ لَهُم ، ورَجُلٌ مِن بَني كِنانَةَ حَليفٌ لَهُم ، وَابنُ عُمَرَ بنِ زِيادٍ .۱
۲ / ۶
كَلامُ الإِمامِ عليه السلام مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ
۸۶۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن عبد اللَّه بن الحسن : قالَ [الحُسَينُ ]عليه السلام : أينَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ؟ اُدعوا لي عُمَرَ ، فَدُعِيَ لَهُ ، وكانَ كارِهاً لا يُحِبُّ أن يَأتِيَهُ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ، أنتَ تَقتُلُني وتَزعُمُ أن يُوَلِّيَكَ الدَّعِيُّ بنُ الدَّعِيِّ بِلادَ الرَّيِّ وجُرجانَ ؟ وَاللَّهِ ، لا تَتَهَنَّأُ بِذلِكَ أبدَاً ، عَهدٌ مَعهودٌ ، فَاصنَع ما أنتَ صانِعٌ ؛ فَإِنَّكَ لا تَفرَحُ بَعدي بِدُنيا ولا آخِرَةٍ ، وكَأَنّي بِرَأسِكَ عَلى قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكوفَةِ ، يَتَراماهُ الصِّبيانُ ، ويَتَّخِذونَهُ غَرَضاً۲ بَينَهُم .
فَغَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن كَلامِهِ ، ثُمَّ صَرَفَ وَجهَهُ عَنهُ ، ونادى بِأَصحابِهِ : ما تَنتَظِرونَ۳بِهِ ؟ اِحمِلوا بِأَجمَعِكُم ، إنَّما هِيَ اُكلَةٌ واحِدَةٌ .۴
۸۶۱.إثبات الوصيّة : أمَرَ [الحُسَينُ عليه السلام] أصحابَهُ بِالقِتالِ ، فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ لَعَنَهُ اللَّهُ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لِمَ لا تَنزِلُ عَلى حُكمِ الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ؟
فَقالَ لَهُ : يا شَقِيُّ ! إنَّكَ لا تَأكُلُ مِن بُرِّ العِراقِ بَعدي إلّا قَليلاً ، فَشَأنَكَ ومَا اختَرتَهُ لِنَفسِكَ .۵
۲ / ۷
بَدءُ القِتالِ ودَعوَةُ الإِمامِ عليه السلام أصحابَهُ بِالصَّبرِ وَالجِهادِ
۸۶۲.الإرشاد : ونادى عُمَرُ بنُ سَعدٍ : يا ذُوَيدُ ، أدنِ رايَتَكَ ، فَأَدناها، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ، ثُمَّ
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۱ عن هلال بن يساف ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۳ وفيه ذيله من «وإنّي لأنظر» نحوه وراجع : ج ۱۴ ص ۲۲۱ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ .
2.الغَرَض : هَدَفٌ يُرمى فيه (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۳۸ «غرض») .
3.في المصدر : «تنظرون» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ ؛ الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰ .
5.إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .