665
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۸۵۷.تاريخ دمشق عن أبي بكر بن دريد : لَمَّا استَكَفَ‏۱ النّاسُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، رَكِبَ فَرَسَهُ ، ثُمَّ استَنصَتَ النّاسَ ، فَأَنصَتوا لَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وصَلّى‏ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قالَ :
تَبّاً لَكُم أيَّتُهَا الجَماعَةُ وتَرَحاً ! أحينَ استَصرَختُمونا وَلِهينَ ، فَأَصرَخناكُم موجِفينَ ، شَحَذتُم عَلَينا سَيفاً كانَ في أيمانِنا ، وحَشَشتُم عَلَينا ناراً قَدَحناها۲ عَلى‏ عَدُوِّكُم وعَدُوِّنا ، فَأَصبَحتُم إلباً عَلى‏ أولِيائِكُم ، ويَداً عَلَيهِم لِأَعدائِكُم ، بِغَيرِ عَدلٍ رَأَيتُموهُ بَثّوهُ فيكُم ، ولا أصلٍ‏۳ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، ومِن غَيرِ حَدَثٍ كانَ مِنّا ، ولا رَأيٍ يُفَيَّلُ‏۴ فينا .

1.استَكَفُّوا به : أي أحاطوا به واجتمعوا حوله (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۰ «كفف») .

2.في الطبعة المعتمدة : «فقدحناها» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .

3.كذا في الطبعة المعتمدة ، وفي الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي : «ولا أمل» ؛ وهو الأنسب للسياق وكما في الرواية اللاحقة .

4.فَالَ الرجل في رأيه وفيّل : إذا لم يُصِب فيه (النهاية : ج ۳ ص ۴۸۶ «فيل») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
664

سَلَلتُم عَلَينا سَيفاً لَنا في أيمانِكُم ، وحَشَشتُم‏۱ عَلَينا ناراً اقتَدَحناها عَلى‏ عَدُوِّنا وعَدُوِّكُم ، فَأَصبَحتُم أولِياءَ لِأَعدائِكُم عَلى‏ أولِيائِكُم بِغَيرِ عَدلٍ أفشَوهُ فيكُم ، ولا أمَلٍ أصبَحَ لَكُم فيهِم .
فَهَلّا لَكُمُ الوَيلاتُ تَرَكتُمونا وَالسَّيفُ مَشيمٌ‏۲ ، وَالجَأشُ ضامِرٌ ، وَالرَّأيُ لَمّا يَستَحصِف‏۳ ، ولكِن أسرَعتُم إلَيها كَطَيرِ الدَّبا۴ ، وتَداعَيتُم إلَيها كَتَهافُتِ الفَراشِ ؛ فَسُحقاً لَكُم يا عَبيدَ الاُمَّةِ ، وشِرارَ الأَحزابِ ، ونَبَذَةَ الكِتابِ ، ومُحَرِّفِي الكَلِمِ ، وعَصَبَةَ الآثامِ ، ونَفَثَةَ الشَّيطانِ ، ومُطفِئِي السُّنَنِ . أهؤُلاءِ تَعضُدونَ وعَنّا تَتَخاذَلونَ ؟ أجَل ، وَاللَّهِ غَدرٌ فيكُم قَديمٌ ، وَشَجَت‏۵عَلَيهِ اُصولُكُم ، وتَأَزَّرَت‏۶عَلَيهِ فُروعُكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ شَجاً۷لِلنّاظِرِ واُكلَةً لِلغاصِبِ .
ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِ‏۸ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ السَّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ ، يَأبَى اللَّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، مِن أن تُؤثَرَ طاعَةُ اللِّئامِ عَلى‏ مَصارِعِ الكِرامِ .
ألا وإنّي زاحِفٌ بِهذِهِ الاُسرَةِ مَعَ قِلَّةِ العَدَدِ وخِذلانِ النّاصِرِ . ثُمَّ أوصَلَ كَلامَهُ عليه السلام بِأَبياتِ فَروَةَ بنِ مُسَيكٍ المُرادِيِّ :




فَإِن نَهزِم فَهَزّامونَ قِدماًوإن نُغلَب فَغَيرُ مُغَلَّبينا
وما أن طِبُّنا جُبنٌ ولكِن‏مَنايانا ودَولَةُ آخَرينا
إذا مَا المَوتُ رَفَّعَ عَن اُناسٍ‏كَلاكِلَهُ‏۹ أناخَ بِآخَرينا
فَأَفنى‏ ذلِكُم سَرَواتِ‏۱۰ قَومي‏كَما أفنَى القُرونُ الأَوَّلينا
فَلَو خَلَدَ المُلوكُ إذاً خَلَدناولَو بَقِيَ الكِرامُ إذاً بَقينا
فَقُل لِلشّامِتينَ بِنا أفيقواسَيَلقَى الشّامِتونَ كَما لَقينا
ثُمَّ قالَ : أما وَاللَّهِ ، لا تَلبَثونَ بَعدَها إلّا كَريثِ‏۱۱ ما يُركَبَ الفَرَسُ حَتّى‏ يَدورَ بِكُم دَورَ الرَّحى‏ ، ويَقلَقَ بِكُم قَلَقَ المِحوَرِ ، عَهدٌ عَهِدَهُ إلَيَّ أبي عَن جَدّي «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ»۱۲ ، «إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَ رَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّى عَلَى‏ صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ»۱۳ . اللَّهُمَّ احبِس عَنهُم قَطرَ السَّماءِ ، وَابعَث عَلَيهِم سِنينَ كَسِني يوسُفَ ، وسَلِّط عَلَيهِم غُلامَ ثَقيفٍ يَسومُهُم كَأساً مُصَبَّرَةً ؛ فَإِنَّهُم كَذَّبونا وخَذَلونا ، وأنتَ رَبُّنا ، عَلَيكَ تَوَكَّلنا ، وإلَيكَ أنَبنا ، وإلَيكَ المَصيرُ .۱۴

1.حَشَّ النارَ : أوقدها (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۶۸ «حشَّ») .

2.شامَ السّيفَ : سلّهُ وأغمَدَهُ ، وهو من الأضداد (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۳۰ «شيم») .

3.استحصف الشي‏ء : أي استحكم (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۴۴ «حصف») .

4.الدَّبا : الجراد قبل أن يطير ، وقيل : هو نوع يشبه الجراد (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۰ «دبا») .

5.في المصدر : «وشحّت» ، والتصويب من بعض المصادر الاُخرى‏ .

6.تأزّر النبت : التفّ واشتدّ (الصحاح : ج ۲ ص ۵۷۸ «أزر») .

7.الشَّجا : ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۴۷ «شجا») .

8.المراد به هو عبيد اللَّه بن زياد الذي نسبه معاوية إلى «زياد» على خلاف المقرّر في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ أباه مجهول ، فعدّه أخاه ومن أبناء أبي سفيان .

9.الكَلْكَل : الصدر أو ما بين الترقوتين (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۴۶ «كلّ») .

10.سَرِيّاً : أي نفيساً شريفاً ، وقيل : سخيّاً ذا مروءة (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۳ «سري») .

11.لم يلبث إلّا ريثما : أي إلّا قدر ذلك (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۷ «ريث») .

12.يونس : ۷۱ .

13.هود : ۵۶ .

14.الملهوف : ص ۱۵۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۹۷ ح ۱۶۷ عن مصعب بن عبد اللَّه وليس فيه ذيله من «ثُمّ قال : أما واللَّه» ، تحف العقول : ص ۲۴۰ بزيادة «كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة لمّا ساروا رأى خذلانهم إيّاه» في صدره وليس فيه الأبيات ، مثير الأحزان : ص ۵۴ كلّها نحوه وراجع : إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18718
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به