649
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فيها نورَةٌ ، ثُمَّ دَخَلَ لِيَطَّلِيَ .
فَرُوِيَ أنَّ بُرَيرَ بنَ حُصَينٍ الهَمدانِيَّ وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَبدِ رَبِّهِ الأَنصارِيَّ وَقَفا عَلى‏ بابِ الفُسطاطِ لِيَطَّلِيا بَعدَهُ ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُضاحِكُ عَبدَ الرَّحمنِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : يا بُرَيرُ ، أتَضحَكُ ؟! ما هذِهِ ساعَةُ ضِحكٍ ولا باطِلٍ .
فَقالَ بُرَيرٌ : لَقَد عَلِمَ قَومي أنّي ما أحبَبتُ الباطِلَ كَهلاً ولا شابّاً ، وإنَّما أفعَلُ ذلِكَ استِبشاراً بِما نَصيرُ إلَيهِ ، فَوَاللَّهِ ، ما هُوَ إلّا أن نَلقى‏ هؤُلاءِ القَومَ بِأَسيافِنا نُعالِجُهُم بِها ساعَةً ، ثُمَّ نُعانِقُ الحورَ العينَ .۱

۸۴۰.رجال الكشّي : لَقَد مَزَحَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ - وكانَ يُقالُ لَهُ سَيِّدُ القُرّاءِ - : يا أخي ، لَيسَ هذِهِ بِساعَةِ ضِحكٍ ! قالَ : فَأَيُّ مَوضِعٍ أحَقُّ مِن هذا بِالسُّرورِ ؟ وَاللَّهِ ، ما هُوَ إلّا أن تَميلَ عَلَينا هذِهَ الطَّغامُ بِسُيوفِهِم ، فَنُعانِقَ الحورَ العينَ .۲

۸۴۱.مثير الأحزان : دَخَلَ [الحُسَينُ‏] عليه السلام لِيَطَّلِيَ ، ووَقَفَ عَلى‏ بابِ الفُسطاطِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَبدِ رَبِّهِ الأَنصارِيُّ ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُضاحِكُ عَبدَ الرَّحمنِ ، فَقالَ : يا بُرَيرُ ، ما هذِهِ ساعَةُ باطِلٍ .
فَقالَ بُرَيرٌ : وَاللَّهِ ، ما أحبَبتُ الباطِلَ قَطُّ ، وإنَّما فَعَلتُ ذلِكَ استِبشاراً بِما نَصيرُ إلَيهِ‏۳ .۴

1.الملهوف : ص ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱ .

2.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۹۳ ح ۱۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۳ ح ۳۳ .

3.وفي كتاب الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه : قد استشكل بعض المؤرّخين ممّن عاصرناه في التنوير والطلي مع عدم وجود الماء في ليلة عاشوراء أو تاسوعاء ، وأنّه لا يمكن التنوير والطلي إلّا بالماء ! وأجاب بما حاصله : إمكان التدبير في أجزاء النورة بحيث يزيل الشعر ، ولا يحترق ، ولا يحتاج إلى الماء . وما ذكره وإن كان ممكناً ، بل واقعاً ، كما شاهدنا في علم الصنعة ، أنّ اختلاط جسم يابس كالملح مع جسم يابس آخر كالزّاج يولّد رطوبة، بل يكون كالخمير باصطلاحهم ، بل مزاج الروح والنوشادر والسليمانيّ يصيّر الأرض ذائباً مائعاً بلا ماء ولا نار، بل وشاهدنا أنّ امتزاج مقدار اليمسو والشعر وعرق الكبريت، يحترق بنفسه احتراقاً ، ويشتعل اشتعالاً كالنار الموقدة بدون ملاقاة الحرارة والنار، وأمثال ذلك كثير. ويمكن أن يكون المسك بعد مزجه بالنورة يجعل النورة مائعاً. إلّا أنّ الذي يُسهل الخطْب ، أنّ في ليلة عاشوراء وإن لم يكن ماء للشرب إلّا أنّ الظاهر وجود ماء البئر لغير الشرب وسائر الحوائج كما مرّ بيانه ، بل ويمكن وجود الماء العذب بناءً على ما مرّ آنفاً من إرسال الحسين عليه السلام عليّاً ابنه وإتيانه بالماء (الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه : ج ۱ ص ۲۶۰) . ونحن أيضاً نضيف نقطة اُخرى ؛ وهي أنّ النصوص التي تنقل هذه القضيّة قد نسبتها إلى الإمام عليه السلام واثنين أو ثلاثة آخرين من أصحابه ، لا جميعهم ، وعلى هذا فإنّهم لم يكونوا بحاجة إلى كثيرٍ من الماء .

4.مثير الأحزان : ص ۵۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
648

۱ / ۲۶

التَّرحابُ بِالشَّهادَةِ

۸۳۷.تاريخ الطبري عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري : كُنتُ مَعَ مَولايَ ، فَلَمّا حَضَرَ النّاسُ وأقبَلوا إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِفُسطاطٍ فَضُرِبَ ، ثُمَّ أمَرَ بِمِسكٍ فَميثَ‏۱ في جَفنَةٍ عَظيمَةٍ أو صَحفَةٍ ، قالَ : ثُمَّ دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام ذلِكَ الفُسطاطَ ، فَتَطَلّى‏ بِالنّورَةِ .
قالَ : ومَولايَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَبدِ رَبِّهِ وبُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ الهَمدانِيُّ عَلى‏ بابِ الفُسطاطِ تَحتَكُّ مَناكِبُهُما ، فَازدَحَما أيُّهُما يَطَّلي عَلى‏ أثَرِهِ ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُهازِلُ عَبدَ الرَّحمنِ، فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : دَعنا، فَوَاللَّهِ ، ما هذِهِ بِساعَةِ باطِلٍ .
فَقالَ لَهُ بُرَيرٌ : وَاللَّهِ ، لَقَد عَلِمَ قَومي أنّي ما أحبَبتُ الباطِلَ شابّاً ولا كَهلاً ، ولكِن - وَاللَّهِ - إنّي لَمُستَبشِرٌ بِما نَحنُ لاقونَ ، وَاللَّهِ ، إن بَينَنا وبَينَ الحورِ العينِ إلّا أن يَميلَ هؤُلاءِ عَلَينا بِأَسيافِهِم ، ولَوَدِدتُ أنَّهُم قَد مالوا عَلَينا بِأَسيافِهِم .
قالَ : فَلَمّا فَرَغَ الحُسَينُ عليه السلام دَخَلنا فَاطَّلَينا .۲

۸۳۸.أنساب الأشراف : أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِفُسطاطٍ فَضُرِبَ ، فَاطَّلى‏ فِيهِ بِالنّورَةِ ، ثُمَّ اُتِيَ بِجَفنَةٍ أو صَحفَةٍ ، فَميثَ فيها مِسكٌ ، وتَطَيَّبَ مِنهُ ، ودَخَلَ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ فَاطَّلى‏ بَعدَهُ ، ومَسَّ مِن ذلِكَ المِسكِ ، وتَحَنَّطَ الحُسَينُ عليه السلام وجَميعُ أصحابِهِ ، وجَعَلَتِ النّارُ تَلتَهِبُ خَلفَ بُيوتِ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَقالَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : يا حُسَينُ ! تَعَجَّلتَ النّارَ !
فَقالَ : أنتَ تَقولُ هذا يَابنَ راعِيَةِ المِعزى‏ ! أنتَ - وَاللَّهِ - أولى‏ بِها صِلِيّاً .
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ألا أرميهِ بِسَهمٍ ؟ فَإِنَّهُ قَد أمكَنَني .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا تَرمِهِ ، فَإِنّي أكرَهُ أن أبدَأَهُم .۳

۸۳۹.الملهوف : فَلَمّا كانَ الغَداةُ أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِفُسطاطِهِ فَضُرِبَ ، وأمَرَ بِجَفنَةٍ فيها مِسكٌ كَثيرٌ ، وجُعِلَ

1.مِثتُ الشي‏ء ، إذا دُفته [أي خلطته‏] في الماء (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۸ «ميث») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۸ وفيه «يزيد بن حصين» وكلاهما نحوه .

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۵ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18454
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به