647
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۱ . إنّ انتشار خيام أصحاب الإمام عليه السلام كان على شكل قوس بحيث كانت خيام النساء في وسطه ، وكان ضلعاها يمتدّان من الجانبين وحتّى ساحة الحرب. ومن المحتمل أنّ هذين الضلعين كانا يمثّلان خيام أصحاب الإمام التي كانت خالية في الغالب ؛ بسبب تواجد أهلها في ساحة القتال ، وكانوا يستخدمونها كمتاريس أو حواجز دفاعيّة ، وقد اُحرقت في نهاية المطاف بأمر عمر بن سعد.
۲ . لم تكن هناك مسافة كبيرة تفصل بين خيام أصحاب الإمام عليه السلام وبين ساحة المعركة، ونحن نلاحظ هذا المعنى في روايات اُخرى أيضاً عن ساحة القتال، كالذي جاء في الرواية المتعلّقة بشهادة عليّ الأكبر عليه السلام :
فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ حَتّى‏ وَضَعوهُ بَينَ يَدَيِ الفُسطاطِ الَّذي كانوا يُقاتِلونَ أمامَهُ .۱
۳ . كان أهل بيت الإمام عليه السلام يشاهدون عن كَثَب شجاعة أعزّائهم وقساوة الأعداء وبطشهم، ولذلك يمكننا أن نتصوّر ما حدث للنساء والأطفال الذين رأوا باُمّ أعينهم أعزّاءَهم وهم يُقطّعون إرباً إرباً!!

1.راجع : ص ۸۱۳ ح ۹۹۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
646

يكن عدده يتجاوز ۷۲ نفراً حسب النقل المشهور ،۱أن يقاوم لساعات أمام جيش العدوّ الذي قدّر عدده ب ۳۵ ألفاً، وأن يقتل عدداً كبيراً منه، حيث يصرّح الطبري في هذا المجال :
وقاتَلوهُم حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ ، أشَدَّ قِتالٍ خَلَقَهُ اللَّهُ ، وأخَذوا لا يَقدِرونَ عَلى‏ أن يَأتوهم إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ ؛ لِاجتِماعِ أبنِيَتِهِم ، وتَقارُبِ بَعضِها مِن بَعضٍ .۲
وقد أدّت شدّة مقاومة أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في المواجهة المباشرة ، إلى أن يأمر عمر بن سعد مجموعة من جيشه بأن يطيحوا بخيامهم كي يستطيعوا محاصرتهم .۳
ولكنّ هذه الخطّة لم تنفع هي الاُخرى ؛ ذلك لأنّ أصحابَ الإمام عليه السلام كانوا ينصبون الكمائن بين الخيام في مجاميع مؤلّفة من ثلاثة أشخاص أو أربعة ، فكانوا يقتلون الأعداء الذين كانوا منشغلين بإطاحة الخيام .
وعندما لم يجنِ ابنُ سعدٍ فائدةً من هذه الخطّة، أصدر الأمرَ بإيقافها من أجل الحيلولة دون تكبّد خسائر أكبر في الأرواح، ثمّ أمر من جديد :
أحرِقوها بِالنّارِ ، ولا تَدخُلوا بَيتاً ولا تُقَوِّضوهُ ، فَجاءوا بِالنّارِ ، فَأَخَذوا يُحرِقونَ .۴
فأراد أصحاب الإمام عليه السلام منعهم من إحراق الخيام ولكنّ الإمام عليه السلام خاطبهم قائلاً:
دَعوهُم فَليُحرِقوها ؛ فَإِنَّهُم لَو قَد حَرَقوها لَم يَستَطيعوا أن يَجوزوا إلَيكُم مِنها .۵
وبذلك فقد أحرق العدوّ قسماً من خيام أصحاب الإمام عليه السلام والتي كانت تحول دون نفوذه، ولكنّهم وكما أنبأهم الإمام عليه السلام لم يستطيعوا في هذه المرّة أيضاً أن ينفذوا في الحلقة الدفاعيّة لأصحاب الإمام، وبذلك استطاع الإمام وأصحابه الأبطال والأوفياء أن يقاوموا حتّى آخر مقاتل وحتّى آخر نفس ، أمام جيش الكوفة الذي كان قد تدفّق عليهم كالسيل من كلّ جانب .
ويمكننا أن نستنتج استناداً إلى الروايات السابقة:

1.راجع : ص ۶۵۲ (الفصل الثاني / كلام حول عدد أفراد العسكرين).

2.راجع : ص ۶۸۲ ح ۸۸۴ .

3.راجع : نفس المصدر .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18598
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به