625
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

يا شيعَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ! قَد أجَّلناكُم يَومَكُم هذا إلى‏ غَدٍ ، فَإِنِ استَسلَمتُم ونَزَلتُم عَلى‏ حُكمِ الأَميرِ وَجَّهنا بِكُم إلَيهِ ، وإن أبَيتُم ناجَزناكُم .
قالَ : فَانصَرَفَ الفَريقانِ بَعضُهُم مِن بَعضٍ .۱

۸۰۳.الملهوف : لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام حِرصَ القَومِ عَلى‏ تَعجيلِ القِتالِ وقِلَّةَ انتِفاعِهِم بِالوَعظِ وَالمَقالِ ، قالَ لِأَخيهِ العَبّاسِ عليه السلام : إنِ استَطَعتَ أن تَصرِفَهُم عَنّا في هذَا اليَومِ فَافعَل ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنا في هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَإِنَّهُ يَعلَمُ أنّي اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ وتِلاوَةَ كِتابِهِ .
قالَ الرّاوي : فَسَأَلَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام ذلِكَ ، فَتَوَقَّفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ : وَاللَّهِ ، لَو أنَّهُم مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا ذلِكَ لَأَجَبناهُم ، فَكَيفَ وهُم آلُ مُحَمَّدٍ ؟! فَأَجابوهُم إلى‏ ذلِكَ .
قالَ الرّاوي : وجَلَسَ الحُسَينُ عليه السلام فَرَقَدَ ، ثُمَّ استَيقَظَ وقالَ : يا اُختاه إنّي رَأَيتُ السّاعَةَ جَدّي مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله وأبي عَلِيّاً واُمّي فاطِمَةَ وأخِي الحَسَنَ عليهم السلام ، وهُم يَقولونَ : يا حُسَينُ ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ ، وفي بَعضِ الرِّواياتِ : غَداً .
قالَ الرّاوي : فَلَطَمَت زَينَبُ عليها السلام وَجهَها ، وصاحَت ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : مَهلاً! لا تُشمِتِي القَومَ بِنا .۲

۸۰۴.مثير الأحزان : فَلَمّا كانَ التّاسِعُ مِنَ المُحَرَّمِ دَعاهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَى المُحارَبَةِ ، فَأَرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام العَبّاسَ عليه السلام يَلتَمِسُ مِنهُم تَأخيرَ تِلكَ اللَّيلَةِ ، فَقالَ عُمَرُ لِشِمرٍ : ما تَقولُ ؟ قالَ : أمّا أنَا لَو كُنتُ الأَميرَ لَم اُنظِرهُ . فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَبدِ يَغوثَ الزُّبَيدِيُّ : سُبحانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ ، لَو كانَ مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوكَ عَن هذا ما كانَ لَكَ أن تَمنَعَهُم حينَئِذٍ ، أمهِلهُم .
فَكانَ لَهُم في تِلكَ اللَّيلَةِ دَوِيٌّ كَالنَّحلِ مِنَ الصَّلاةِ وَالتِّلاوَةِ ، فَجاءَ إلَيهِم جَماعَةٌ مِن أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ .۳

۸۰۵.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) : قَدِمَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الضِّبابِيُّ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۹۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۹ نحوه .

2.الملهوف : ص ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ .

3.مثير الأحزان : ص ۵۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
624

الحُسَينُ عليه السلام ساعَةً ، وَالعَبّاسُ عليه السلام واقِفٌ بَينَ يَدَيهِ ، وأصحابُ الحُسَينِ عليه السلام يُخاطِبونَ أصحابَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ .
فَقالَ لَهُم حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : أما وَاللَّهِ ، لَبِئسَ القَومُ يَقدَمونَ غَداً عَلَى اللَّهِ عزّ وجلّ وعَلى‏ رَسولِهِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله وقَد قَتَلوا ذُرِّيَّتَهُ وأهلَ بَيتِهِ المُجتَهِدينَ بِالأَسحارِ ، الذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيراً بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وشيعَتَهُ الأَتقِياءَ الأَبرارَ .
قالَ : فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِ عُمَرَ يُقالُ لَهُ عَزرَةُ۱ بنُ قَيسٍ : يابنَ مُظاهِرٍ ، إنَّكَ لَتُزَكّي نَفسَكَ مَا استَطَعتَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : اِتَّقِ اللَّهَ يابنَ قَيسٍ ، ولا تَكُن مِنَ الَّذينَ يُعينونَ عَلَى الضَّلالِ ، ويَقتُلونَ النُّفوسَ الزَّكِيَّةَ الطّاهِرَةَ عِترَةَ خَيرِ الأَنبِياءِ .
فَقالَ لَهُ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ : إنَّكَ لَم تَكُن عِندَنا مِن شيعَةِ أهلِ البَيتِ ، إنَّما كُنتَ عُثمانِيّاً نَعرِفُكَ !
هؤُلاءِ فِي المُخاطَبَةِ ، وَالحُسَينُ عليه السلام مُفَكِّرٌ في أمرِ نَفسِهِ وأمرِ الحَربِ ، وَالعَبّاسُ عليه السلام واقِفٌ في حَضرَتِهِ .
قالَ : وأقبَلَ العَبّاسُ عليه السلام عَلَى القَومِ وهُم وُقوفٌ ، فَقالَ : يا هؤُلاءِ ، إنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ يَسأَ لُكُمُ الاِنصِرافَ عَنهُ في هذَا اليَومِ حَتّى‏ يَنظُرَ في هذَا الأَمرِ ، ثُمَّ يَلقاكُم غَداً إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏ .
قالَ : فَخَبَّرَ القَومُ بِهذا أميرَهُم عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لِلشِّمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ : ما تَرى‏ مِنَ الرَّأيِ ؟ فَقالَ : أرى‏ رَأيَكَ أيُّهَا الأَميرُ ! فَقالَ عُمَرُ : إنَّني أحبَبتُ أن لا أكونَ أميراً ، قالَ : ثُمَّ إنّي اُكرِهتُ .
قالَ : وأقبَلَ عُمَرُ عَلى‏ أصحابِهِ ، فَقالَ : مَا الَّذي عِندَكُم في هذَا الرَّأيِ ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : سُبحانَ اللَّهِ العَظيمِ ! لَو كانوا مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا هذِهِ المَنزِلَةَ لَقَد كانَ حَقّاً عَلَينا أن نُجيبَهُم إلى‏ ذلِكَ ، وكَيفَ وهُم آلُ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله وأهلُهُ ؟!
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : إنّا قَد أجَّلناهُم في يَومِنا هذا . قالَ : فَنادى‏ رَجُلٌ مِن أصحابِ عُمَرَ :

1.في المصدر : «عروة بن قيس» وفي الموضع الثاني بُعيد هذا «عمرو بن قيس» وكلاهما تصحيف، وصحّحناه من تاريخ الطبري .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18562
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به