623
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

بنِ الحُسَينِ عليه السلام قالَ : أتانا رَسولٌ مِن قِبَلِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقامَ مِثلَ حَيثُ يُسمَعُ الصَّوتُ ، فَقالَ : إنّا قَد أجَّلناكُم إلى‏ غَدٍ ، فَإِنِ استَسلَمتُم سَرَّحنا بِكُم إلى‏ أميرِنا عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وإن أبَيتُم فَلَسنا تارِكيكُم .۱

۸۰۲.الفتوح : إذَا المُنادي يُنادي مِن عَسكَرِ عُمَرَ : يا جُندَ اللَّهِ اركَبوا .
قالَ : فَرَكِبَ النّاسُ وساروا نَحوَ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وَالحُسَينُ عليه السلام في وَقتِهِ ذلِكَ جالِسٌ قَد خَفَقَ رَأسُهُ عَلى‏ رُكبَتَيهِ ، وسَمِعَت اُختُهُ زَينَبُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا الصَّيحَةَ وَالضَّجَّةَ ، فَدَنَت مِن أخيها وحَرَّكَتهُ ، فَقالَت : يا أخي ، ألا تَسمَعُ الأَصواتَ قَدِ اقتَرَبَت مِنّا ؟!
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسَهُ ، وقالَ : يا اُختاه ، إنّي رَأَيتُ جَدّي فِي المَنامِ وأبي عَلِيّاً وفاطِمَةَ اُمّي وأخِي الحَسَنَ عليهم السلام ، فَقالوا : يا حُسَينُ ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ ، وقَد وَاللَّهِ يا اُختاه دَنَا الأَمرُ في ذلِكَ ، لا شَكَّ .
قالَ : فَلَطَمَت زَينَبُ عليها السلام وَجهَها ، وصاحَت واخَيبَتاه ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَهلاً ! اُسكُتي ولا تَصيحي ، فَتَشمَتَ بِنَا الأَعداءُ .
ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ أخيهِ العَبّاسِ عليه السلام ، فَقالَ : يا أخي ، اركَب وتَقَدَّم إلى‏ هؤُلاءِ القَومِ ، وسَلهُم عَن حالِهِم ، وَارجِع إلَيَّ بِالخَبَرِ .
قالَ : فَرَكِبَ العَبّاسُ عليه السلام في إخوَتِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم - ومَعَهُ أيضاً عَشَرَةُ فَوارِسَ حَتّى‏ دَنا مِنَ القَومِ ، ثُمَّ قالَ : ما شَأنُكُم وما تُريدونَ ؟ فَقالوا : نُريدُ أنَّهُ قَد جاءَ الأَمرُ مِن عِندِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ يَأمُرُنا أن نَعرِضَ عَلَيكُم أن تَنزِلوا عَلى‏ أمرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، أو نُلحِقَكُم بِمَن سَلَفَ !
فَقالَ لَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام : لا تَعجَلوا حَتّى‏ أرجِعَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَاُخبِرَهُ بِذلِكَ .
قالَ : فَوَقَفَ القَومُ في مَواضِعِهِم ، ورَجَعَ العَبّاسُ إلَى الحُسَينِ عليهما السلام ، فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَأَطرَقَ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۱ وليس فيه من «إذ خفق» إلى «رحمك الرحمن»، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۷ وليس فيه من «فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين» إلى «وحقّ رسوله صلى اللَّه عليه وآله» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۴ كلّها نحوه وليس في الأربعة الأخيرة من «فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين» إلى «في هذا الأمر» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ و راجع : تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۷۳ وروضة الواعظين : ص ۲۰۲ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۸ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
622

نَعرِضَ عَلَيكُم أن تَنزِلوا عَلى‏ حُكمِهِ ، أو نُنازِلَكُم !
قالَ : فَلا تَعجَلوا حَتّى‏ أرجِعَ إلى‏ أبي عَبدِ اللَّهِ ، فَأَعرِضَ عَلَيهِ ما ذَكَرتُم ، قالَ : فَوَقَفوا ، ثُمَّ قالوا : اِلقَهُ فَأَعلِمهُ ذلِكَ ، ثُمَّ القَنا بِما يَقولُ .
قالَ : فَانصَرَفَ العَبّاسُ عليه السلام راجِعاً يَركُضُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام يُخبِرُهُ بِالخَبَرِ ، ووَقَفَ أصحابُهُ يُخاطِبونَ القَومَ ، فَقالَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ لِزُهَيرِ بنِ القَينِ : كَلِّمِ القَومَ إن شِئتَ ، وإن شِئتَ كَلَّمتُهُم .
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : أنتَ بَدَأتَ بِهذا ، فَكُن أنتَ تُكَلِّمُهُم ، فَقالَ لَهُم‏۱حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ: أما وَاللَّهِ ، لَبِئسَ القَومُ عِندَ اللَّهِ غَداً قَومٌ يَقدَمونَ عَلَيهِ قَد قَتَلوا ذُرِّيَّةَ نَبِيِّهِ عليه السلام وعِترَتَهُ وأهلَ بَيتِهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وعُبّادَ أهلِ هذَا المِصرِ المُجتَهِدينَ بِالأَسحارِ ، وَالذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيراً .
فَقالَ لَهُ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ : إنَّكَ لَتُزَكّي نَفسَكَ مَا استَطَعتَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : يا عَزرَةُ ! إنَّ اللَّهَ قَد زَكّاها وهَداها ، فَاتَّقِ اللَّهَ يا عَزرَةُ ، فَإِنّي لَكَ مِنَ النّاصِحينَ ، أنشُدُكَ اللَّهَ يا عَزرَةُ أن تَكونَ مِمَّن يُعينُ الضَّلالَ عَلى‏ قَتلِ النُّفوسِ الزَّكِيَّةِ !
قالَ : يا زُهَيرُ ! ما كُنتَ عِندَنا مِن شيعَةِ أهلِ هذَا البَيتِ . إنَّما كُنتَ عُثمانِيّاً !
قالَ : أفَلَستَ تَستَدِلُّ بِمَوقِفي هذا أنّي مِنهُم ! أما وَاللَّهِ ، ما كَتَبتُ إلَيهِ كِتاباً قَطُّ ، ولا أرسَلتُ إلَيهِ رَسولاً قَطُّ ، ولا وَعَدتُهُ نُصرَتي قَطُّ ، ولكِنَّ الطَّريقَ جَمَعَ بَيني وبَينَهُ ، فَلَمّا رَأَيتُهُ ذَكَرتُ بِهِ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ومَكانَهُ مِنهُ ، وعَرَفتُ ما يُقدَمُ عَلَيهِ مِن عَدُوِّهِ وحِزبِكُم ، فَرَأَيتُ أن أنصُرَهُ ، وأن أكونَ في حِزبِهِ ، وأن أجعَلَ نَفسي دونَ نَفسِهِ ، حِفظاً لِما ضَيَّعتُم مِن حَقِّ اللَّهِ وحَقِّ رَسولِهِ صلى اللَّه عليه وآله .
قالَ : وأقبَلَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَركُضُ حَتَّى انتَهى‏ إلَيهِم ، فَقالَ : يا هؤُلاءِ ، إنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ يَسأَ لُكُم أن تَنصَرِفوا هذِهِ العَشِيَّةَ حَتّى‏ يَنظُرَ في هذَا الأَمرِ ... وكانَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام حينَ أتى‏ حُسَيناً عليه السلام بِما عَرَضَ عَلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ قالَ : اِرجِع إلَيهِم ، فَإِنِ استَطَعتَ أن تُؤَخِّرَهُم إلى‏ غُدوَةٍ وتَدفَعَهُم عِندَ العَشِيَّةِ ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنَا اللَّيلَةَ ، ونَدعوهُ ونَستَغفِرُهُ ، فَهُوَ يَعلَمُ أنّي قَد كُنتُ اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ ، وتِلاوَةَ كِتابِهِ ، وكَثرَةَ الدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ !
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الحارِثُ بنُ حَصِيرَةَ ، عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ شَريكٍ العامِرِيِّ ، عَن عَلِيِّ

1.في المصدر : «له» ، والصواب ما أثبتناه كما في أنساب الأشراف .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18638
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به