621
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ابنَ زِيادٍ - لِمَكانِكُم مِنّي ؛ لِأَنّي أحَدُ أخوالِكُم ، فَاخرُجوا آمِنينَ .
فَقالَ لَهُ العَبّاسُ : لَعَنَكَ اللَّهُ ولَعَنَ أمانَكَ ! وَاللَّهِ ، إنَّكَ تَطلُبُ لَنَا الأَمانَ أن كُنّا بَني اُختِكَ ، ولا يَأمَنُ ابنُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله؟!
فَأَرادَ العَبّاسُ أن يَنزِلَ فَقالَ لَهُ الحُسَينُ : قَدِّم أخَوَيكَ بَينَ يَدَيكَ ، وهُما عَبدُ اللَّهِ وجَعفَرٌ ؛ فَإِنَّهُما لَيسَ لَهُما وَلَدٌ ولَكَ وَلَدٌ حَتّى‏ تربهما۱وتَحتَسِبَهُما ، فَأَمَرَ أخَوَيهِ فَنَزَلا فَقاتَلا حَتّى‏ قُتِلا ، ثُمَّ نَزَلَ فَقاتَلَ حَتّى‏ قُتِلَ .
قالَ الحَسَنُ : قالَ أبي : وهؤُلاءِ الثَّلاثَةُ بَنو اُمِّ جَعفَرٍ ، وهِيَ الكِلابِيَّةُ وهِيَ اُمُّ البَنينَ .۲

۱ / ۱۶

اِستِمهالُ لَيلَةٍ لِلصَّلاةِ وَالدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ !

۸۰۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحارث بن حصيرة عن عبد اللَّه بن شريك العامريّ - في ذِكرِ ما حَدَثَ في عَصرِ يَومِ التّاسوعاءِ - : إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ نادى‏ : يا خَيلَ اللَّهِ اركَبي وأبشِري ! فَرَكِبَ فِي النّاسِ ، ثُمَّ زَحَفَ نَحوَهُم بَعدَ صَلاةِ العَصرِ ، وحُسَينٌ عليه السلام جالِسٌ أمامَ بَيتِهِ ، مُحتَبِياً۳بِسَيفِهِ ، إذ خَفَقَ بِرَأسِهِ عَلى‏ رُكبَتَيهِ ، وسَمِعَت اُختُهُ زَينَبُ عليها السلام الصَّيحَةَ ، فَدَنَت مِن أخيها ، فَقالَت : يا أخي ، أما تَسمَعُ الأَصواتَ قَدِ اقتَرَبَت ؟!
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسَهُ ، فَقالَ : إنّي رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ ، فَقالَ لي : إنَّكَ تَروحُ إلَينا ، قالَ : فَلَطَمَت اُختُهُ وَجهَها ، وقالَت : يا وَيلَتا ! فَقالَ : لَيسَ لَكِ الوَيلُ يا اُخَيَّةُ ، اسكُني رَحِمَكِ الرَّحمنُ !
وقالَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : يا أخي ! أتاكَ القَومُ ، قالَ : فَنَهَضَ ، ثُمَّ قالَ : يا عَبّاسُ ، اركَب بِنَفسي أنتَ يا أخي حَتّى‏ تَلقاهُم ، فَتَقولُ لَهُم : ما لَكُم ، وما بَدا لَكُم ؟ وتَسأَ لُهُم عَمّا جاءَ بِهِم ؟
فَأَتاهُمُ العَبّاسُ عليه السلام ، فَاستَقبَلَهُم في نَحوٍ مِن عِشرينَ فارِساً ، فيهِم زُهَيرُ بنُ القَينِ ، وحَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ ، فَقالَ لَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام : ما بَدا لَكُم ، وما تُريدونَ ؟ قالوا : جاءَ أمرُ الأَميرِ بِأَن

1.والظاهر أنّ الصواب : «ترثهما» كما جاء في النصوص الاُخرى .

2.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۵ .

3.الاحتباء : ضمّ الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۶ «حبا») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
620

۷۹۷.أنساب الأشراف : وَقَفَ شِمرٌ فَقالَ : أينَ بَنو اُختِنا ؟ يَعني : العَبّاسَ وعَبدَ اللَّهِ وجَعفَراً وعُثمانَ بَني عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، واُمُّهُم اُمُّ البَنينَ بِنتُ حِزامِ بنِ رَبيعَةَ الكِلابِيِّ الشّاعِرِ ، فَخَرَجوا إلَيهِ ، فَقالَ : لَكُمُ الأَمانُ . فَقالوا : لَعَنَكَ اللَّهُ ولَعَنَ أمانَكَ ! أتُؤمِنُنا وَابنُ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لا أمانَ لَهُ ؟!۱

۷۹۸.الفتوح : أقبَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ حَتّى‏ وَقَفَ عَلى‏ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام فَنادى‏ بِأَعلى‏ صَوتِهِ : أينَ بَنو اُختِنا عَبدُ اللَّهِ وجَعفَرٌ والعَبّاسُ بَنو عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِإِخوَتِهِ : أجيبوهُ وإن كانَ فاسِقاً ، فَإِنَّهُ مِن أخوالِكُم ! فَنادَوهُ فَقالوا : ما شَأنُكَ وما تُريدُ ؟ فَقالَ : يا بَني اُختي ، أنتُم آمِنونَ ، فَلا تَقتُلوا أنفُسَكُم مَعَ أخيكُمُ الحُسَينِ ، وَالزَموا طاعَةَ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ !
فَقالَ لَهُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : تَبّاً لَكَ يا شِمرُ ، ولَعَنَكَ اللَّهُ ، ولَعَنَ ما جِئتَ بِهِ مِن أمانِكَ هذا يا عَدُوَّ اللَّهِ ! أتَأمُرُنا أن نَدخُلَ في طاعَةِ العِنادِ ونَترُكَ نُصرَةَ أخينَا الحُسَينِ عليه السلام؟!۲

۷۹۹.الملهوف : أقَبَل شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ - لَعَنَهُ اللَّهُ - فَنادى‏ : أينَ بنو اُختي عَبدُ اللَّهِ وجَعفَرٌ وَالعَبّاسُ وعُثمانُ ؟ فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أجيبوهُ وإن كانَ فاسِقاً ، فَإِنَّهُ بَعضُ أخوالِكُم ، فَقالوا لَهُ : ما شَأنُكَ ؟
فَقالَ : يا بَني اُختي ، أنتُم آمِنونَ ، فَلا تَقتُلوا أنفُسَكُم مَعَ أخيكُمُ الحُسَينِ ، وَالزَموا طاعَةَ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ !
فَناداهُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : تَبَّت يَداكَ ولُعِنَ ما جِئتَ بِهِ مِن أمانِكَ يا عَدُوَّ اللَّهِ ! أتَأمُرُنا أن نَترُكَ أخانا وسَيِّدَنَا الحُسَينَ بنَ فاطِمَةَ ونَدخُلَ في طاعَةِ اللَّعناءِ أولادِ اللَّعناءِ ؟!
فَرَجَعَ الشِّمرُ إلى‏ عَسكَرِهِ مُغضَباً .۳

۸۰۰.الأمالي للشجري عن الحسن بن خضر عن أبيه عن ابن الكلبي : صاحَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ يَومَ واقَعُوا الحُسَينَ عليه السلام : أيا عَبّاسُ‏۴ - يَعنِي العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام - اُخرُج إلَيَّ اُكَلِّمكَ . فَاستَأذَنَ الحُسَينَ عليه السلام فَأَذِنَ لَهُ ، فَقالَ لَهُ : ما لَكَ ؟ قالَ : هذا أمانٌ لَكَ ولِإِخوَتِكَ مِن اُمَّكَ ، أخَذتُهُ لَكَ مِنَ الأَميرِ - يَعنِي

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۱ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۷ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۹ كلاهما نحوه .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۶ نحوه .

3.الملهوف : ص ۱۴۸ ، مثير الأحزان : ص ۵۵ نحوه .

4.في المصدر : «أبا عبّاس» ، وهو تصحيف .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18601
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به