547
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ وأخَذوا يَميناً وشِمالاً ، حَتّى‏ بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ ، ونَفَرٍ يَسيرٍ مِمَّنِ انضَوَوا إلَيهِ ، وإنَّما فَعَلَ ذلِكَ لِأَنَّهُ عليه السلام عَلِمَ أنَّ الأَعرابَ الَّذينَ اتَّبَعوهُ ، إنَّمَا اتَّبَعوهُ وهُم يَظُنُّونَ أنَّهُ يَأتي بَلَداً قَدِ استَقامَت لَهُ طاعَةُ أهلِهِ ، فَكَرِهَ أن يَسيروا مَعَهُ إلّا وهُم يَعلَمونَ عَلى‏ ما يَقدَمونَ .۱

۶۹۹.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ زُبالَةَ ، فَوَرَدَ عَلَيهِ هُناكَ مَقتَلُ أخيهِ مِنَ الرَّضاعَةِ عَبدِ اللَّهِ بنِ يَقطُرَ . وكانَ قَد تَبِعَ الحُسَينَ عليه السلام خَلقٌ كَثيرٌ مِنَ المِياهِ الَّتي يَمُرُّ بِها ؛ لِأَنَّهُم كانوا يَظُنّونَ استقامَةَ الاُمورِ لَهُ عليه السلام ، فَلَمّا صارَ بِزُبالَةَ قامَ فيهِم خَطيباً فَقالَ :
ألا إنَّ أهلَ الكوفَةِ وَثَبوا عَلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِي بنِ عُروَةَ فَقَتَلوهُما ، وقَتَلوا أخي مِنَ الرَّضاعَةِ ، فَمَن أحَبَّ مِنكُم أن يَنصَرِفَ فَليَنصَرِف مِن غَيرِ حَرَجٍ ، ولَيسَ عَلَيهِ مِنّا ذِمامٌ .
فَتَفَرَّقَ النّاسُ وأخَذوا يَميناً وشِمالاً ، حَتّى‏ بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِن مَكَّةَ ، وإنَّما أرادَ ألّا يَصحَبَهُ إنسانٌ إلّا عَلى‏ بَصيرَةٍ .۲

۷۰۰.الفتوح : فَبَينا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ مِن هؤُلاءِ القَومِ في مُحاوَرَةٍ ، إذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ يَربوعٍ التَّميمِيُّ ، فَقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، هاهُنا خَبَرٌ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : وما ذاكَ ؟ قالَ : كُنتُ خارِجَ الكوفَةِ أجولُ‏۳عَلى‏ فَرَسي واُقَلِّبُهُ ؛ إذ نَظَرتُ إلى‏ رَجُلٍ قَد خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ مُسرِعاً يُريدُ البادِيَةَ ، فَأَنكَرتُهُ ، ثُمَّ لَحِقتُهُ وسأَلتُهُ عَن حالِهِ وأمرِهِ ، فَذَكَرَ أنَّهُ مِن أهلِ المَدينَةِ : ثُمَّ نَزَلتُ عَن فَرَسي فَفَتَّشتُهُ فَأَصَبتُ مَعَهُ هذَا الكِتابَ . قالَ : فَأَخَذَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الكِتابَ فَفَضَّهُ وقَرَأَهُ ، وإذا فيهِ مَكتوبٌ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي اُخبِرُكَ أنَّهُ قَد بايَعَكَ مِن أهلِ الكوفَةِ نَيِّفٌ وعِشرونَ ألفاً ، فَإِذا بَلَغَكَ كِتابي هذا ، فَالعَجَلَ العَجَلَ ، فَإِنَّ النّاسَ كُلُّهُم مَعَكَ ، ولَيسَ لَهُم في يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ رَأيٌ ولا هَوىً ، وَالسَّلامُ .

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۵ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۷ نحوه وفيه «الثعلبيّة» بدل «زُبالة» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۴ وراجع : هذا الكتاب : ص ۵۳۱ (كتاب الإمام عليه السلام إلى أهل الكوفة بالحاجر من بطن الرمّة وشهادة رسوله) .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۹ .

3.جالَ : إذا ذهب وجاء (النهاية : ج ۱ ص ۳۱۷ «جول») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
546

زياد بإبلاغ الإمام عليه السلام بخبر مقتل مسلم عليه السلام بناءً على وصيّته ، وبهدف ثني الإمام عن عزمه على الذهاب إلى الكوفة .

۷ / ۲۳

خَبَرُ شَهادَةِ عَبدِ اللَّهِ بنِ يَقطُرَ في زُبالَةَ ۱

۶۹۷.تاريخ الطبري عن بكر بن مصعب المزني : كانَ الحُسَينُ عليه السلام لا يَمُرُّ بِأَهلِ ماءٍ إلَّا اتَّبَعوهُ ، حَتّى‏ إذَا انتَهى‏ إلى‏ زُبالَةَ ، سَقَطَ إلَيهِ مَقتَلُ أخيهِ مِنَ الرَّضاعَةِ؛ مَقتَلُ عَبدِ اللَّهِ بنِ بُقطُرٍ ، وكانَ سَرَّحَهُ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ مِنَ الطَّريقِ ، وهُوَ لا يَدري أنَّهُ قَد اُصيبَ ... قال هشام : . . . فَأَتى‏ ذلِكَ الخَبَرُ حُسَيناً عليه السلام وهُوَ بِزُبالَةَ ، فَأَخرَجَ لِلنّاسِ كِتاباً ، فَقَرَأَ عَلَيهِم :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ قَد أتانا خَبَرٌ فَظيعٌ ؛ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ وعَبدِ اللَّهِ بنِ بُقطُرٍ ، وقَد خَذَلَتنا شيعَتُنا ؛ فَمَن أحَبَّ مِنكُمُ الاِنصِرافَ فَليَنصَرِف ، لَيسَ عَلَيهِ مِنّا ذِمامٌ .
قالَ : فَتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ تَفَرُّقاً فَأَخَذوا يَميناً وشِمالاً ، حَتّى‏ بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ ، وإنَّما فَعَلَ ذلِكَ لِأَنَّهُ ظَنَّ أنَّمَا اتَّبَعَهُ الأَعرابُ ؛ لِأَنَّهُم ظَنّوا أنَّهُ يَأتي بَلَداً قَدِ استَقامَت لَهُ طاعَةُ أهلِهِ ، فَكَرِهَ أن يَسيروا مَعَهُ إلّا وهُم يَعلَمونَ عَلامَ يَقدَمونَ ، وقَد عَلِمَ أنَّهُم إذا بَيَّنَ لَهُم لَم يَصحَبهُ إلّا مَن يُريدُ مُواساتَهُ ، وَالمَوتَ مَعَهُ .۲

۶۹۸.الإرشاد : فَسارَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ زُبالَةَ فَأَتاهُ خَبَرُ عَبدِ اللَّهِ بنِ يَقطُرَ ، فَأَخرَجَ إلَى النّاسِ كِتاباً فَقَرَأَهُ عَلَيهِم : بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ قَد أتانا خَبَرٌ فَظيعٌ ؛ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، وهانِئِ بنِ عُروَةَ ، وعَبدِ اللَّهِ بنِ يَقطُرَ ، وقَد خَذَلَنا شيعَتُنا ؛ فَمَن أحَبَّ مِنكُمُ الاِنصِرافَ فَليَنصَرِف غَيرَ حَرِجٍ ، لَيسَ عَلَيهِ ذِمامٌ .

1.زبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة (معجم البلدان : ج‏۳ ص‏۱۲۹) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۲۹ كلّها نحوه وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18445
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به