505
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

أكراشاً جوفاً وأجرِبَةً سُغباً۱ ، لا مَحيصَ عَن يَومٍ خُطَّ بِالقَلَمِ ، رِضَى اللَّهِ رِضانا أهلَ البَيتِ ، نَصبِرُ عَلى‏ بَلائِهِ ويُوَفّينا اُجورَ الصّابِرينَ ، لَن تَشُذَّ عَن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لُحمَتُهُ‏۲ ، بَل هِيَ مَجموعَةٌ لَهُ في حَظيرَةِ القُدسِ ، تَقَرُّ بِهِم عَينُهُ ، ويُنجَزُ بِهِم وَعدُهُ . مَن كانَ باذِلاً فينا مُهجَتَهُ ، ومُوَطِّناً عَلى‏ لِقاءِ اللَّهِ نَفسَهُ ، فَليَرحَل مَعَنا ؛ فَإِنّي راحِلٌ مُصبِحاً إن شاءَ اللَّهُ .۳

۷ / ۶

تاريخُ خُروجِ الإِمامِ عليه السلام مِن مَكَّةَ

۶۲۴.كامل الزيارات عن أبي الجارود عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام خَرَجَ مِن مَكَّةَ قَبلَ التَّروِيَةِ بِيَومٍ ، فَشَيَّعَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لَقَد حَضَرَ الحَجُّ وتَدَعُهُ وتَأتِي العِراقَ ؟!
فَقالَ : يَابنَ الزَّبَيرِ ، لَأَن اُدفَنَ بِشاطِئِ الفُراتِ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُدفَنَ بِفِناءِ الكَعبَةِ .۴

۶۲۵.تهذيب الأحكام عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن أبي عبداللَّه [الصادق‏] عليه السلام : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَرَجَ يَومَ التَّروِيَةِ إلَى العِراقِ ، وقَد كانَ دَخَلَ مُعتَمِراً .۵

۶۲۶.الكافي عن معاوية بن عمّار عن أبي عبداللَّه [الصادق‏] عليه السلام : قَدِ اعتَمَرَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام في ذِي الحِجَّةِ ، ثُمَّ راحَ يَومَ التَّروِيَةِ إلَى العِراقِ ، وَالنّاسُ يَروحونَ إلى‏ مِنى‏ .۶

1.سَغِبَ يسغبُ سَغَباً : أي جاعَ (الصحاح : ج ۱ ص ۱۴۷ «سغب») .

2.اللُّحمَةُ - بالضمّ - : القرابة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۳۸ «لحم») .

3.الملهوف : ص ۱۲۶ ، نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۳ وفيه «أجريه» بدل «أجربة» ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۱ وفيهما «لقائنا» بدل «لقاء اللَّه» ، نزهة الناظر : ص ۸۶ ، مثير الأحزان : ص ۴۱ وفيها «عسلان» بدل «ذئاب» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۶ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۵ عن زيد بن عليّ بن الحسين عن أبيه‏عليهما السلام نحوه وليس فيه «لمّا عزم على الخروج إلى العراق» .

4.كامل الزيارات : ص ۱۵۲ ح ۱۸۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۶ ح ۱۸ .

5.تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۴۳۶ ح ۱۵۱۶ ، الكافي : ج ۴ ص ۵۳۵ ح ۳ وفيه «خرج قبل التروية بيوم » بدل «خرج يوم التروية» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۵ ح ۱۴ .

6.الكافي : ج ۴ ص ۵۳۵ ح ۴ ، تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۴۳۷ ح ۱۵۱۹ كلاهما عن معاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۵ ح ۱۵ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
504

قالَ : وكانَ هذَا الكَلامُ مَكراً مِنِ ابنِ الزُّبَيرِ ؛ لِأَنَّهُ لا يُحِبُّ أن يَكونَ بِالحِجازِ أحَدٌ يُناويهِ‏۱ ، فَسَكَتَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام وعَلِمَ ما يُريدُ .۲

۷ / ۵

خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام عِندَ خُروجِهِ مِن مَكَّةَ

۶۲۲.تيسير المطالب عن زيد بن عليّ عن أبيه [زين العابدين‏] عليه السلام : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَطَبَ أصحابَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! خُطَّ المَوتُ عَلى‏ بَني آدَمَ كَخَطِّ القِلادَةِ عَلى‏ جيدِ۳الفَتاةِ ، ما أولَعَني بِالشَّوقِ إلى‏ أسلافِي اشتِياقَ يَعقوبَ عليه السلام إلى‏ يوسُفَ وأخيهِ ، وإنَّ لي مَصرَعاً أنَا لاقيهِ ، كَأَنّي أنظُرُ إلى‏ أوصالي تُقَطِّعُها وُحوشُ الفَلَواتِ غبراً وعفراً۴ ، قَد مَلَأَت مِنّي أكراشَها ، رِضَى اللَّهِ رِضانا أهلَ البَيتِ ، نَصبِرُ عَلى‏ بَلائِهِ لِيُوَفِّيَنا اُجورَ الصّابِرينَ ، ولَن تَشُذَّ عَن رَسولِ اللَّهِ حُرمَتُهُ وعِترَتُهُ ، ولَن تُفارِقَهُ أعضاؤُهُ ، وهِيَ مَجموعَةٌ في حَظيرَةِ القُدسِ‏۵ ، تَقَرُّ بِهِم عَينُهُ ، وتُنجَزُ لَهُم عِدَتُهُ ، ألا مَن كانَ فينا باذِلاً مُهجَتَهُ فَليَرحَل ، فَإِنّي راحِلٌ غَداً إن شاءَ اللَّهُ .
ثُمَّ نَهَضَ إلى‏ عَدُوِّهِ ، فَاستُشهِدَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ .۶

۶۲۳.الملهوف : رُوِيَ أنَّهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] لَمّا عَزَمَ عَلَى الخُروجِ إلَى العِراقِ قامَ خَطيباً ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ ، ما شاءَ اللَّهُ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ رَسولِهِ وسَلَّمَ ، خُطَّ المَوتُ عَلى‏ وُلدِ آدَمَ مَخَطَّ القِلادَةِ عَلى‏ جيدِ الفَتاةِ ، وما أولَهَني‏۷إلى‏۸ أسلافِي اشتِياقَ يَعقوبَ إلى‏ يوسُفَ ، وخيرَ لي مَصرَعٌ أنَا لاقيهِ ، كَأَنّي بِأَوصالي تُقَطِّعُها ذِئابُ الفَلَواتِ بَينَ النَّواويسِ‏۹وكَربَلاءَ ، فَيَملَأنَ مِنّي

1.ناوأت الرجل : عاديته ، وربّما لم يُهمَز وأصله الهمز (الصحاح : ج ۱ ص ۷۹ «نوأ») .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۷ .

3.الجِيْدُ : العُنق (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۴ «جيد») .

4.العُفرة : بياض ليس بالناصع ، ولكن كلون عَفَر الأرض ؛ وهو وجهها (النهاية : ج ۳ ص ۲۶۱ «عفر») .

5.حَظِيرَة القُدْس : الجنّة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۲۴ «حظر») .

6.تيسير المطالب : ص ۱۹۹ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۴ .

7.الوله : الحزن أو ذهاب العقل حزناً (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۹۵ «وله») .

8.في المصدر : «إلى‏ اشتياق أسلافي» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى‏ .

9.الناووس : مقابر النصارى (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۴۵ «نوس») . كانت مقبرة عامّة للنصارى قبل الفتح الإسلامي ، وتقع في أراضي ناحية الحسينيّة قرب نينوى‏ (تراث كربلاء : ص ۱۹) راجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18395
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به