499
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۶۰۸.تاريخ الطبري عن عبد اللَّه بن سليم و المذري بن المشمعل الأسديّين : خَرَجنا حاجّينَ مِنَ الكوفَةِ حَتّى‏ قَدِمنا مَكَّةَ ، فَدَخَلنا يَومَ التَّروِيَةِ ، فَإِذا نَحنُ بِالحُسَينِ عليه السلام وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ قائِمَينِ عِندَ ارتِفاعِ الضُّحى‏ فيما بَينَ الحِجرِ وَالبابِ ، قالا : فَتَقَرَّبنا مِنهُما ، فَسَمِعنا ابنَ الزُّبَيرِ وهُوَ يَقولُ لِلحُسَينِ عليه السلام : إن شِئتَ أن تُقيمَ أقَمتَ فَوُلّيتَ هذَا الأَمرَ ، فَآزَرناكَ وساعَدناكَ ، ونَصَحنا لَكَ وبايَعناكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إنَّ أبي حَدَّثَني أنَّ بِها كَبشاً يَستَحِلُّ حُرمَتَها ، فَما اُحِبُّ أن أكونَ أنا ذلِكَ الكَبشَ ، فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : فَأَقِم إن شِئتَ ، وتُوَلّيني - أنَا - الأَمرَ فَتُطاعُ ولا تُعصى‏ . فَقالَ : وما اُريدُ هذا أيضاً .
قالا : ثُمَّ إنَّهُما أخفَيا كَلامَهُما دونَنا ، فَما زالا يَتَناجَيانِ حَتّى‏ سَمِعنا دُعاءَ النّاسِ رائِحينَ مُتَوَجِّهينَ إلى‏ مِنىً عِندَ الظُّهرِ ؛ قالا : فَطافَ الحُسَينُ عليه السلام بِالبَيتِ وبَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ، وقَصَّ مِن شَعرِهِ وحَلَّ مِن عُمرَتِهِ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحوَ الكوفَةِ ، وتَوَجَّهنا نَحوَ النّاسِ إلى‏ مِنى‏ .۱

۶۰۹.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : أتَاهُ ابنُ الزُّبَيرِ فَحَدَّثَهُ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : ما أدري ما تَركُنا هؤُلاءِ القَومَ وكَفُّنا عَنهُم ، ونَحنُ أبناءُ المُهاجِرينَ ووُلاةُ هذَا الأَمرِ دونَهُم ! خَبِّرني ما تُريدُ أن تَصنَعَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللَّهِ لَقَد حَدَّثتُ نَفسي بِإِتيانِ الكوفَةِ ، ولَقَد كَتَبَ إلَيَّ شيعَتي بِها وأشرافُ أهلِها ، وأستَخيرُ اللَّهَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : أما لَو كانَ لي بِها مِثلُ شيعَتِكَ ما عَدَلتُ بِها ! ثُمَّ إنَّهُ خَشِيَ أن يَتَّهِمَهُ ، فَقالَ : أما إنَّكَ لَو أقَمتَ بِالحِجازِ ثُمَّ أرَدتَ هذَا الأَمرَ هاهُنا ما خولِفَ عَلَيكَ إن شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ قامَ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ .
فَقالُ الحُسَينُ عليه السلام : ها ، إنَّ هذا لَيسَ شَي‏ءٌ يُؤتاه مِنَ الدُّنيا أحَبَّ إلَيهِ مِن أن أخرُجَ مِنَ الحِجازِ إِلَى العِراقِ ، وقَد عَلِمَ أنَّهُ لَيسَ لَهُ مِنَ الأَمرِ مَعي شَي‏ءٌ ، وأنَّ النّاسَ لَم يَعدِلوهُ بي ، فَوَدَّ أنّي خَرَجتُ مِنها لِتَخلُوَ لَهُ .۲

۶۱۰.الكامل في التاريخ : خَرَجَ ابنُ عَبّاسٍ وأتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] ابنُ الزُّبَيرِ فَحَدَّثَهُ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : ما أدري ما تَركُنا هؤُلاءِ القَومَ وكَفُّنا ، ونَحنُ أبناءُ المُهاجِرينَ ووُلاةُ هذَا الأَمرِ دونَهُم ، خَبِّرني ما

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۶ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۰ نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
498

قَتَلوا أباكَ وطَعَنوا أخاكَ ؟!۱
فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه السلام : لَأَن اُقتَلَ بِمَكانِ كَذا وكَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن تُستَحَلَّ بي - يَعني مَكَّةَ - .۲

۶۰۵.الأمالي للشجري عن بشر بن غالب الأسدي : إنَّ ابنَ الزُّبَيرِ لَحِقَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، قالَ : أينَ تُريدُ ؟ قالَ : العِراقَ . قالَ : هُمُ الَّذينَ قَتَلوا أباكَ وطَعَنوا أخاكَ ! وأنا أرى‏ أنَّهُم قاتِلوكَ . قالَ : وأنا أرى‏ ذلِكَ .۳

۶۰۶.تاريخ دمشق عن معمر : سَمِعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، قالَ : سَمِعتُهُ يَقولُ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ : أتَتني‏۴بَيعَةُ أربَعينَ ألفاً يَحلِفونَ لي بِالطَّلاقِ وَالعِتاقِ مِن أهلِ الكوفَةِ - أو قالَ : مِن أهلِ العِراقِ - .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ : أتَخرُجُ إلى‏ قَومٍ قَتَلوا أباكَ ، وأخرَجوا أخاكَ ؟ !۵

۶۰۷.تاريخ الطبري عن أبي سعيد عقيصا عن بعض أصحابه : سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ بِمَكَّةَ ، وهُوَ واقِفٌ مَعَ عَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : إلَيَّ يَا بنَ فاطِمَةَ ، فَأَصغى‏ إلَيهِ فَسارَّهُ ، قالَ : ثُمَّ التَفَتَ إلَينَا الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ : أتَدرونَ ما يَقولُ ابنُ الزُّبَيرِ ؟ فَقُلنا : لا نَدري جَعَلَنَا اللَّهُ فِداكَ ! فَقالَ : قالَ : أقِم فِي هذَا المَسجِدِ؛ أجمَعُ لَكَ النّاسَ .
ثُمَّ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللَّهِ، لَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرٍ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ داخِلاً مِنها بِشِبرٍ ، وَايمُ اللَّهِ ، لَو كُنتُ في جُحرٍ هامّةٍ مِن هذِهِ الهَوامِّ لَاستَخرَجوني حَتّى‏ يَقضوا فِيَّ حاجَتَهُم ، ووَاللَّهِ لَيَعتَدُنَّ عَلَيَّ كَمَا اعتَدَتِ اليَهودُ فِي السَّبتِ .۶

1.في المصدر : «خالك» ، وهو تصحيف ظاهر .

2.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۳ وليس فيه «بمكان كذا و كذا» ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۹ ، ذخائر العقبى : ص ۲۵۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۱ .

3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۴ ، المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۶۲ ح ۷۲۷ نحوه .

4.في المصدر : «ائتني» ، والتصويب في المصادر الاُخرى‏ .

5.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۳ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۱ .

6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۵ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18715
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به