483
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الفصل السّابع : من مكّة إلى كربلاء

۷ / ۱

جُهودُ يَزيدَ لِصَرفِ الإِمامِ عليه السلام عَنِ الخُروجِ‏

۵۸۵.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كَتَبَ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ إلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَبّاسٍ يُخبِرُهُ بِخُروجِ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ مَكَّةَ :
ونَحسَبُهُ جاءَهُ رِجالٌ مِن أهلِ هذَا المَشرِقِ فَمَنَّوهُ الخِلافَةَ ، وعِندَكَ مِنهُم خِبرَةٌ وتَجرِبَةٌ ، فَإِن كانَ فَعَلَ فَقَد قَطَعَ واشِجَ القَرابَةِ ، وأنتَ كَبيرُ أهلِ بَيتِكَ وَالمَنظورُ إلَيهِ ، فَاكفُفهُ عَنِ السَّعيِ فِي الفُرقَةِ .
وكَتَبَ بِهذِهِ الأَبياتِ إلَيهِ وإلى‏ مَن بِمَكَّةَ وَالمَدينَةِ مِن قُرَيشٍ :


يا أيُّهَا الرّاكِبُ الغادي لِطِيَّتِهِ‏۱عَلى‏ عُذافِرَةٍ۲في سَيرِها قُحَمُ‏۳
أبلِغ قُرَيشاً عَلى‏ نَأيِ المَزارِ بِهابَيني وبَينَ حُسَينٍ اللَّهُ وَالرَّحِمُ‏
ومَوقِفٌ بِفِناءِ البَيتِ أنشُدُهُ‏عَهدَ الإِلهِ وما تُوفى‏ بِهِ الذِّمَمُ‏
عنيتُمُ قَومَكُم فَخراً بِاُمِّكُمُ‏اُمٌّ لَعَمري حَصانٌ عَفَّةُ كَرَمُ‏
هِيَ الَّتي لا يُداني فَضلَها أحَدٌبِنتُ الرَّسولِ وخَيرُ النّاسِ قَد عَلِموا
وفَضلُها لَكُمُ فَضلٌ وغَيرُكُمُ‏مِن قَومِكُم لَهُم في فَضلِها قَسَمُ‏
إنّي لَأَعلَمُ أو ظَنّاً كَعالِمِهِ‏وَالظَّنُّ يَصدُقُ أحياناً فَيَنتَظِمُ‏
أن سَوفَ يَترُكُكُم ما تَدَّعون بِهاقَتلى‏ تَهاداكُمُ العُقبانُ وَالرَّخَمُ‏۴
يا قَومَنا لا تَشُبُّوا الحَربَ إذ سَكَنَت‏وَمسِّكوا بِحِبالِ‏۵السِّلمِ وَاعتَصِموا
قَد غَرَّتِ الحَربُ مَن قَد كانَ قَبلَكُمُ‏مِنَ القُرونِ وقَد بادَت بِهَا الاُمَمُ‏
فَأَنصِفوا قَومَكُم لا تَهلِكوا بَذَخاًفَرُبَّ ذي بَذَخٍ زَلَّت بِهِ القَدَمُ‏
قالَ : فَكَتَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ : إنّي لَأَرجو ألّا يَكونَ خُروجُ الحُسَينِ عليه السلام لِأَمرٍ تَكرَهُهُ ، ولَستُ أدَعُ النَّصيحَةَ لَهُ في ما يَجمَعُ اللَّهُ بِهِ الاُلفَةَ ، ويُطفِئُ بِهِ النّائِرَةَ۶ . ۷

1.الطِّيّة : النية (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۱۵ «طوى») .

2.جَمَلٌ عُذافر : هو العظيم الشديد (الصحاح : ج ۲ ص ۷۴۲ «عذفر») .

3.الإقحام : الإرسال في عجلة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۶۳ «قحم») .

4.الرَّخَمُ : طائر أبقع على شكل النسر خِلْقَة (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۲۷۹ «رخم») .

5.في المصدر : «بحال» ، وهو تصحيف ، والتصويب من المصادر الاُخرى‏ .

6.النائِرةُ : الحقد والعداوة (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۴۷ «نير») .

7.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۰ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۴ نحوه وليس فيه الأبيات ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
482

إيّاكَ أن تَغَتَرَّ بِكُتُبِ أهلِ العِراقِ ؛ ويَقولَ لَكَ ابنُ الزُّبَيرِ : اِلحَق بِهِم فَإِنَّهُم ناصِروكَ ! إيّاكَ أن تَبرَحَ الحَرَمَ ؛ فَإِنَّهُم إن كانَت لَهُم بِكَ حاجَةٌ ، فَسَيَضرِبونَ إلَيكَ آباطَ الإِبِلِ حَتّى‏ يُوافوكَ ، فَتَخرُجَ في قُوَّةٍ وعُدَّةٍ . فَجَزّاهُ خَيراً وقالَ : أستَخيرُ اللَّهَ في ذلِكَ .۱

۶ / ۲۲

يَزيدُ بنُ الأَصَمِّ ۲

۵۸۴.تاريخ دمشق عن سفيان بن عُيينة : كَتَبَ يَزيدُ بنُ الأَصَمِّ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام حينَ خَرَجَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ أهلَ الكوفَةِ قَد أبَوا إلّا أن يُبغِضوكَ ، وقَلَّ مَن أبغَضَ إلّا قَلِقَ ، وإنّي اُعيذُكَ بِاللَّهِ أن تَكونَ كَالمُغتَرِّ بِالبَرقِ ، وكَالمُهريقِ ماءً لِلسَّرابِ «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لَا يَسْتَخِفَّنَّكَ» أهلُ الكوفَةِ «الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ »۳ .۴

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۶ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۹ .

2.يزيد بن الأصمّ ، أبو عوف العامري البكائي الكوفي . كان من جلّة التابعين بالرقّة ، قيل : إنّه ولد في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه و آله ، ويقال : له رؤية ، ولم يثبت ، وكان كثير الحديث ، روى عن خالته ميمونة زوجة النبيّ صلى اللَّه عليه و آله عنه فضائل أمير المومنين عليه السلام . مات سنة ۱۱۳ أو ۱۱۴ ه ، في خلافة يزيد بن عبدالملك ، ويقال سنة ۱۰۱ ه (راجع : سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۵۱۷ وتهذيب الكمال : ج ۳۲ ص ۸۳ والإصابة : ج ۶ ص ۵۴۵ والأمالي للطوسي ص ۵۰۵ ح ۷۰۱۱ وبحارالأنوار : ج ۹۳ ص ۱۷۷ ح ۳ ).

3.الروم : ۶۰ .

4.تاريخ دمشق : ج ۶۵ ص ۱۲۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22746
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به