ويُقالُ : إنَّهُ كانَ لَقِيَهُ عَلى ماءٍ في طَريقِهِ حينَ تَوَجَّهَ إلَى الكوفَةِ مِن مَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : إنّي أرى لَكَ أن تَرجِعَ إلَى الحَرَمِ فَتَلزَمَهُ ، ولا تأتِيَ الكوفَةَ .۱
۵۵۷.الأخبار الطوال : جَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَطوِي المَنازِلَ ، فَاستَقبَلَهُ عَبدُاللَّهِ بنُ مُطيعٍ ، وهُوَ مُنصَرِفٌ مِن مَكَّةَ يُريدُ المَدينَةَ ، فَقالَ لَهُ : أينَ تُريدُ ؟ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : أمَّا الآنَ فَمَكَّةَ . قالَ : خارَ اللَّهُ لَكَ ، غَيرَ أنّي اُحِبُّ أن اُشيرَ عَلَيكَ بِرَأيٍ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : وما هُوَ ؟
قالَ : إذا أتَيتَ مَكَّةَ ، فَأَرَدتَ الخُروجَ مِنها إلى بَلَدٍ مِنَ البُلدانِ ، فَإِيّاكَ وَالكوفَةَ ؛ فَإِنَّها بَلدَةٌ مَشؤومَةٌ ، بِها قُتِلَ أبوكَ ، وبِها خُذِلَ أخوكَ ، وَاغتيلَ بِطَعنَةٍ كادَت تَأتي عَلى نَفسِهِ ، بَلِ الزَمِ الحَرَمَ ؛ فَإِنَّ أهلَ الحِجازِ لا يَعدِلونَ بِكَ أحَداً ، ثُمَّ ادعُ إلَيكَ شيعَتَكَ مِن كُلِّ أرضٍ ، فَسَيَأتونَكَ جَميعاً .
قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : يَقضِي اللَّهُ ما أحَبَّ . ثُمَّ أطلَقَ عِنانَهُ ، ومَضى حَتّى وافى مَكَّةَ ، فَنَزَلَ شِعبَ عَلِيٍّ عليه السلام۲ .۳
۵۵۸.الفتوح : فَبَينَمَا الحُسَينُ عليه السلام كَذلِكَ بَينَ المَدينَةِ ومَكَّةَ ، إذِ۴استَقبَلَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ ، فَقالَ : أينَ تُريدُ أبا عَبدِ اللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِداكَ؟!
قالَ : أمّا في وَقتي هذا اُريدُ مَكَّةَ ، فَإِذا صِرتُ إلَيهَا استَخَرتُ اللَّهَ تَعالى في أمري بَعدَ ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : خارَ اللَّهُ لَكَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فيما قَد عَزَمتَ عَلَيهِ ، غَيرَ أنّي اُشيرُ عَلَيكَ بِمَشورَةٍ ، فَاقبَلها مِنّي ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وما هِيَ يَابنَ مُطيعٍ ؟
قالَ : إذا أتَيتَ مَكَّةَ فَاحذَر أن يَغُرَّكَ أهلُ الكوفَةِ ، فيها قُتِلَ أبوكَ ، و[طُعِنَ۵ أخوكَ بِطَعنَةٍ طَعَنوهُ كادَت أن تَأتِيَ عَلى نَفسِهِ ، فَالزَمِ الحَرَمَ فَأَنتَ سَيِّدُ العَرَبِ في دَهرِكَ هذا ، فَواللَّهِ لَئِن هَلَكتَ لَيَهلِكَنَّ أهلُ بَيتِكَ بِهَلاكِكَ ، وَالسَّلامُ .
1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۸ .
2.شِعبُ عليٍّ هو شِعبُ أبي طالب نفسه (راجع: الخريطة رقم ۲ في آخر الكتاب) .
3.الأخبار الطوال : ص ۲۲۸ .
4.في المصدر : «إذا» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .
5.]ما بين المعقوفين أثبتناه من مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .