453
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۵۲۴.مروج الذهب : دَخَلَ أبو بَكرِ بنِ الحارِثِ‏۱ بنِ هِشامٍ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : يَا بنَ عَمِّ ، إنَّ الرَّحِمَ يُظائِرُني عَلَيكَ ، ولا أدري كَيفَ أنَا فِي النَّصيحَةِ لَكَ؟
فَقالَ : يا أبا بَكرٍ ، ما أنتَ مِمَّن يُستَغَشُّ ولا يُتَّهَمُ ، فَقُل .
فَقالَ أبو بَكرٍ : كانَ أبوكَ أقدَمَ سابِقَةً ، وأحسَنَ فِي الإِسلامِ أثَراً ، وأشَدَّ بَأساً ، وَالناسُ لَه أرجى‏ ، ومِنهُ أسمَعَ ، وعَلَيهِ أجمَعَ ، فَسارَ إلى‏ مُعاوِيَةَ وَالنّاسُ مُجتَمِعونَ عَلَيهِ ، إلّا أهلَ الشّامِ ، وهُوَ أعَزُّ مِنهُ ، فَخَذَلوهُ وتَثاقَلوا عَنهُ ، حِرصاً عَلَى الدُّنيا وضَنّاً بِها ، فَجَرَّعوهُ الغَيظَ ، وخالَفوهُ ، حَتّى‏ صارَ إلى‏ ما صارَ إلَيهِ مِن كَرامَةِ اللَّهِ ورِضوانِهِ .
ثُمَّ صَنَعوا بِأَخيكَ بَعدَ أبيكَ ما صَنَعوا ، وقَد شَهِدتَ ذلِكَ كُلَّهُ ورَأَيتَهُ ، ثُمَّ أنتَ تُريدُ أن تَسيرَ إلَى الَّذينَ عَدَوا عَلى‏ أبيكَ وأخيكَ ، تُقاتِلُ بِهِم أهلَ الشّامِ وأهلَ العِراقِ ، ومن هُوَ أعَدُّ مِنكَ وأقوى‏ ، وَالنّاسُ مِنهُ أخوَفُ ولَهُ أرجى‏ ! فَلَو بَلَغَهُم مَسيرُكَ إلَيهِم لَاستَطغَوُا النّاسَ بِالأَموالِ ، وهُم عَبيدُ الدُّنيا ، فَيُقاتِلُكَ مَن وَعَدَكَ أن يَنصُرَكَ ، ويَخذُلُكَ مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يَنصُرُهُ ، فَاذكُرِ اللَّهَ في نَفسِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللَّهُ خَيراً يَابنَ عَمِّ ، فَقَد أجهَدَكَ رَأيُكَ ، وَمهما يَقضِ اللَّهُ يَكُن .
فَقالَ : إنّا للَّهِ‏ِ ! وعِندَ اللَّهِ نَحتَسِبُ يا أبا۲ عَبدِ اللَّهِ . ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيِّ - والي مَكَّةَ - وهُوَ يَقولُ :




كَم نَرى‏ ناصِحاً يَقولُ فَيُعصى‏وظَنينَ المَغيبِ يُلفى‏ نَصيحاً
فَقالَ : وما ذاكَ ؟ فَأَخبَرَهُ بِما قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : نَصَحتَ لَهُ ورَبِّ الكَعبَةِ .۳

۵۲۵.مثير الأحزان : جاءَ إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام‏] أبو بَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ ، فَأَشارَ إلَيهِ بِتَركِ ما عَزَمَ عَلَيهِ ، وبالَغَ في نُصحِهِ ، وذَكَّرَهُ بِما فُعِلَ بِأَبيهِ وأخيهِ ، فَشَكَرَ لَهُ وقالَ : قَدِ اجتَهَدتَ رَأيَكَ ، ومَهما يَقضِ اللَّهُ يَكُن . فَقالَ : إنّا عِندَ اللَّهِ نَحتَسِبُكَ .

1.كذا ، والصحيح : «أبوبكر بن عبد الرحمن بن الحارث» .

2.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «نحتسب أبا عبد اللَّه» ، كما مرّ قريباً .

3.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۶ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
452

الفصل السادس : من أشار على الإمام عليه السّلام بعدم التّوجّه نحو العراق‏

۶ / ۱

أبوبَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ ۱

۵۲۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام ]أبو بَكرِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ ، فَقالَ : يَا بنَ عَمِّ ، إنَّ الرَّحِمَ تُضارُّني‏۲ ، وما أدري كَيفَ أنَا عِندَكَ فِي النَّصيحَةِ لَكَ ؟
قالَ : يا أبا بَكرٍ ، ما أنتَ مِمَّن يُستَغَشُّ ولا يُتَّهَمُ ، فَقُل .
فَقالَ : قَد رَأَيتَ ما صَنَعَ أهلُ العِراقِ بِأَبيكَ وأخيكَ ، وأنتَ تُريدُ أن تَسيرَ إلَيهِم ، وهُم عَبيدُ الدُّنيا ، فَيُقاتِلُكَ مَن قَد وَعَدَكَ أن يَنصُرَكَ ، ويَخذُلُكُ مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يَنصُرُهُ ! فَاُذَكِّرُكَ اللَّهَ في نَفسِكَ .
فَقالَ : جَزاكَ اللَّهُ يَابنَ عَمِّ خَيراً ، فَلَقَدِ اجتَهَدتَ رَأيَكَ ، وَمهما يَقضِ اللَّهُ مِن أمرٍ يَكُن . فَقالَ أبو بَكرٍ : إنّا للَّهِ‏ِ ! عِندَ اللَّهِ نَحتَسِبُ أبا عَبدِ اللَّهِ .۳

1.أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي . ولد في خلافة عمر بن الخطّاب ، تابعيّ ، كان كثير الحديث ، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة النبويّة ، يقال له «راهب قريش» ؛ لكثرة صلاته وفضله ، وكان قد ذهب بصره . مات سنة ۹۴ ه بالمدينة (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۰۷ وأنساب الأشراف: ج ۱۰ ص ۱۷۸ وسير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۴۱۶ والإصابة : ج ۱ ص ۵۷ ).

2.الظاهر أنّ الصواب : «تظأرني» . يقال : ظأرني فلان على أمر كذا وأظأرني وظاءرني : عطفني (تاج العروس : ج ۷ ص ۱۶۰ «ظأر») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۷ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ و فيه «الترحّم نظارتي عليك» بدل «الرحم تُضارّني» ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۳ وليس فيه صدره إلى «فقل» وفيه «بكر» بدل «أبوبكر» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18476
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به