405
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : واُتِيَ بِهِ حَتّى‏ اُدخِلَ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ.۱

۴۵۱.البداية والنهاية : لَمَّا انتَهى‏ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ إلى‏ بابِ القَصرِ ، إذا عَلى‏ بابِهِ جَماعَةٌ مِنَ الاُمَراءِ مِن أبناءِ الصَّحابَةِ ، مِمَّن يَعرِفُهُم ويَعرِفونَهُ ، يَنتَظِرونَ أن يُؤذَنَ لَهُم عَلَى ابنِ زِيادٍ ، ومُسلِمٌ مُخَضَّبٌ بِالدِّماءِ في وَجهِهِ وثِيابِهِ ، وهُوَ مُثخَنٌ بِالجِراحِ ، وهُوَ في غايَةِ العَطَشِ ، وإذا قُلَّةٌ مِن ماءٍ بارِدٍ هُنالِكَ ، فَأَرادَ أن يَتَناوَلَها لِيَشرَبَ مِنها ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن اُولئِكَ : وَاللَّهِ لا تَشرَبُ مِنها حَتّى‏ تَشرَبَ مِنَ الحَميمِ !
فَقالَ لَهُ : وَيلَكَ يَابنَ ناهِلَةَ۲ ، أنتَ أولى‏ بِالحَميمِ وَالخُلودِ في نارِ الجَحيمِ مِنّي . ثُمَّ جَلَسَ فَتَسانَدَ إلَى الحائِطِ مِنَ التَّعَبِ وَالكَلالِ وَالعَطَشِ ، فَبَعَثَ عُمارةُ بنُ عُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ مَولىً لَهُ إلى‏ دارِهِ ، فَجاءَ بِقُلَّةٍ عَلَيها مِنديلٌ ومَعَهُ قَدَحٌ ، فَجَعَلَ يُفرِغُ لَهُ فِي القَدَحِ ويُعطيهِ فَيَشرَبُ ، فَلا يَستَطيعُ أن يُسيغَهُ مِن كَثرَةِ الدِّماءِ الَّتي تَعلو عَلَى الماءِ ، مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً ، فَلَمّا شَرِبَ سَقَطَت ثَناياهُ مَعَ الماءِ ، فَقالَ : اَلحَمدُ للَّهِ‏ِ ، لَقَد كانَ بَقِيَ لي مِنَ الرِّزقِ المَقسومِ شُربَةُ ماءٍ.۳

۴ / ۳۲

ماجَرى‏ بَينَ مُسلِمٍ وَابنِ زِيادٍ في دارِ الإِمارَةِ

۴۵۲.أنساب الأشراف : اُتِيَ بِهِ [أي بِمُسلِمٍ‏] ابنَ زِيادٍ ، وقَد آمَنَهُ ابنُ الأَشعَثِ ، فَلَم يُنفِذ أمانَهُ .۴

۴۵۳.تاريخ الطبري عن جعفر بن حذيفة الطائي : أقبَلَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بِابنِ عَقيلٍ إلى‏ بابِ القَصرِ ، فَاستَأذَنَ فَاُذِنَ لَهُ ، فَأَخبَرَ عُبَيدَ اللَّهِ خَبَرَ ابنِ عَقيلٍ ، وضَربِ بُكَيرٍ إيّاهُ ، فَقالَ : بُعداً لَهُ ! فَأَخبَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بِما كانَ مِنهُ ، وما كانَ مِن أمانِهِ إيّاهُ .
فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : ما أنتَ وَالأَمانُ ، كَأَنّا أرسَلناكَ تُؤمِنُهُ ! إنَّما أرسَلناكَ لِتَأتِيَنا بِهِ . فَسَكَتَ .
وَانتَهَى ابنُ عَقيلٍ إلى‏ بابِ القَصرِ وهُوَ عَطشانُ ، وعَلى‏ بابِ القَصرِ ناسٌ جُلوسٌ يَنتَظِرونَ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۵۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۰ وفيه «لعمرو بن حريث المخزومي» .

2.هكذا في المصدر ، والظاهر : «يابن باهلة» كما مرّ في بعض النقول السابقة ، نسبة إلى قبيلة «باهلة» .

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۶ .

4.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
404

۴۴۹.المحاسن والمساوئ عن أبي معشر : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ عَلَيهِم بِسَيفِهِ ، فَما زالَ يُناوِشُهُم ويُقاتِلُهُم حَتّى‏ جُرِحَ واُسِرَ ، فَعَطِشَ وقالَ : اِسقوني ماءً ، ومَعَهُ رَجُلٌ مِن آلِ أبي مُعَيطٍ ، ورَجُلٌ مِن بَني سُلَيمٍ .
فَقالَ شِمرُ بنُ ذي جَوشَنٍ : وَاللَّهِ لا نَسقيكَ إلّا مِنَ البِئرِ . وقالَ المُعَيطِيُّ : وَاللَّهِ لا نَسقيهِ إلّا مِنَ الفُراتِ . فَأَتاهُ غُلامٌ لَهُ بِإِبريقٍ مِن ماءٍ ، وقَدَحٍ قَواريرَ ومِنديلٍ فَسَقاهُ ، فَتَمَضمَضَ فَخَرَجَ الدَّمُ ، فَما زالَ يَمُجُ‏۱ الدَّمَ ولا يُسيغُ‏۲ شَيئاً ، حَتّى‏ قالَ : أخِّرهُ عَنّي ، فَلَمّا أصبَحَ دَعاهُ عُبَيدُ اللَّهِ لِيَضرِبَ عُنُقَهُ.۳

۴۵۰.الفتوح : فَجَعَلَ [مُسلِمٌ‏] يَقولُ : اِسقوني شُربَةً مِنَ الماءِ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ : وَاللَّهِ لا تَذوقُ الماءَ يَابنَ عَقيلٍ أو تَذوقَ المَوتَ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : وَيلَكَ يا هذا ، ما أجفاكَ وأفَظَّكَ وأغلَظَكَ ! ! اُشهِدُ عَلَيكَ أنَّكَ إن كُنتَ مِن قُرَيشٍ فَإِنَّكَ مُلصَقٌ‏۴ ، وإن كُنتَ مِن غَيرِ قُرَيشٍ فَإِنَّكَ مُدَّعٍ إلى‏ غَيرِ أبيكَ . مَن أنتَ يا عَدُوَّ اللَّهِ ؟
فَقالَ : أنَا مَن عَرَفَ الحَقَّ إذ أنكَرتَهُ ، ونَصَحَ لِإِمامِهِ إذ غَشَشتَهُ‏۵ ، وسَمِعَ وأطاعَ إذ خالَفتَهُ ، أنَا مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ .
فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : أنتَ أولى‏ بِالخُلودِ وَالحَميمِ ، إذ آثَرتَ طاعَةَ بَني سُفيانَ عَلى‏ طاعَةِ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - : وَيحَكُم يا أهلَ الكوفَةِ ! اِسقوني شُربَةً مِن ماءٍ . فَأَتاهُ غُلامٌ لِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ الباهِلِيِّ بِقُلَّةٍ فيها ماءٌ ، وقَدَحٍ فيها ، فَناوَلَهُ القُلَّةَ ، فَكُلَّما أرادَ أن يَشرَبَ امتَلَأَ القَدَحُ دَماً ، فَلَم يَقدِر أن يَشرَبَ مِن كَثرَةِ الدَّمِ ، وسَقَطَت ثَنِيَّتاهُ فِي القَدَحِ ، فَامتَنَعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِن شُربِ الماءِ .

1.مَجَّ الرجلُ الماء من فيه : رمى‏ به (المصباح المنير : ص ۵۶۴ «مج») .

2.يُسيغُ : يبتلعُ (المصباح المنير : ص ۲۹۶ «سوغ») .

3.المحاسن والمساوئ : ص ۶۰ ، الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۰ وفيه «شهر بن حوشب» بدل «شمر بن ذي جوشن» ، المحن : ص ۱۴۵ .

4.في الطبعة المعتمدة : «مصلق» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

5.في المصدر : «فششته» ، وهو تصحيف .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18477
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به