367
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ عليه السلام : فَبَينا هُوَ كَذلِكَ ، إذ خَرَجَ الخَبَرُ إلى‏ مَذحِجٍ ، فَإِذا عَلى‏ بابِ القَصرِ جَلَبَةٌ سَمِعَها عُبَيدُ اللَّهِ ، فَقالَ : ما هذا ؟ فَقالوا : مَذحِجٌ ، فَقالَ لِشُرَيحٍ : اُخرُج إلَيهِم فَأَعلِمهُم أنّي إنَّما حَبَستُهُ لِاُسائِلَهُ ، وبَعَثَ عَيناً عَلَيهِ مِن مَواليهِ يَسمَعُ ما يَقولُ ، فَمَرَّ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَقالَ لَهُ هانِئٌ : اِتَّقِ اللَّهَ يا شُرَيحُ فَإِنَّهُ قاتِلي ، فَخَرَجَ شُرَيحٌ حَتّى‏ قامَ عَلى‏ بابِ القَصرِ ، فَقالَ : لا بَأسَ عَلَيهِ ، إنَّما حَبَسَهُ الأَميرُ لِيُسائِلَهُ . فَقالوا : صَدَقَ ، لَيسَ عَلى‏ صاحِبِكُم بَأسٌ ، فَتَفَرَّقوا.۱

۳۶۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى هانِئِ بنِ عُروَةَ - وهُوَ يَومَئِذٍ ابنُ بِضعٍ وتِسعينَ سَنَةً - فَقالَ : ما حَمَلَكَ عَلى‏ أن تُجيرَ عَدُوّي وتَنطَوِيَ عَلَيهِ ؟
فَقالَ : يَابنَ أخي ، إنَّهُ جاءَ حَقٌّ ، هُوَ أحَقُّ مِن حَقِّكَ ، وحَقِّ أهلِ بَيتِكِ .
فَوَثَبَ عُبَيدُ اللَّهِ وفي يَدِهِ عَنَزَةٌ۲ ، فَضَرَبَ بِها رَأسَ هانِئٍ حَتّى‏ خَرَجَ الزُّجُّ وَاغتَرَزَ فِي الحائِطِ ، ونُثِرَ دِماغُ الشَّيخِ فَقَتَلَهُ مَكانَهُ.۳

۳۷۰.أنساب الأشراف : وَجَّهَ [ابنُ زِيادٍ] مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ الكِندِيَّ ، وأسماءَ بنَ خارِجَةَ بنِ حُصَينٍ الفَزارِيَّ ، إلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَرَفَقا بِهِ حَتّى‏ أتَى ابنَ زِيادٍ ، فَأَنَّبَهُ عَلى‏ إيوائِهِ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، وقالَ لَهُ : إنَّ أمرَ النّاسِ مُجتَمِعٌ ، وكَلِمَتَهُم مُتَّفِقَةٌ ، أفَتُعينُ عَلى‏ تَشتيتِ أمرِهِم - بِتَفريقِ كَلِمَتِهِم وَاُلفَتِهِم - رَجُلاً قَدِمَ لِذلِكَ ؟ فَاعتَذَرَ إلَيهِ مِن إيوائِهِ ، وقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ! دَخَلَ داري عَن غَيرِ مُواطَأَةٍ مِنّي لَهُ ، وسَأَلَني أن اُجيرَهُ ، فَأَخَذَتني لِذلِكَ ذِمامَةٌ .
قالَ : فَائتِني بِهِ لِتَتَلافَى الَّذي فَرَطَ مِن سوءِ رَأيِكَ ، فَأَبى‏ ، فَقالَ : وَاللَّهِ لَئِن لَم تَأتِني بِهِ لَأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ .
قالَ : وَاللَّهِ لَئِن ضَرَبتَ عُنُقي ، لَتَكثُرَنَّ البارِقَةُ حَولَ دارِكَ . فَأَمَرَ بِهِ فَاُدنِيَ مِنهُ فَضَرَبَ وجهَهُ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۷ وليس فيه ذيله من «سمعها» ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ كلّها نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۷ .

2.العَنَزة : مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً ، وفيها سنان مثل سنان الرُّّمح (النهاية : ج ۳ ص ۳۰۸ «عنز») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ نحوه وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
366

في بَيتٍ ، وصَيَّحَ المَذحِجِيّونَ ، وأمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ مِهرانَ أن يُدخِلَ عَلَيهِ شُرَيحاً ، فَخَرَجَ فَأَدخَلَهُ عَلَيهِ ، ودَخَلَتِ الشُّرَطُ مَعَهُ ، فَقالَ : يا شُرَيحُ ، قَد تَرى‏ ما يُصنَعُ بي ، قالَ : أراكَ حَيّاً ، قالَ : وحَيٌّ أنَا مَعَ ما تَرى‏ ! أخبِر قَومي أنَّهُم إنِ انصَرَفوا قَتَلَني .
فَخَرَجَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَقالَ : قَد رَأَيتُهُ حَيّاً ، ورَأَيتُ أثَراً سَيِّئاً ، قالَ : وتُنكِرُ۱ أن يُعاقِبَ الوالي رَعِيَّتَهُ ؟! اُخرُج إلى‏ هؤُلاءِ فَأَخبِرهُم . فَخَرَجَ ، وأمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ الرَّجُلَ فَخَرَجَ مَعَهُ ، فَقالَ لَهُم شُرَيحٌ : ما هذِهِ الرِّعَةُ۲السَّيِّئَةُ ؟ ! اَلرَّجُلُ حَيٌّ ، وقَد عاتَبَهُ سُلطانُهُ بِضَربٍ لَم يَبلُغ نَفسَهُ ، فَانصَرِفوا ولا تُحِلّوا بِأَنفُسِكُم ولا بِصاحِبِكُم . فَانصَرَفوا.۳

۳۶۸.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : قالَ عُبَيدُ اللَّهِ لِوُجوهِ أهلِ الكوفَةِ : ما لي أرى‏ هانِئَ بنَ عُروَةَ لَم يَأتِني فيمَن أتاني ؟
قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ في ناسٍ مِن قَومِهِ ، وهُوَ عَلى‏ بابِ دارِهِ ، فَقالوا : إنَّ الأَميرَ قَد ذَكَرَكَ ، وَاستَبطَأَكَ فَانطَلِق إلَيهِ ! فَلَم يَزالوا بِهِ حَتّى‏ رَكِبَ مَعَهُم ، وسارَ حَتّى‏ دَخَلَ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ ، وعِندَهُ شُرَيحٌ القاضي .
فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ ، قالَ لِشُرَيحٍ : «أتَتكَ بِحائِنٍ رِجلاهُ» ، فَلَمّا سَلَّمَ عَلَيهِ قالَ : يا هانِئُ ، أينَ مُسلِمٌ ؟ قالَ : ما أدري . فَأَمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ مَولاهُ صاحِبَ الدَّراهِمِ فَخَرَجَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَآهُ قُطِعَ بِهِ ، فَقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ! وَاللَّهِ ما دَعَوتُهُ إلى‏ مَنزِلي ، ولكِنَّهُ جاءَ فَطَرَحَ نَفسَهُ عَلَيَّ ، قالَ : إيتِني بِهِ ، قالَ : وَاللَّهِ لَو كان تَحتَ قَدَمَيَّ ما رَفَعتُهُما عَنهُ .
قالَ : أَدنوهُ إلَيَّ ، فَاُدنِيَ فَضَرَبَهُ عَلى‏ حاجِبِهِ فَشَجَّهُ ، قالَ : وأهوى‏ هانِئٌ إلى‏ سَيفِ شُرطِيٍّ لِيَسُلَّهُ ، فَدُفِعَ عَن ذلِكَ .
وقالَ : قَد أحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ في جانِبِ القَصرِ .
وقالَ غَيرُ أبي جَعفَرٍ : الَّذي جاءَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ... .

1.أنكرتُ عليه فعله : إذا عبته ونهيته (المصباح المنير : ص ۶۲۵ «نكر») .

2.الرِّعة : الشأن والأمر والأدب (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۵۰۶ «ورع») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18641
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به