وأمّا صحّة الروايات الاُخرى التي تفيد أنّ مسلماً عليه السلام انثنى عن عزمه على قتل ابن زياد عند تذكّره لحديث «الفتك» فإنّها مستبعدة للغاية ، بل يمكن القول إنّها إهانة لمسلم عليه السلام . وهل يمكن القول : إنّ سفير الإمام عليه السلام لم يكن يعلم بحكم المخطّط المذكور عند التصميم له ، ثمّ ينثني عن عزمه عند تنفيذه لتذكّره حديث «الفتك»؟!
على أنّ سائر ماجاء في الروايات المذكورة في سبب امتناع مسلم عليه السلام عن تنفيذ مخطّط الاغتيال ، يبلغ من الوهن والضعف حدّاً يجعله لا يستحقّ النقد .
وممّا يجدر ذكره أنّ البلاذري ذكر رواية اُخرى حول محاولة اغتيال ابن زياد على يد عمّار بن أبي سلامة ، ولكنّه فشل هو الآخر ، وهذا هو نصّ الرواية :
وهمّ عمار بن أبي سلامة الدالاني أن يفتك بعبيد اللَّه بن زياد في عسكره بالنخيلة۱ فلم يمكنه ذلك ، فلطف حتّى لحق بالحسين عليه السلام فقُتل معه .۲