333
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۳۱۶.مروج الذهب : اِتَّصَلَ الخَبَرُ [أي خَبَرُ خُروجِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام ]بِيَزيدَ ، فَكَتَبَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ بِتَولِيَةِ الكوفَةِ ، فَخَرَجَ مِنَ البَصرَةِ مُسرِعاً ، حَتّى‏ قَدِمَ الكوفَةَ عَلَى الظَّهرِ ، فَدَخَلَها في أهلِهِ وحَشَمِهِ ، وعَلَيهِ عِمامَةٌ سَوداءُ قَد تَلَثَّمَ بِها ، وهُوَ راكِبٌ بَغلَةً ، وَالنّاسُ يَتَوَقَّعونَ قُدومَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَعَلَ ابنُ زِيادٍ يُسَلِّمُ عَلَى النّاسِ ، فَيَقولونَ : وعَلَيكَ السَّلامُ يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، حَتَّى انتَهى‏ إلَى القَصرِ وفيهِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ ، فَتَحَصَّنَ فيهِ .
ثُمَّ أشرَفَ [أيِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ] عَلَيهِ ، فَقالَ : يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، ما لي ولَكَ ؟ وما حَمَلَكَ عَلى‏ قَصدِ بَلَدي مِن بَينِ البُلدانِ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : لَقَد طالَ نَومُكَ يا نَعيمُ ، وحَسَرَ اللِّثامَ عَن فيهِ فَعَرَفَهُ ، فَفَتَحَ لَهُ ، وتَنادَى النّاسُ : ابنُ مَرجانَةَ ! وحَصَبوهُ‏۱ بِالحَصباءِ ، فَفاتَهُم ودَخَلَ القَصرَ .۲

۳۱۷.الملهوف : لَمّا أصبَحَ [ابنُ زِيادٍ] استَنابَ عَلَيهِم أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، وأسرَعَ هُوَ إلى‏ قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا قارَبَها نَزَلَ حَتّى‏ أمسى‏ ، ثُمَّ دَخَلَها لَيلاً ، فَظَنَّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَتَباشَروا بِقُدومِهِ ودَنَوا مِنهُ ، فَلَمّا عَرَفوا أنَّهُ ابنُ زِيادٍ تَفَرَّقوا عَنهُ .
فَدَخَلَ قَصرَ الإِمارَةِ ، وباتَ لَيلَتَهُ إلَى الغَداةِ ، ثُمَّ خَرَجَ وصَعِدَ المِنبَرَ وخَطَبَهُم ، وتَوَعَّدَهُم عَلى‏ مَعصِيَةِ السُّلطانِ ، ووَعَدَهُم مَعَ الطّاعَةِ بِالإِحسانِ.۳

۳۱۸.مثير الأحزان : أسرَعَ هُوَ [أيِ ابنُ زِيادٍ] إلى‏ قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا أشرَفَ عَلَيها نَزَلَ حَتّى‏ أمسى‏ ؛ لِئَلّا تَظُنُّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام‏۴ ، ودَخَلَها مِمّا يَلِي النَّجَفَ .
فَقالَتِ امرَأَةٌ : اللَّهُ أكبَرُ ، ابنُ رَسولِ اللَّهِ ورَبِّ الكَعبَةِ ! فَتَصايَحَ النَّاسُ ، قالوا : إنّا مَعَكَ أكثَرُ مِن أربَعينَ ألفاً ، وَازدَحَموا عَلَيهِ ، حَتّى‏ أخَذوا بِذَنَبِ دابَّتِهِ ، وظَنُّهُم أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام .
فَحَسَرَ اللِّثامَ ، وقالَ : أنَا عُبَيدُ اللَّهِ ، فَتَساقَطَ القَومُ ، ووَطِئَ بَعضُهُم بَعضاً ، ودَخَلَ دارَ الإِمارَةِ

1.حصبت الرجل : أي رميته بالحصباء ؛ وهي الحصى (الصحاح : ج ۱ ص ۱۱۲ «حصب») .

2.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۶ .

3.الملهوف : ص ۱۱۴ .

4.كذا في المصدر ، وفي العبارة خللٌ ، وفي بحارالأنوار : «... نزلَ حتّى‏ أمسى‏ ليلاً ، فظنّ أهلُها أنّه الحسين» ، والظاهر أنّه الصواب .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
332

فَدَنا مِنهُ عُبَيدُ اللَّهِ ، وقالَ لَهُ : اِفتَح لا فَتَحتَ . فَسَمِعَها إنسانٌ خَلفَهُ ، فَرَجَعَ إلَى النّاسِ وقالَ لَهُم : إنَّهُ ابنُ مَرجانَةَ ! فَفَتَحَ لَهُ النُّعمانُ ، فَدَخَلَ وأغلَقُوا البابَ ، وتَفَرَّقَ النّاسُ .۱

۳۱۳.تاريخ الطبري عن عمّار الدُّهني عن أبي جعفر[ الباقر ] عليه السلام : أقبَلَ عُبيدُ اللَّهِ في وُجوهِ أهلِ البَصرَةِ ، حَتّى‏ قَدِمَ الكوفَةَ مُتَلَثِّماً ، ولا يَمُرُّ عَلى‏ مَجلِسٍ مِن مَجالِسِهِم فَيُسَلِّمُ إلّا قالوا : عَلَيكَ السَّلامُ يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، وهُم يَظُنّونَ أنَّهُ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، حَتّى‏ نَزَلَ القَصرَ .۲

۳۱۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أقبَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عَلَى الظَّهرِ سَريعاً حَتّى‏ قَدِمَ الكوفَةَ ، فَأَقبَلَ مُتَعَمِّماً مُتَنَكِّراً حَتّى‏ دَخَلَ السّوقَ ، فَلَمّا رَأَتهُ السَّفِلَةُ۳وأهلُ السّوقِ ، خَرَجوا يَشتَدّونَ بَينَ يَدَيهِ وهُمَ يَظُنّونَ أنَّهُ حُسَينٌ عليه السلام ، وذاكَ إنَّهُم كانوا يَتَوَقَّعونَهُ ، فَجَعَلوا يَقولونَ لِعُبَيدِ اللَّهِ : يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ! اَلحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أراناكَ . وجَعَلوا يُقَبِّلونَ يَدَهُ ورِجلَهُ . فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : لَشَدَّ ما فَسَدَ هؤُلاءِ !
ثُمَّ مَضى‏ حَتّى‏ دَخَلَ المَسجِدَ ، فَصَلّى‏ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ وَكَشَفَ عَن وَجهِهِ ، فَلَمّا رَآهُ النّاسُ ، مالَ بَعضُهُم عَلى‏ بَعضٍ ، وأقشَعوا۴عَنهُ .۵

۳۱۵.أنساب الأشراف : شَخَصَ [عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ] إلَى الكوفَةِ ومَعَهُ المُنذِرُ بنُ الجارودِ العَبدِيُّ ، وشَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثِيُّ ، ومُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وحَشَمُهُ وغِلمانُهُ ، فَوَرَدَها مُتَلَثِّماً بِعِمامَةٍ سَوداءَ .
وكانَ النّاسُ بِالكوفَةِ يَتَوَقَّعونَ وُرودَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَعَلوا يَقولونَ : مَرحَباً يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، وهُم يَظُنّونَ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَساءَ ابنَ زيادٍ تَباشيرُ النّاسِ بِالحُسَينِ عليه السلام ، وغَمَّهُ ، وصارَ إلَى القَصرِ فَدَخَلَهُ .۶

1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۶ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۳ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۶ ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱ ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام .

3.سَفِلةُ الناس : أسافلهم وغوغاؤهم (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۹۶ «سفل») .

4.أقْشَعُوا : ذهبوا وتفرّقوا (لسان العرب : ج ۸ ص ۲۷۴ «قشع») .

5.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ نحوه .

6.أنساب الأشراف: ج‏۲ ص‏۳۳۵، الأخبارالطوال: ص‏۲۳۲، مقاتل‏الطالبيّين: ص‏۹۹ عن‏أبي عثمان وكلاهما نحوه.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18702
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به