329
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عُثمانَ بنَ زِيادِ بنِ أبي سُفيانَ ، وإيّاكُم وَالخِلافَ وَالإِرجافَ‏۱ ، فَوَالَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، لَئِن بَلَغَني عَن رَجُلٍ مِنكُم خِلافٌ لَأَقتُلَنَّهُ وعريفَهُ ووَلِيَّهُ ، ولَآخُذَنَّ الأَدنى‏ بِالأَقصى‏ حَتّى‏ تَستَمِعوا لي ، ولا يَكونَ فيكُم مُخالِفٌ ولا مُشاقٌّ ، أنَا ابنُ زِيادٍ ، أشبَهتُهُ مِن بَينِ مَن وَطِئَ الحَصى‏ ، ولَم يَنتَزِعني شِبهُ خالٍ ولَا ابنِ عَمٍّ . ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَصرَةِ ، وَاستَخلَفَ أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ.۲

۳۰۸.الأخبار الطوال : أقبَلَ [ابنُ زِيادٍ] حَتّى‏ دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَاجتَمَعَ لَهُ النّاسُ ، فَقامَ ، فَقالَ : أنصَفَ القارَةَ مَن راماها ، يا أهلَ البَصرَةِ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد وَلّاني مَعَ البَصرَةِ الكوفَةَ ، وأنَا سائِرٌ إلَيها ، وقَد خَلَّفتُ عَلَيكُم أخي عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، فَإِيّاكُم وَالخِلافَ وَالإِرجافَ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، لَئِن بَلَغَني عَن رَجُلٍ مِنكُم خالَفَ أو أرجَفَ ، لَأَقتُلَنَّهُ ووَلِيَّهُ ، ولَآخُذَنَّ الأَدنى‏ بِالأَقصى‏ ، وَالبَري‏ءَ بِالسَّقيمِ ، حَتّى‏ تَستَقيموا ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ . ثُمَّ نَزَلَ وسارَ .۳

۳۰۹.أنساب الأشراف : خَطَبَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ النّاسَ بِالبَصرَةِ ، فَأَرعَدَ وأبرَقَ ، وتَهَدَّدَ وتَوَعَّدَ ، وقالَ : أنَا نَكَلٌ لِمَن عاداني ، وسِمامٌ لِمَن حارَبَني . وأعلَمَهُم أنَّهُ شاخِصٌ‏۴إلَى الكوفَةِ ، وأنَّهُ قَد وَلّى‏ عُثمانَ بنَ زِيادٍ أخاهُ خِلافَتَهُ عَلَى البَصرَةِ ، وأمَرَهُم بِطاعَتِهِ وَالسَّمعِ لَهُ ، ونَهاهُم عَنِ الخِلافِ وَالمُشاقَّةِ .۵

۴ / ۸

قُدومُ ابنِ زِيادٍ إلَى الكوفَةِ ۶

۳۱۰.تاريخ الطبري عن أبي عثمان النّهديّ : خَرَجَ [عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ]مِنَ البَصرَةِ ، وَاستَخلَفَ أخاهُ عُثمانَ بنَ

1.أرجف القومُ إرجافاً : أكثروا من الأخبار السيّئة ، واختلاق الأقوال الكاذبة ، حتّى يضطرب الناس (المصباح المنير : ص ۲۲۰ «رجف») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۶ ، الفتوح : ج ۵ ص ۳۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۸ والثلاثة الأخيرة نحوه ، مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۶ وفيه «فخرج من البصرة مسرعاً» فقط .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۳۲ .

4.شخصَ من بلد إلى بلد : أي ذهب (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۴۳ «شخص») .

5.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۵ .

6.راجع : الخريطة رقم ۱ في آخر الكتاب .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
328

ثُمَّ دَفَعَ يَزيدُ كِتابَهُ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَمرٍو الباهِلِيِّ ، وأمَرَهُ أن يُسرِعَ السَّيرَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ . فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ وقَرَأَهُ ، أمَرَ بِالجَهازِ ، وتَهَيَّأَ لِلمَسيرِ إلَى الكوفَةِ.۱

۳۰۵.سير أعلام النبلاء عن عمّار الدّهني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : كانَ يَزيدُ ساخِطاً عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَكَتَبَ إلَيهِ بِرِضاهُ عَنهُ ، وأنَّهُ وَلّاهُ الكوفَةَ مُضافاً إلَى البَصرَةِ . وكَتَبَ إلَيهِ أن يَقتُلَ مُسلِماً.۲

۳۰۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كانَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ الأَنصارِيُّ عَلَى الكوفَةِ في آخِرِ خِلافَةِ مُعاوِيَةَ ، فَهَلَكَ وهُوَ عَلَيها ، فَخافَ يَزيدُ ألّا يَقدَمَ النُّعمانُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَكَتَبَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادِ بنِ أبي سُفيانَ - وهُوَ عَلَى البَصرَةِ - فَضَمَّ إلَيهِ الكوفَةَ ، وكَتَبَ إلَيهِ بِإِقبالِ الحُسَينِ عليه السلام إلَيها : فَإِن كانَ لَكَ جَناحانِ فَطِر حَتّى‏ تَسبِقَ إلَيها .
فَأَقبَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عَلَى الظَّهرِ سَريعاً ، حَتّى‏ قَدِمَ الكوفَةَ.۳

۴ / ۷

اِستِخلافُ ابنِ زِيادٍ أخاهُ عَلَى البَصرَةِ

۳۰۷.تاريخ الطبري عن أبي عثمان النّهدي : صَعِدَ عُبَيدُ اللَّهِ مِنبَرَ البَصرَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَوَاللَّهِ ما تُقرَنُ بِيَ الصَّعبَةُ ، ولا يُقَعقَعُ لي بِالشِّنانِ‏۴ ، وإنّي لَنَكَلٌ‏۵ لِمَن عاداني ، وسَمٌّ لِمَن حارَبَني ، أنصَفَ القارَةَ مَن راماها.۶
يا أهلَ البَصرَةِ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ وَلّانِيَ الكوفَةَ ، وأنَا غادٍ إلَيها الغَداةَ ، وقَدِ استَخلَفتُ عَلَيكُم

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۸ .

2.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۶ ، تاريخ الطبري : ج‏۵ ص‏۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج‏۶ ص‏۴۲۳ ؛ الأمالي للشجري : ج‏۱ ص‏۱۹۰ كلّها نحوه .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ نحوه .

4.في المَثَل : «ما يُقَعقَعُ لي بالشِّنان» ، يُضرَبُ لمن لا يتّضع لحوادث الدهر ، ولا يَروعُه ما لا حقيقة له . وفي اللّسان : أي لا يُخدَع ولا يُرَوَّع . والشِّنان : جمع شَنّ ؛ وهو الجلد اليابس يُحَرَّك للبعير ليفزَع (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۳۹۱ «قعع») .

5.رجلٌ نِكلٌ ونكَلٌ : إذا نُكِّلَ به أعداؤُه ؛ أي دُفِعوا واُذِلّوا (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۶۷۷ «نكل») .

6.القارةُ : قبيلة ، وهم رماةُ الحدق في الجاهليّة ، ومنه المثل : «أنصفَ القارة من راماها» ، زعموا أنّ رجلين التقيا ، أحدهما قاريٌّ والآخر أسديّ ، فقال القاريّ : إن شئتَ صارعتُك ، وإن شئتَ سابقتُك ، وإن شئتَ راميتُك ، فقال : اخترت المراماة ، فقال القاريّ : قد أنصفتني . وأنشد : قد أنصف القارة ... (تاج العروس : ج ۷ ص ۴۲۴ «قور») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18458
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به