307
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وَجَّهتُكَ لَهُ إلَّا الجُبنُ ، فَامضِ لِوَجهِكَ الَّذي وَجَّهتُكَ لَهُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
فَقالَ مُسلِمٌ لَمّا۱قَرَأَ الكِتابَ : هذا ما لَستُ أتَخَوَّفُهُ عَلى‏ نَفسي . فَأَقبَلَ كَما هُوَ حَتّى‏ مَرَّ بِماءٍ لِطَيِّئٍ ، فَنَزَلَ بِهِم ثُمَّ ارتَحَلَ مِنهُ ، فَإِذا رَجُلٌ يَرمِي الصَّيدَ ، فَنَظَرَ إلَيهِ قَد رَمى‏ ظَبياً حينَ أشرَفَ لَهُ فَصَرَعَهُ ، فَقالَ مُسلِمٌ : يُقتَلُ عَدُوُّنا إن شاءَ اللَّهُ.۲

۲۶۰.تاريخ الطبري عن عمّار الدُّهني : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : حَدِّثني بِمَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ كَأَنّي حَضَرتُهُ .
قالَ : ماتَ مُعاوِيَةُ وَالوَليدُ بنُ عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ عَلَى المَدينَةِ ، فَأَرسَلَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام لِيَأخُذَ بَيعَتَهُ ، فَقالَ لَهُ : أخِّرني وَارفقُ ، فَأَخَّرَهُ فَخَرَجَ إلى‏ مَكَّةَ ، فَأَتاهُ أهلُ الكوفَةِ ورُسُلُهُم : إنّا قَد حَبَسنا أنفُسَنا عَلَيكَ ، ولَسنا نَحضُرُ الجُمُعَةَ مَعَ الوالي ، فَاقدَم عَلَينا . وكانَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ الأَنصارِيُّ عَلَى الكوفَةِ .
قالَ : فَبَعَثَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ابنِ عَمِّهِ ، فَقالَ لَهُ : سِر إلَى الكوفَةِ ، فَانظُر ما كَتَبوا بِهِ إلَيَّ ، فَإِن كانَ حَقّاً خَرَجنا إلَيهِم .
فَخَرَجَ مُسلِمٌ حَتّى‏ أتَى المَدينَةَ ، فَأَخَذَ مِنها دَليلَينِ ، فَمَرّا بِهِ فِي البَرِّيَّةِ ، فَأَصابَهُم عَطَشٌ فَماتَ أحَدُ الدَّليلَينِ ، وكَتَبَ مُسلِمٌ إلَى الحُسَينِ عليه السلام يَستَعفيهِ ، فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : أنِ امضِ إلَى الكوفَةِ.۳

۲۶۱.الثقات لابن حبّان : خَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مِنَ المَدينَةِ مَعَهُ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ يُريدانِ الكوفَةَ ، ونالَهُما فِي الطَّريقِ تَعَبٌ شَديدٌ ، وجَهدٌ جَهيدٌ ؛ لِأَنَّهُما أخَذا دَليلاً تَنَكَّبَ بِهِما الجادَّةَ ، فَكادَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ أن يَموتَ عَطَشاً ، إلى‏ أن سَلَّمَهُ اللَّهُ.۴

1.في المصدر : «لمن قرأ الكتاب» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى‏ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۴ نحوه وفيه «الخبيث» بدل «الخبيت» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۵ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۰ وروضة الواعظين : ص ۱۹۱ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۶ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۷ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۲ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۶ ، الإصابة : ج ۲ ص ۶۹ كلاهما نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ص ۱۱۴ عن الإمام زين العابدين عليه السلام و ليس فيه صدره إلى «مكّة» وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۴ والعقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۴ والمحاسن والمساوئ : ص ۵۹ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۳۷ والإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۸ .

4.الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
306

الفصل الرابع : خروج مندوب الإمام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة

۴ / ۱

تَقاريرُ حَولَ ما جَرى‏ في طَريقِ الكوفَةِ

۲۵۹.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : دَعَا [الحُسَينُ عليه السلام‏] مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَسَرَّحَهُ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ ، وعُمارَةَ بنِ عُبَيدٍ السَّلولِيِّ ، وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ الكَدِنِ الأَرحَبِيِّ ، فَأَمَرَهُ بِتَقوَى اللَّهِ وكِتمانِ أمرِهِ وَاللُّطفِ ؛ فَإِن رَأَى النّاسَ مُجتَمِعينَ مُستَوسِقينَ عَجَّلَ إلَيهِ بِذلِكَ .
فَأَقبَلَ مُسلِمٌ حَتّى‏ أتَى المَدينَةَ ، فَصَلّى‏ في مَسجدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ووَدَّعَ مَن أحَبَّ مِن أهلِهِ ، ثُمَّ استَأجَرَ دَليلَينِ مِن قَيسٍ ، فَأَقبَلا بِهِ ، فَضَلّا الطَريقَ وجارا۱ ، وأصابَهُم عَطَشٌ شَديدٌ .
وقالَ الدَّليلانِ : هذَا الطَّريقُ حَتّى‏ تَنتَهِيَ إلَى الماءِ ، وقَد كادوا أن يَموتوا عَطَشاً ، فَكَتَبَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ إلى‏ حُسَينٍ عليه السلام - وذلِكَ بِالمَضيقِ مِن بَطنِ الخُبَيتِ ۲ - :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أقبَلتُ مِنَ المَدينَةِ مَعي دَليلانِ لي ، فَجارا عَنِ الطَّريقِ وضَلّا ، وَاشتَدَّ عَلَينَا العَطَشُ ، فَلَم يَلبَثا أن ماتا ، وأقبَلنا حَتَّى انتَهَينا إلَى الماءِ ، فَلَم نَنجُ إلّا بِحُشاشَةِ أنفُسِنا۳ ، وذلِكَ الماءُ بِمَكانٍ يُدعَى المَضيقَ مِن بَطنِ الخُبَيتِ ، وقَد تَطَيَّرتُ مِن وَجهي هذا ، فَإِن رَأَيتَ أعفَيتَني مِنهُ وبَعَثتَ غَيري ، وَالسَّلامُ .
فَكَتَبَ إلَيهِ حُسَينٌ عليه السلام :
أمّا بَعدُ ، فَقَد خَشيتُ ألّا يَكونَ حَمَلَكَ عَلَى الكِتابِ إلَيَّ فِي الاِستِعفاءِ مِنَ الوَجهِ الَّذي

1.الجَوْر : الميل عن القصد ، يُقال : جار عن الطريق (الصحاح : ج ۲ ص ۶۱۷ «جور») .

2.الخُبَيت : منطقة في أطراف المدينة (راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب) .

3.بِحُشاشَةِ النفس : أي برمق بقيّة الحياة والروح (النهاية : ج ۱ ص ۳۹۱ «حشش») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18389
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به