اُمِّهِ ، فَصَلّى عِندَ قَبرِها ووَدَّعَها .
ثُمَّ قامَ عَن قَبرِها وصارَ إلى قَبرِ أخيهِ الحَسَنِ عليه السلام فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مَنزِلِهِ .۱
۲۰۲.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوماً إذ وَسِنَ۲ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى تَذوقَ الشَّهادَةَ۳ .
۲ / ۲
نِياحَةُ نِساءِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ عِندَ شُخوصِهِ
۲۰۳.كامل الزيارات عن جابر عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالشُخوصِ عَنِ المَدينَةِ أقبَلَت نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنِّياحَةِ ، حَتّى مَشى فيهِنَّ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ : أنشُدُكُنَّ اللَّهَ أن تُبدينَ هذَا الأَمرَ مَعصِيَةً للَّهِِ ولِرَسولِهِ .۴
فَقالَت لَهُ نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ : فَلِمَن نَستَبقِي النِّياحَةَ وَالبُكاءَ ؟ ! فَهُوَ عِندَنا كَيَومَ ماتَ فيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ ورُقَيَّةُ وزَينَبُ واُمُّ كُلثومٍ ؟ فَنَنشُدُكَ اللَّهَ جَعَلَنَا اللَّهُ فِداكَ مِنَ المَوتِ يا حَبيبَ الأَبرارِ مِن أهلِ القُبورِ .
وأقبَلَت بَعضُ عَمّاتِهِ تَبكي وتَقولُ : أشهَدُ يا حُسَينُ ، لَقَد سَمِعتُ الجِنَّ ناحَت بِنَوحِكَ وهُم يَقولونَ :
فَإِنَّ قَتيلَ الطَّفِّ مِن آلِ هاشِمٍأذَلَّ رِقاباً مِن قُرَيشٍ فَذَلَّتِ
حَبيبُ رَسولِ اللَّه لَم يَكُ فاحِشاًأبانَت مُصيبَتُكَ الاُنوفَ وجَلَّتِ
وقُلنَ أيضاً :
أبكي حُسَيناً سَيِّداًولِقَتلِهِ شابَ الشَّعَرْ
ولِقَتلِهِ زُلزِلتُمُولِقَتلِهِ انكَسَفَ القَمَرْ
وَاحمَرَّت آفاقُ السَّماءِ مِنَ العَشِيَّةِ وَالسَّحَرْ
وتَغَبَّرَت شَمسُ البِلادِ بِهِم وأظلَمَتِ الكُوَرْ
۵
ذاكَ ابنُ فاطِمَةَ المُصابُ بِهِ الخَلائِقُ وَالبَشَرْ
أورَثتَنا ذُلّاً بِهِجَدعُ الاُنوفِ مَعَ الغُرَرْ
۶
1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۷ .
2.الوَسَنُ : أوَّلُ النوم (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۶ «وسن») .
3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .
4.إنّ خروج الإمام عليه السلام من المدينة كان على نحو السرّيّة ، ولهذا منع النساء من النياحة؛ لئلّا يُفشى أمرُه .
5.الكُورة : المدينة والصُّقع ، الجمع كُوَر (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۳۰ «كور») .
6.كامل الزيارات : ص ۱۹۵ ح ۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۸ ح ۲۶ .