179
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۲ / ۴ . رواية «أنوار المجالس»

في أواخر القرن الثالث عشر ذكَرَ شخصٌ يُدعى محمّد حسين الأرجستاني في كتاب أنوار المجالس،۱ القصّة بشكل آخر، وهذا نصّ ما ذكره :
لم يكن لأهل البيت في تلك الليالي شمع ولا مصباح، ولا طعام ولا شراب، ولا فراش ولا ثياب، وقد عمَّهم الحزن ، وكانوا مشغولين في إقامة العزاء على شهداء كربلاء ، حتّى أجهشت السيّدة زبيدة ابنة سيّد الشهداء في البكاء في إحدى الليالي على فراق أبيها ، وكان عمرها ثلاث سنوات... .۲
وتشير الدراسات إلى أنّ هذه الرواية هي أوّل رواية طرحت اسم الطفلة وعرفتها بزبيدة ، واعتبرت محلّ الحادثة خربة الشام .
ويقول الكاتب قبل ذلك وفي الصفحة السابقة مشيراً إلى خربة الشام:
تذكّرتُ غرباء خربة الشام، أوَ لم يكن أهل البيت الذين هم خير الأنام غرباء في خربة الشام ؟ أوَ لم تكن سكينة ورقيّة طفلتي الحسين عليه السلام ؟ فلماذا لم يتكلّم أحد بكلمة يعزّي فيها هؤلاء الغرباء رغم معاناتهم من فقد الأب والأخ؟!
وهكذا فإنّه - حسب ما توصّلنا إليه - أوّل كتاب يذكر ابنة للإمام الحسين عليه السلام في خربة الشام باسم رقيّة. وبالطبع فإنّه لا يذكر شيئاً عن مصيرها ، ويسجّل حادثة شهادة الطفلة باسم زبيدة .
ومن الممكن أن تكون هذه الرواية قد هيّأت الأرضية للروايات اللّاحقة بشأن اسم الطفلة الّتي توفّيت في خربة الشام .

۲ / ۵ . رواية «شعشعة الحسيني»

في أوائل القرن الرابع عشر ذكر الشيخ محمّد جواد اليزدي في كتاب شعشعة الحسيني : ۳نُقل أنّ طفلة للإمام الحسين عليه السلام رحلت عن هذه الدنيا في خربة الشام بسبب رؤية رأس أبيها ، ولكنّ هناك اختلافاً بشأن اسمها : هل هي زبيدة ، أم رقيّة ، أم زينب ، أم سكينة؟۴
كما ذَكَر في الصفحات التالية نقلاً عن كتاب رياض الأحزان أنّ اسم هذه المخدّرة كان فاطمة .۵
وقد طُرحت في هذه الرواية عدّة أسماء لهذه الطفلة المتوفّاة في الشام، منها رقيّة .

1.بدأ تأليف هذا الكتاب عام ۱۲۸۰ ه .

2.أنوار المجالس «بالفارسيّة» : ص ۱۶۱ .

3.بدأ تأليف هذا الكتاب عام ۱۳۱۹ ه .

4.شعشعة الحسيني «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۱۷۱ .

5.شعشعة الحسيني «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۱۷۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
178

۲ / ۳ . رواية «المنتخب للطريحي»

ويروي فخرالدين الطريحي (المتوفّى ۱۰۸۵ ه ) - بعد الملّا حسين الكاشفي - القصّة في كتاب المنتخب مع بعض الاختلافات، ونورد فيما يلي قسماً من نصّ المنتخب:
روي أنّه لمّا قدم آل اللَّه وآل رسوله على يزيد في الشام أفرد لهم داراً ، وكانوا مشغولين بإقامة العزاء ، وإنّه كان لمولانا الحسين عليه السلام بنتاً عمرها ثلاث سنوات... فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّى بمنديل ديبقي ، فوضع بين يديها وكُشف الغطاء عنه، فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا لها : رأس أبيكِ، فرفعته من الطشت حاضنة له وهي تقول: يا أباه ، من ذا الذي خضبك بدمائك؟ يا أبتاه ، من ذا الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه ، من ذا الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه ، من بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه ، من لليتيمة حتّى تكبر؟ يا أبتاه ، من للنساء الحاسرات؟ يا أبتاه ، من للأرامل المسبيات؟ يا أبتاه ، من للعيون الباكيات؟ يا أبتاه ، من للضائعات الغريبات؟ يا أبتاه ، من للشعور المنشّرات؟ يا أبتاه، من بعدك وا خيبتنا؟ يا أبتاه، من بعدك وا غربتنا؟ يا أبتاه، ليتني كنت الفداء ، يا أبتاه، ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء ، يا أبتاه ، ليتني وسِّدت الثرى ولا أرى شيبك مخضّباً بالدماء .
ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها فإذا بها قد فارقت روحها الدنيا.۱الجدير بالذكر أنّ هذا المصدر هو أوّل مصدر معروف ذكر أنّ عمر الطفلة ثلاث سنوات، كما أنّه أوّل مصدر ذكر حديثها مع الإمام بشكل مفصّل ، ولكنّه لم يذكر شيئاً حول اسمها .

1.المنتخب للطريحي : ص ۱۳۶.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22519
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به