175
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

دراسة حول انتساب السيّدة رقيّة إلى الإمام الحسين‏

هناك ملاحظات فيما يتعلّق بانتساب بنت تدعى رقيّة إلى الإمام الحسين عليه السلام ، وكذا في كيفية وفاتها في الشام، وفي المرقد المنسوب إليها أيضاً، ومن المناسب أن يخضع كلّ منها للدراسة بشكل مستقلّ :

۱ . انتسابُ بنتٍ بِاسم رقيّةَ إلى الإمام عليه السلام‏

لم تذكر المصادر القديمة والمعتبرة الّتي أحصت أولاد الإمام الحسين عليه السلام بنتاً للإمام اسمها رقيّة ، بل ذكرت ابنتين له تُدعيان فاطمة وسكينة، وذكر بعضٌ منها بنتاً ثالثة اسمها زينب، ۱ وحتّى العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ۲ والمحدّث الجليل المعاصر الشيخ عبّاس القمّي في مؤلّفاته لم يشيرا إلى اسم رقيّة باعتبارها ابنةً للإمام عليه السلام .
وذكر ابن طلحة (المتوفّى ۶۵۴ ه ) في كتاب مطالب السؤول‏۳ أنّ عدد أولاد الإمام الحسين عليه السلام يبلغ عشرة: ستّة أبناء وأربع بنات، ولم يذكر خلال التعريف بالبنات سوى أسماء ثلاثة، هنّ: فاطمة وسكينة وزينب، وقد نقل مؤلّف كشف الغمّة۴هذه المعلومة نفسها من مطالب السؤول .
وفي حدود ما تدلّ عليه دراستنا فإنّ الشخص الوحيد الذي ذكر للإمام الحسين عليه السلام أسماء أربع بنات هو النسّابة المعروف في القرن السادس ابن فندق البيهقي (المتوفّى ۵۶۵ ه ) ، حيث أورد في لباب الأنساب أسماء بناته كالتالي :
۱ . فاطمة، اُمّها اُمّ إسحاق بنت طلحة.
۲ . سكينة، اُمّها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.
۳ . زينب - ماتت صغيرة - اُمّها شهربانو بنت يزدجرد.
۴ . اُمّ كلثوم - ماتت صغيرة - اُمّها شهربانو بنت يزدجرد.۵
وكما نلاحظ فإنّه لم يذكر رقيّة خلال إحصائه لبنات الإمام عليه السلام ، رغم أنّه ذكر أنّ عددهنّ يبلغ أربعاً، ولكنّه يكتب في بيانه للأولاد الذين تبقّوا من ذرّية الإمام قائلاً :
ولم يبق من أولاده - يعني الحسين عليه السلام - إلاّ زين العابدين عليه السلام وفاطمة وسكينة ورقيّة .۶
ومن الممكن أن يقال : إنّ رقيّة هي نفسها اُمّ كلثوم ، ولكن هذا الاحتمال لا ينسجم مع جملة «ولم يَبقَ من أولاده...» ؛ ذلك لأنّ هذه العبارة تشعر بأنّ رقيّة عاشت لسنوات طويلة بعد حادثة كربلاء والأسر إلى الشام، مثل فاطمة وسكينة. إلّا إذا قلنا: إنّه يقصد المتبقين بعد يوم عاشوراء .
وأمّا النقل الآخر الذي يشير إلى اسم رقيّة، فهو ما جاء في بعض نسخ كتاب الملهوف من أنّ الإمام الحسين عليه السلام قد قال لأهل بيته :
يا أُختاه، يا أُمَّ كُلثومٍ، وأنتِ يا زَينَبُ، وأنتِ يا رُقَيَّةُ ، وأنتِ يا فاطِمَةُ ، وأنتِ يا رَبابُ، اُنظُرنَ إذا أنَا قُتِلتُ فَلا تَشققُنَ عَلَيَّ جَيباً ، ولا تَخمِشنَ عَلَيَّ وَجهاً ، ولا تَقُلنَ عَلَيَّ هَجراً .۷
ويمكن القول بشأن هذه الرواية :
أوّلاً : إنّ هذا النصّ لا يوجد في الكثير من نسخ الملهوف .
ثانياً : لا توجد في الرواية المذكورة إشارة إلى أنّ رقية هي ابنة الإمام عليه السلام .
ثالثاً : من المحتمل أن يكون المخاطَب بهذا الكلام هي رقية بنت الإمام علي عليه السلام ، وزوجة مسلم بن عقيل ؛۸ لأنّ أولاد مسلم كانوا يرافقون الإمام، ومن المحتمل قويّاً حضور زوجته أيضاً في كربلاء .

1.راجع : ص ۱۶۷ (الفصل السادس : الأولاد) .

2.بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۲۹ .

3.مطالب السؤول : ص ۷۳ . وراجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۱ ص ۲۲۴ ح ۱۸۴ .

4.كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۰ .

5.لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۴۹ .

6.لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۵۵ .

7.الملهوف : ص ۱۴۱ .

8.راجع : ص ۴۱۶ (القسم الرابع / الفصل الرابع / شهادة مسلم بن عقيل) وص ۱۰۷۰ (القسم السادس / الفصل السادس / كلام حول الأسرى ومن تبقّى بعد واقعة كربلاء) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
174

مصعب برجال آخرين أيضاً.
أزواجها بعد عبد اللَّه بن الحسن، هم حسب التسلسل : مصعب بن الزبير، عبد اللَّه بن عثمان بن عبد اللَّه ، زيد بن عمرو بن عثمان، إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، الأصبغ بن عبد اللَّه بن مروان . وهناك أقوال اُخرى في ذلك .
حضرت سكينة واقعة كربلاء، واُخذت مع الأسرى إلى الكوفة والشام، ومن ثمّ ذهبت إلى المدينة .
وقد ورد في المصادر التاريخيّة أنّ وفاتها كانت في ربيع الأوّل سنة ۱۱۷ للهجرة . وذكر آخرون سنتي ۹۲ و ۹۴ للهجرة تاريخاً لوفاتها .
دفنت في المدينة المنوّرة بناءً على الرأي المشهور، وذُكر أيضاً أنّها دفنت في الشام ، ومكّة ، وأماكن اُخرى .

۲۳.تاريخ دمشق : سُكَينَةُ اسمُها آمِنَةُ أو اُمَيمَةُ ، وإنَّما سُكَينَةُ لَقَبٌ ، لَقَّبَتها اُمُّهَا الرَّبابُ بِنتُ امرِئِ القَيسِ .۱

۲۴.الأغاني عن مصعب : كانَت سُكَينَةُ عَفيفَةً سَليمَةً ، بَرزَةً۲مِنَ النِّساءِ ، تُجالِسُ الأَجِلَّةَ مِن قُرَيشٍ ، وتَجتَمِعُ إلَيهَا الشُّعَراءُ .۳

۶ / ۸

زَينَبُ‏

ذُكرت زينب في مصادر عديدة بوصفها إحدى بنات الإمام الحسين عليه السلام . وذكرت بعض المصادر أنّ اُمّها هي شهربانو، وقد توفّيت وهي صغيرة .

1.تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۲۰ وص ۲۰۵ ، مقاتل الطالبييّن : ص ۹۴ وفيه «أمينة وقيل : اُميمة» ، الأغاني : ج ۱۶ ص ۱۴۶ ، وفيات الأعيان : ج ۲ ص ۳۹۷ وفيهما «وقيل : اسمها آمنة وقيل : أمينة وقيل : اُميمة» .

2.البرزةُ من النساء : الجليلة التي تظهر للناس ويجلس إليها القوم ، موثوق برأيها وعفافها (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۱۰ «برز») .

3.الأغاني : ج ۱۶ ص ۱۵۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 23185
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به