يَومِ عاشوراءَ ، فَأَلفَيتُهُ كاسِفَ۱ اللَّونِ ، ظاهِرَ الحُزنِ ، ودُموعُهُ تَنحَدِرُ مِن عَينَيهِ كَاللُّؤلُؤِ المُتَساقِطِ . فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! مِمَّ بُكاؤُكَ ، لا أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ؟
فَقالَ لي : أوَ في غَفلَةٍ أنتَ؟ أما عَلِمتَ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام اُصيبَ في مِثلِ هذَا اليَومِ؟ ... قالَ : وبَكى أبو عَبدِ اللَّه عليه السلام حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ بِدُموعِهِ.۲
۲۰۶۰.كامل الزيارات عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللَّه [الصّادق] عليه السلام ، قال : كُنّا عِندَهُ، فَذَكَرنَا الحُسَينَ عليه السلام ، فَبَكى أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام وبَكَينا .
قالَ : ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، فَقالَ : قالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا قَتيلُ العَبرَةِ ، لا يَذكُرُني مُؤمِنٌ إلّا بَكى.۳
۲۰۶۱.كامل الزيارات عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللَّه [الصادق] عليه السلام ، قال: سَأَلتُهُ في طَريقِ المَدينَةِ ونَحنُ نُريدُ مَكَّةَ ، فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما لي أراكَ كَئيباً حَزيناً مُنكَسِراً؟
فَقالَ : لَوتَسمَعُ ما أسمَعُ لَشَغَلَكَ عَن مَسأَلَتي ، قُلتُ : فَمَا الَّذي تَسمَعُ؟
قالَ : اِبتِهالَ المَلائِكَةِ إلَى اللَّهِ عزّ وجلّ عَلى قَتَلَةِ أميرِ المُؤمِنينَ وقَتَلَةِ الحُسَينِ عليهما السلام ، ونوحَ الجِنِّ وبُكاءَ المَلائِكَةِ الَّذينَ حَولَهُ وشِدَّةَ جَزَعِهِم ، فَمَن يَتَهَنَّأُ مَعَ هذا بِطَعامٍ أو بِشَرابٍ أو نَومٍ؟۴
۲۰۶۲.كامل الزيارات عن أبي بصير : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام اُحَدِّثُهُ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ ابنُهُ ، فَقالَ لَهُ : مَرحَباً ! وضَمَّهُ وقَبَّلَهُ ، وقالَ : حَقَّرَ اللَّهُ مَن حَقَّرَكُم ، وَانتَقَمَ مِمَّن وَتَرَكُم۵، وخَذَلَ اللَّهُ مَن خَذَلَكُم ، ولَعَنَ اللَّهُ مَن قَتَلَكُم ، وكانَ اللَّهُ لَكُم وَلِيّاً وحافِظاً وناصِراً .
فَقَد طالَ بُكاءُ النِّساءِ وبُكاءُ الأَنبِياءِ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ ومَلائِكَةِ السَّماءِ .
ثُمَّ بَكى وقالَ : يا أبا بَصيرٍ ! إذا نَظَرتُ إلى وُلدِ الحُسَينِ عليه السلام أتاني ما لا أملِكُهُ بِما أتى إلى أبيهِم وإلَيهِم.۶
1.كاسِفُ البال : سَيِّئ الحال ، كاسِفُ الوَجه : أي عابس (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۲۱ «كسف») .
2.مصباح المتهجّد : ص ۷۸۲ ، المزار الكبير : ص ۴۷۳ ح ۶ ، الإقبال : ج ۳ ص ۶۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۰۳ ح ۴ .
3.كامل الزيارات : ص ۲۱۶ ح ۳۱۳ ، فضل زيارة الحسين عليه السلام : ص ۴۱ ح ۱۴ عن إسحاق بيّاع اللؤلؤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۷۹ ح ۵ .
4.كامل الزيارات : ص ۱۸۷ ح ۲۶۳ و ص ۴۹۵ ح ۷۶۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۲۶ ح ۱۹ .
5.الوِتْرُ : الجناية التي يجنيها الرجل على غيره ، من قتل أو نهب أو سبي (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۸ «وتر») .
6.كامل الزيارات : ص ۱۶۹ ح ۲۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۰۸ ح ۱۴ .