الفُسطاطِ ، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام داخِلاً فَخَرَجَ ومَعَهُ خِرقَةٌ يَمسَحُ بِها دُموعَهُ ، وخَلفَهُ خادِمٌ مَعَهُ كُرسِيٌّ ، فَوَضَعَهُ لَهُ وجَلَسَ عَلَيهِ وهُوَ لا يَتَمالَكُ مِنَ العَبرَةِ ، فَارتَفَعَت أصواتُ النّاسِ بِالبُكاءِ وحَنينُ الجَواري وَالنِّساءِ ، وَالنّاسُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يُعَزّونَهُ ، فَضَجَّت تِلكَ البُقعَةُ ضَجَّةً شَديدَةً.۱
د - نُدبَةُ اُمِّ البَنينَ
۱۹۵۶.مقاتل الطالبيّين : كانَت اُمُّ البَنينَ - اُمُّ هؤُلاءِ الأَربَعَةِ الإِخوَةِ القَتلى - تَخرُجُ إلَى البَقيعِ ، فَتَندُبُ بَنيها أشجى نُدبَةٍ وأحرَقَها ، فَيَجتَمِعُ النّاسُ إلَيها يَسمَعونَ مِنها ، فَكانَ مَروانُ يَجيءُ فيمَن يَجيءُ لِذلِكَ ، فَلا يَزالُ يَسمَعُ نُدبَتَها ويَبكي.۲
۱۹۵۷.الأمالي للشجري عن الحسن بن خضر عن أبيه عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق] عليه السلام : بُكِيَ الحُسَينُ عليه السلام خَمسَ حِجَجٍ ، وكانَت اُمُّ جَعفَرٍ الكِلابِيَّةُ تَندُبُ الحُسَينَ عليه السلام وتَبكيهِ وقَد كُفَّ بَصَرُها ، فَكانَ مَروانُ وهُوَ والِ المَدينَةِ يَجيءُ مُتَنَكِّراً بِاللَّيلِ حَتّى يَقِفُ ، فَيَسمَعُ بُكاءَها ونَدبَها.۳
ه - النِّياحَةُ عَلَيهِ ثَلاثَ سِنينَ
۱۹۵۸.دعائم الإسلام عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق] عليه السلام : نيحَ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام سَنَةً كامِلَةً ، كُلَّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، وثَلاثَ سِنينَ مِنَ اليَومِ الَّذي اُصيبَ فيهِ۴، وكانَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ وأبو هُرَيرَةَ وتِلكَ الشّيخَةُ مِن أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، يَأتونَ مُستَتِرينَ ومُقَنِّعينَ ، فَيَسمَعونَ ويَبكونَ.۵
و - اِستِمرارُ مَأتَمِ أهلِ البَيتِ إلى قَتلِ ابنِ زِيادٍ
۱۹۵۹.كامل الزيارات عن زرارة عن أبي عبد اللَّه [الصادق ]عليه السلام : مَا اختَضَبَت مِنَّا امرَأَةٌ ، ولَا ادَّهَنَت ، ولَا اكتَحَلَت ، ولا رَجَّلَت ، حَتّى أتانا رَأسُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وما زِلنا في عَبرَةٍ بَعدَهُ.۶
1.الملهوف : ص ۲۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۷ و راجع : مثير الأحزان : ص ۱۱۳ .
2.مقاتل الطالبيّين : ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۰ .
3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۵ .
4.يحتمل أن يكون كلام الإمام قد تمّ إلى هنا ، وأنّ ما بعده ليس من كلامه عليه السلام .
5.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۸۲ ص ۱۰۲ ح ۴۸ .
6.كامل الزيارات : ص ۱۶۷ ح ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۰۷ ح ۱۳ .