1327
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الفُسطاطِ ، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام داخِلاً فَخَرَجَ ومَعَهُ خِرقَةٌ يَمسَحُ بِها دُموعَهُ ، وخَلفَهُ خادِمٌ مَعَهُ كُرسِيٌّ ، فَوَضَعَهُ لَهُ وجَلَسَ عَلَيهِ وهُوَ لا يَتَمالَكُ مِنَ العَبرَةِ ، فَارتَفَعَت أصواتُ النّاسِ بِالبُكاءِ وحَنينُ الجَواري وَالنِّساءِ ، وَالنّاسُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يُعَزّونَهُ ، فَضَجَّت تِلكَ البُقعَةُ ضَجَّةً شَديدَةً.۱

د - نُدبَةُ اُمِّ البَنينَ‏

۱۹۵۶.مقاتل الطالبيّين : كانَت اُمُّ البَنينَ - اُمُّ هؤُلاءِ الأَربَعَةِ الإِخوَةِ القَتلى‏ - تَخرُجُ إلَى البَقيعِ ، فَتَندُبُ بَنيها أشجى‏ نُدبَةٍ وأحرَقَها ، فَيَجتَمِعُ النّاسُ إلَيها يَسمَعونَ مِنها ، فَكانَ مَروانُ يَجي‏ءُ فيمَن يَجي‏ءُ لِذلِكَ ، فَلا يَزالُ يَسمَعُ نُدبَتَها ويَبكي.۲

۱۹۵۷.الأمالي للشجري عن الحسن بن خضر عن أبيه عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق‏] عليه السلام : بُكِيَ الحُسَينُ عليه السلام خَمسَ حِجَجٍ ، وكانَت اُمُّ جَعفَرٍ الكِلابِيَّةُ تَندُبُ الحُسَينَ عليه السلام وتَبكيهِ وقَد كُفَّ بَصَرُها ، فَكانَ مَروانُ وهُوَ والِ المَدينَةِ يَجي‏ءُ مُتَنَكِّراً بِاللَّيلِ حَتّى‏ يَقِفُ ، فَيَسمَعُ بُكاءَها ونَدبَها.۳

ه - النِّياحَةُ عَلَيهِ ثَلاثَ سِنينَ‏

۱۹۵۸.دعائم الإسلام عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق‏] عليه السلام : نيحَ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام سَنَةً كامِلَةً ، كُلَّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، وثَلاثَ سِنينَ مِنَ اليَومِ الَّذي اُصيبَ فيهِ‏۴، وكانَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ وأبو هُرَيرَةَ وتِلكَ الشّيخَةُ مِن أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، يَأتونَ مُستَتِرينَ ومُقَنِّعينَ ، فَيَسمَعونَ ويَبكونَ.۵

و - اِستِمرارُ مَأتَمِ أهلِ البَيتِ إلى‏ قَتلِ ابنِ زِيادٍ

۱۹۵۹.كامل الزيارات عن زرارة عن أبي عبد اللَّه [الصادق ]عليه السلام : مَا اختَضَبَت مِنَّا امرَأَةٌ ، ولَا ادَّهَنَت ، ولَا اكتَحَلَت ، ولا رَجَّلَت ، حَتّى‏ أتانا رَأسُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وما زِلنا في عَبرَةٍ بَعدَهُ.۶

1.الملهوف : ص ۲۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۷ و راجع : مثير الأحزان : ص ۱۱۳ .

2.مقاتل الطالبيّين : ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۰ .

3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۵ .

4.يحتمل أن يكون كلام الإمام قد تمّ إلى هنا ، وأنّ ما بعده ليس من كلامه عليه السلام .

5.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۸۲ ص ۱۰۲ ح ۴۸ .

6.كامل الزيارات : ص ۱۶۷ ح ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۰۷ ح ۱۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1326

قالَ بَشيرٌ : فَرَكِبتُ فَرَسي ورَكَضتُ حَتّى‏ دَخَلتُ المَدينَةَ ، فَلَمّا بَلَغتُ مَسجِدَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، رَفَعتُ صَوتي بِالبُكاءِ ، وأنشَأتُ أقولُ :




يا أهلَ يَثرِبَ لا مُقامَ لَكُم بِهاقُتِلَ الحُسَينُ فَأَدمُعي مِدرارُ
الجِسمُ مِنهُ بِكَربَلاءَ مُضَرَّجٌوَالرَّأسُ مِنهُ عَلَى القَناةِ يُدارُ
قالَ : ثُمَّ قُلتُ : هذا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام مَعَ عَمّاتِهِ وأخَواتِهِ ، قَد حَلّوا بِساحَتِكُم، ونَزَلوا بِفِنائِكُم ، وأنَا رَسولُهُ إلَيكُم اُعَرِّفُكُم مَكانَهُ .
قالَ : فَما بَقِيَت فِي المَدينَةِ مُخَدَّرَةٌ ولا مُحَجَّبَةٌ إلّا بَرَزنَ مِن خُدورِهِنَّ مَكشوفَةً شُعورُهُنَّ ، مُخَمَّشَةً وُجوهُهُنَّ ، ضارِباتٍ خُدودَهُنَّ ، يَدعونَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ ، فَلَم أرَ باكِياً ولا باكِيَةً أكثَرَ مِن ذلِكَ اليَومِ ، ولا يَوماً أمَرَّ عَلَى المُسلِمينَ مِنهُ بَعدَ وَفاةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وسَمِعتُ جارِيَةً تَنوحُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وتَقولُ :




نَعى‏ سَيِّدي ناعٍ نَعاهُ فَأَوجَعافَأَمرَضَني ناعٍ نَعاهُ فَأَفجَعا
أعَينَيَّ جودا بِالمَدامِعِ وأَسكِباوجودا بِدَمعٍ بَعدَ دَمعِكُما مَعا
عَلى‏ مَن دَهى‏ عَرشَ الجَليلِ فَزَعزَعا۱وأصبَحَ أنفُ الدّينِ وَالمَجدُ أجدَعا۲
عَلَى ابنِ نَبِيِّ اللَّهِ وَابنِ وَصِيِّهِ‏وإن كانَ عَنّا شاحِطَ۳ الدّارِ أشسَعا۴
ثُمَّ قالَت : أيُّهَا النّاعي! جَدَّدتَ حُزنَنا بِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، وخَدَشتَ مِنّا قُروحاً لَمّا تَندَمِل ، فَمَن أنتَ يَرحَمُكَ اللَّهُ؟
قُلتُ : أنَا بَشيرُ بنُ حَذلَمٍ وَجَّهَني مَولايَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ نازِلٌ مَوضِعَ كَذا وكَذا مَعَ عِيالِ أبي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ عليه السلام ونِسائِهِ .
قالَ : فَتَرَكوني مَكاني وبادَروا ، فَضَرَبتُ فَرَسي حَتّى‏ رَجَعتُ إلَيهِم ، فَوَجَدتُ النّاسَ قَد أخَذُوا الطُّرُقَ وَالمَواضِعَ ، فَنَزَلتُ عَن فَرَسي وتَخَطَّيتُ رِقابَ النّاسِ حَتّى‏ قَرُبتُ مِن بابِ

1.الزّعزعة : كلّ تحريك شديد (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۴ «زعزع») .

2.الجَدْع : قطع الأنف ، والاُذن والشفّة ، وهو بالأنف أخصّ (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۶ «جدع») .

3.الشَّحْط : البُعْد ، يقال : شَحِط المزار ، أي بعد (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۳۵ «شحط») .

4.الشِّسع : طرف المكان (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۴۵ «شسع») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18622
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به