1313
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام: رَحِمَ اللَّهُ شيعَتَنا، شيعَتُنا - وَاللَّهِ - هُمُ المُؤمِنونَ، فَقَد - وَاللَّهِ - شَرِكونا فِي المُصيبَةِ بِطولِ الحُزنِ وَالحَسرَةِ.۱

۱ / ۲

إقامَةُ المَأتَمِ فِي العَشرِ الأُوَلِ مِنَ مُحَرَّمِ‏

۱۹۲۲.الأمالي للصدوق عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام: إنَّ المُحَرَّمَ شَهرٌ كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يُحَرِّمونَ فيهِ القِتالَ ، فَاستُحِلَّت فيهِ دِماؤُنا ، وهُتِكَت فيهِ حُرمَتُنا ، وسُبِيَ فيهِ ذَرارِيُّنا ، ونِساؤُنا ، واُضرِمَتِ النّيرانُ في مَضارِبِنا ، وَانتُهِبَ ما فيها مِن ثَقَلِنا ، ولَم تُرعَ لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حُرمَةٌ في أمرِنا .
إنَّ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام أقرَحَ جُفونَنا ، وأسبَلَ دُموعَنا ، وأذَلَّ عَزيزَنا ، بِأَرضِ كَربٍ وبَلاءٍ أورَثَتنَا الكَربَ وَالبَلاءَ ، إلى‏ يَومِ الاِنقِضاءِ ، فَعَلى‏ مِثلِ الحُسَينِ عليه السلام فَليَبكِ الباكونَ ، فَإِنَّ البُكاءَ يَحُطُّ الذُّنوبَ العِظامَ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : كانَ أبي صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ إذا دَخَلَ شَهرُ المُحَرَّمِ لا يُرى‏ ضاحِكاً ، وكانَتِ الكَآبَةُ تَغلِبُ عَلَيهِ حَتّى‏ يَمضِيَ مِنهُ عَشَرَةُ أيّامٍ ، فَإِذا كانَ يَومُ العاشِرِ كانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ مُصيبَتِهِ وحُزنِهِ وبُكائِهِ ، ويَقولُ : هُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ.۲

۱۹۲۳.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الريّان بن شبيب : دَخَلتُ عَلَى الرِّضا عليه السلام في أوَّلِ يَومٍ مِنَ المُحَرَّمِ .
فَقالَ : يَابنَ شَبيبٍ ، أصائِمٌ أنتَ؟ قُلتُ : لا ، فَقالَ : إنَّ هذَا اليَومَ هُوَ اليَومُ الَّذي دَعا فيهِ زَكَرِيّا عليه السلام رَبَّهُ عَزَّ وجَلَّ ، فَقالَ : «رَبِ‏ّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ»۳ ، فَاستَجابَ اللَّهُ لَهُ ، و أمَرَ المَلائِكَةَ ، فَنادَت زَكَرِيّا «وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى‏»۴ ، فَمَن صامَ هذَا اليَومَ ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ، استَجابَ اللَّهُ لَهُ كَمَا استَجابَ اللَّهُ لِزَكَرِيّا .
ثُمَّ قالَ : يَابنَ شَبيبٍ ! إنَّ المُحَرَّمَ هُوَ الشَّهرُ الَّذي كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يُحَرِّمونَ فيهِ الظُّلمَ وَالقِتالَ لِحُرمَتِهِ ، فَما عَرَفَت هذِهِ الاُمَّةُ حُرمَةَ شَهرِها ، ولا حُرمَةَ نَبِيِّها ، لَقَد قَتَلوا في هذَا الشَّهرِ ذُرِّيَّتَهُ ، وسَبَوا نِساءَهُ ، وَانتَهَبوا ثَقَلَهُ ، فَلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُم ذلِكَ أبَداً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن كُنتَ باكِياً لِشَي‏ءٍ فَابكِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام، فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَما يُذبَحُ الكَبشُ ، وقُتِلَ مَعَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ ثَمانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ما لَهُم فِي الأَرضِ شَبيهونَ ، ولَقَد بَكَتِ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ لِقَتلِهِ ، ولَقَد نَزَلَ إلَى الأَرضِ مِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةُ آلافٍ لِنَصرِهِ ، فَلَم يُؤذَن لَهُم ، فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إلى‏ أن يَقومَ القائِمُ عليه السلام، فَيَكونونَ مِن أنصارِهِ و شِعارُهُم : يا لَثاراتِ الحُسَينِ عليه السلام.
يَابنَ شَبيبٍ ! لَقَد حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عليهم السلام، أنَّهُ لَمّا قُتِلَ جَدِّيَ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ أمطَرَتِ السَّماءُ دَماً و تُراباً أحمَرَ .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن بَكَيتَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ تَصيرَ دُموعُكَ عَلى‏ خَدَّيكَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتَهُ ، صَغيراً كانَ أو كَبيراً ، وقَليلاً كانَ أو كَثيراً.
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَلقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ولا ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الحُسَينَ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَسكُنَ الغُرَفَ المَبنِيَّةَ فِي الجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَالعَن قَتَلَةَ الحُسَينِ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن يَكونَ لَكَ مِنَ الثَّوابِ مِثلُ ما لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقُل مَتى‏ ذَكَرتَهُ : يا لَيتَني كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظيماً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَكونَ مَعَنا فِي الدَّرَجاتِ العُلى‏ مِنَ الجِنانِ فَاحزَن لِحُزنِنا ، وَافرَح لِفَرَحِنا ، وعَلَيكَ بِوِلايَتِنا ، فَلَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ مَعَهُ يَومَ القِيامَةِ .۵

1.ثواب الأعمال : ص ۲۵۷ ح ۳ ، الملهوف : ص‏۱۸۴ ، مثير الأحزان : ص‏۸۱ نحوه وفي صدره «روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله ...» ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص‏۲۲۱ ح ۷ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۱۹۰ ح ۱۹۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۸ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۷ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۶ و ليس فيه ذيله من «ثمّ قال عليه السلام :» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۳ ح ۱۷ .

3.آل عمران : ۳۸ .

4.آل عمران : ۳۹ .

5.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۵۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۲ ح ۲۰۲ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۵ ح ۲۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1312

فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي جَعَلَ فِي النّاسِ مَن يَفِدُ إلَينا ويَمدَحُنا ويَرثي لَنا ، وجَعَلَ عَدُوَّنا مَن يَطعُنُ عَلَيهِم مِن قَرابَتِنا ، وغَيرِهِم يَهدُرونَهُم ويُقَبِّحونَ ما يَصنَعونَ .۱

۱۹۲۰.الكافي عن معاوية بن وهب : اِستَأذَنتُ عَلى‏ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَقيلَ لي : اُدخُل ، فَدَخَلتُ فَوَجَدتُهُ في مُصَلّاهُ في بَيتِهِ ، فَجَلَستُ حَتّى‏ قَضى‏ صَلاتَهُ ، فَسَمِعتُهُ وهُوَ يُناجي رَبَّهُ ويَقولُ :
يا مَن خَصَّنا بِالكَرامَةِ ، وخَصَّنا بِالوَصِيَّةِ ، ووَعَدَنَا الشَّفاعَةَ ، وأعطانا عِلمَ ما مَضى‏ وما بَقِيَ ، وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَينا ، اغفِر لي ولِإِخواني ولِزُوّارِ قَبرِ أبي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ عليه السلام، الَّذينَ أنفَقوا أموالَهُم ، وأشخَصوا أبدانَهُم رَغبَةً في بِرِّنا ، ورَجاءً لِما عِندَكَ في صِلَتِنا ، وسُروراً أدخَلوهُ عَلى‏ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، وإجابَةً مِنهُم لِأَمرِنا ، وغَيظاً أدخَلوهُ عَلى‏ عَدُوِّنا ، أرادوا بِذلِكَ رِضاكَ ، فَكافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ ، وَاكلَأهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وَاخلُف عَلى‏ أهاليهِم وأولادِهِمُ الَّذينَ خُلِّفوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ ، وَاصحَبهُم وَاكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وكُلِّ ضَعيفٍ مِن خَلقِكَ أو شَديدٍ ، وشَرَّ شَياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ ، وأعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنكَ في غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم ، وما آثَرونا بِهِ عَلى‏ أبنائِهِم وأهاليهِم وقَراباتِهِم .
اللَّهُمَّ إنَّ أعداءَنا عابوا عَلَيهِم خُروجَهُم ، فَلَم يَنهَهُم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلَينا ، وخِلافاً مِنهُم عَلى‏ مَن خالَفَنا ، فَارحَم تِلكَ الوُجوهَ الَّتي قَد غَيَّرَتهَا الشَّمسُ ، وَارحَم تِلكَ الخُدودَ الَّتي تَقَلَّبَت عَلى‏ حُفرَةِ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَارحَم تِلكَ الأَعيُنَ الَّتي جَرَت دُموعُها رَحمَةً لَنا ، وَارحَم تِلكَ القُلوبَ الَّتي جَزِعَت وَاحتَرَقَت لَنا ، وَارحَمِ الصَّرخَةَ الَّتي كانَت لَنا ، اللَّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَ تِلكَ الأَنفُسَ وتِلكَ الأَبدانَ حَتّى‏ نُوافِيَهُم عَلَى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ .
فَما زالَ وهُوَ ساجِدٌ يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ.۲

۱۹۲۱.ثواب الأعمال عن محمّد بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نُصِبَ لِفاطِمَةَ عليها السلام قُبَّةٌ مِن نورٍ ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسُهُ عَلى‏ يَدِهِ ، فَإِذا رَأَتهُ شَهِقَت شَهقَةً لا يَبقى‏ فِي الجَمعِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ولا عَبدٌ مُؤمِنٌ إلّا بَكى‏ لَها ...

1.كامل الزيارات : ص ۵۳۷ ح ۸۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۷۴ ح ۲۱ .

2.الكافي : ج ۴ ص ۵۸۲ ح ۱۱ ، ثواب الأعمال : ص ۱۲۰ ح ۴۴ ، كامل الزيارات : ص ۲۲۸ ح ۲۳۶ ، المزار الكبير : ص ۳۳۴ ح ۱۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۸ ح ۳۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18679
صفحه از 1479
پرینت  ارسال به