فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي جَعَلَ فِي النّاسِ مَن يَفِدُ إلَينا ويَمدَحُنا ويَرثي لَنا ، وجَعَلَ عَدُوَّنا مَن يَطعُنُ عَلَيهِم مِن قَرابَتِنا ، وغَيرِهِم يَهدُرونَهُم ويُقَبِّحونَ ما يَصنَعونَ .۱
۱۹۲۰.الكافي عن معاوية بن وهب : اِستَأذَنتُ عَلى أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَقيلَ لي : اُدخُل ، فَدَخَلتُ فَوَجَدتُهُ في مُصَلّاهُ في بَيتِهِ ، فَجَلَستُ حَتّى قَضى صَلاتَهُ ، فَسَمِعتُهُ وهُوَ يُناجي رَبَّهُ ويَقولُ :
يا مَن خَصَّنا بِالكَرامَةِ ، وخَصَّنا بِالوَصِيَّةِ ، ووَعَدَنَا الشَّفاعَةَ ، وأعطانا عِلمَ ما مَضى وما بَقِيَ ، وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَينا ، اغفِر لي ولِإِخواني ولِزُوّارِ قَبرِ أبي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ عليه السلام، الَّذينَ أنفَقوا أموالَهُم ، وأشخَصوا أبدانَهُم رَغبَةً في بِرِّنا ، ورَجاءً لِما عِندَكَ في صِلَتِنا ، وسُروراً أدخَلوهُ عَلى نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، وإجابَةً مِنهُم لِأَمرِنا ، وغَيظاً أدخَلوهُ عَلى عَدُوِّنا ، أرادوا بِذلِكَ رِضاكَ ، فَكافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ ، وَاكلَأهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وَاخلُف عَلى أهاليهِم وأولادِهِمُ الَّذينَ خُلِّفوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ ، وَاصحَبهُم وَاكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وكُلِّ ضَعيفٍ مِن خَلقِكَ أو شَديدٍ ، وشَرَّ شَياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ ، وأعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنكَ في غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم ، وما آثَرونا بِهِ عَلى أبنائِهِم وأهاليهِم وقَراباتِهِم .
اللَّهُمَّ إنَّ أعداءَنا عابوا عَلَيهِم خُروجَهُم ، فَلَم يَنهَهُم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلَينا ، وخِلافاً مِنهُم عَلى مَن خالَفَنا ، فَارحَم تِلكَ الوُجوهَ الَّتي قَد غَيَّرَتهَا الشَّمسُ ، وَارحَم تِلكَ الخُدودَ الَّتي تَقَلَّبَت عَلى حُفرَةِ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَارحَم تِلكَ الأَعيُنَ الَّتي جَرَت دُموعُها رَحمَةً لَنا ، وَارحَم تِلكَ القُلوبَ الَّتي جَزِعَت وَاحتَرَقَت لَنا ، وَارحَمِ الصَّرخَةَ الَّتي كانَت لَنا ، اللَّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَ تِلكَ الأَنفُسَ وتِلكَ الأَبدانَ حَتّى نُوافِيَهُم عَلَى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ .
فَما زالَ وهُوَ ساجِدٌ يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ.۲
۱۹۲۱.ثواب الأعمال عن محمّد بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللَّه [الصادق] عليه السلام: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نُصِبَ لِفاطِمَةَ عليها السلام قُبَّةٌ مِن نورٍ ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسُهُ عَلى يَدِهِ ، فَإِذا رَأَتهُ شَهِقَت شَهقَةً لا يَبقى فِي الجَمعِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ولا عَبدٌ مُؤمِنٌ إلّا بَكى لَها ...